متطلبات سوق العمل المتغيرة: كيف تفهمها وتتكيّف معها؟
من المهارات المطلوبة إلى الشّهادات المُعتمدة، تعلّم كيف تركبُ أمواج التّغيير في عالم الأعمال
يتطوَّر سوق العمل باستمرارٍ وبخطى أكثر سرعةً بكثيرٍ ممَّا كان عليه في القرن العشرين، وأصبح من المُرعب للكثيرين الاستمرارُ في القدرة على المنافسة مع ظهور الأتمتة والذكاء الاصطناعيّ والتَّقنيات الحديثة في كلِّ المجالات تقريباً، والَّتي كما فتحت فرص عملٍ في مجالاتٍ، فإنَّها أغلقت بعضها تماماً بحيث عفا عليها الزَّمن، ولم تعد مطلوبةً من أصحاب العمل.
فكيف تتواكبُ مع متطلَّبات سوق العمل المُتغيّرة؟ وأفضل طرق التَّعرُّف عليها باستمرارٍ؟ وما أهمُّ العوامل الَّتي تُؤثِّر على سوق العمل، سواءً في مجالاتٍ محدَّدةٍ، أو على مستوى كلّ المهن والصِّناعات؟ وما هي أهميَّة معرفة أحدث اتّجاهات سوق العمل، سواء للموظّفين أو لأصحاب الأعمال؟ كلُّ هذا وأكثر سنتعرَّف عليه في الأسطر المُقبلة.
ما هو سوق العمل في الأساس؟
يُشير سوق العمل إلى العرض والطَّلب على العمالة، والَّذي يُعرف أيضاً بسوق الوظائف، وهو يعتمدُ على توفير الموظَّفين والعمَّال للعرض، وعلى وجود أرباب عملٍ يُقدِّمون الطَّلب للحصول على مهارات وجهود أفرادٍ محدَّدين، ويُعدُّ سوق العمل من العناصر الرَّئيسيَّة في أيّ اقتصادٍ، ويرتبطُ بطريقةٍ شديدة التَّعقيد بكلٍّ من أسواق رأس المال والسِّلع والخدمات. ولتقييم سوق العمل يجب النَّظر على مستوى الاقتصاد ككلّ، وعلى مستوى الاقتصاد الفرديّ أو الجزئيّ، فكلٌّ منهما يُقدِّم رؤيةً واضحةً للعمالة المطلوبة وقيمتها، ويزيدُ من القدرة على التَّعرُّف على قوَّة الاقتصاد ككلٍّ. [1]
أهمية فهم متطلبات سوق العمل
تشيرُ الكثيرُ من المؤشِّرات إلى وجود انخفاضٍ في معدَّلات البطالة منذ عام 2023 مقارنةً بما كانت عليه خلال انتشار وباء كوفيد-19، ولكنَّ هذا يتغيَّر بمرور الوقت، ويعدُّ فهم متطلَّبات سوق العمل شديد الأهميَّة لكلٍّ من الأفراد والمؤسَّسات والحكومات على حدٍّ سواء، فهو يُؤثِّر في كلٍّ ممَّا يأتي: [2] [3]
تحسين عمليات التّوظيف
فلا يمكن للشَّركات والمؤسَّسات أن تعملَ بكفاءةٍ دون عمَّالٍ، وسوف تحتاج للحفاظ على التَّنافسيَّة في شركتك عبر التَّعرُّف على الطُّرق الَّتي تجلب المواهب الجديدة إلى أبوابك، فليس من مصلحة أيّ شركةٍ طرد العمالة الماهرة لديها أو خسارتها؛ لذا يساعد فهم المتطلَّبات الحاليَّة على تطوير استراتيجيَّاتٍ وطرقٍ مبتكرةٍ للوصول إلى المواهب الَّتي ترغب بها والحفاظ عليها، سواء بزيادة الأجر أو بمنح مميزاتٍ اجتماعيَّةٍ ومكافآتٍ معيَّنةٍ أو اتّباع طرق عملٍ أكثر مرونةً وغيرها من أساليب، لتحسين بيئة العمل وفقاً لمستوى التَّنافسيَّة.
تطوير وتدريب الموظّفين
ففهم متطلَّبات سوق العمل يساعدُ على تحديد الاحتياجات المستقبليَّة والأدوار الجديدة الَّتي سوف تكون مطلوبةً، وهل من الأفضل للشَّركات تدريب الموظَّفين الحاليين أو الاستعانة بخدمات موظَّفين خارجيين، فتخطيط القوى العاملة لا يقتصر فقط على الجوانب الدَّاخليَّة للشَّركة، بل يتعلَّق بالظُّروف الخارجيَّة أيضاً.
سهولة تقييم الاقتصاد الكليّ والجزئيّ
إذ تعدُّ معدَّلات البطالة ومستويات الإنتاجيَّة من المقاييس المهمَّة لجودة وقوَّة الاقتصاد الكليّ الَّذي يهتمُّ بالعلاقة بين أسواق العمل عموماً والسِّلع والمال والتِّجارة الخارجيَّة، كما أنَّ الأجورَ الفرديَّة وعدد ساعات العمل من المقاييس الأساسيَّة للاقتصاد الجزئيّ الَّذي يدرس العرض والطَّلب على مستوى الشَّركات الفرديَّة وموظَّفيها.
فعندما يكون سوق العمل شديد التَّنافسيَّة وهناك ندرةٌ في الأجور، فهذا يُعدُّ مؤشِّراً سيئاً للاقتصاد الكُليّ يتطلَّب تدخُّل الحكومات في بعض الأحيان، لتوفير فرص عملٍ أو زيادة كفاءة التَّدريب والتَّعليم، كما أنَّه إذا ارتفع معدَّل تسريح الموظَّفين أو انخفاض الإنتاجيَّة، فإنَّ هذا يُقلِّل من القوَّة الشّرائيَّة، ويؤثِّر على الحالة الاقتصاديَّة ككلّ.
تحديد القيمة السّوقيّة للوظائف
عندما يحدث إقبالٌ على مهاراتٍ محدَّدةٍ، وتكون أقلّ من المطلوب في الشَّركات، فإنَّ هذا يزيد من الأجر المقابل لها، ويفتح الطَّريق أمام الرَّاغبين في التَّوظيف لتطوير هذه المهارات المطلوبة لسدِّ العجز في سوق العمل، ووفقاً لمعدَّلات العجز في وظائف معيَّنةٍ، فإنَّ الأجرَ المقابل لها يزيد حسب قانون النُّدرة والتَّنافسيَّة.
خلق قوى عاملة قادرة على المنافسة
عندما يتفهَّم كلٌّ من الأفراد والمؤسَّسات والحكومات المتطلَّبات المستقبليَّة لسوق العمل، فإنَّهم يكونون أكثر قدرةً على تحديد التَّعليم والتَّدريب المناسب للبقاء في المنافسة سواءً المحليَّة أو العالميَّة ومواءمة تدريب الموظَّفين وتعليمهم مع متطلَّبات الصِّناعات الأكثر إقبالاً وطلباً.
ترشيد الاستهلاك وتقليل الهدر
عندما نتفهَّم متطلَّبات سوق العمل الحقيقيَّة والأساليب الَّتي تزيد من الإنتاجيَّة، فإنَّ هذا يساعد في إعادة تنظيم الأدوار الدَّاخليَّة في كلٍّ من الشَّركات والحكومات وتقليل التَّكلفة الإجماليَّة والتَّوصُّل لطرقٍ أفضل في استخدام الميزانيَّة وكيفيَّة استثمارها بكفاءةٍ، سواءً في التَّعليم والتَّدريب أو إدخال تقنيَّاتٍ حديثةٍ أو بإضافة مزايا للموظَّفين وفقاً لما سيكون له تأثيرٌ أكبر على الإنتاجيَّة والرَّفاهيَّة المعيشيَّة.
شاهد أيضاً: 8 اتجاهات مستقبلية تسيطر على سوق العمل في 2024
العوامل التي تؤثر على سوق العمل
هناك مجموعةٌ من العوامل الَّتي تؤثِّر على سوق العمل يجب على الجميع فهمها لوضع توقُّعاتٍ سليمةٍ لما يجب أن تكونَ عليه الأجور وعدد ساعات العمل وطبيعة المهام والمزايا وغيرها، ومن أهمّ هذه العوامل: [6]
العرض والطلب
هذا هو العامل الأكثر أهميَّةً واستدامةً على الإطلاق في التَّأثير على سوق العمل، فالعرض هو عدد الباحثين عن عملٍ وما يبحثون عنه تحديداً، والطَّلب هم أصحاب العمل الرَّاغبين في مهاراتٍ محدَّدةٍ، ومعرفة نسبة العرض والطَّلب يساعد الشَّركات والأفراد في الحفاظ على التَّنافسيَّة، خصوصاً عندما تُؤخذ الأجور في الاعتبار، حيث سيبحث العاملون دائماً عن الوظيفة ذات الأجر الأعلى أو الأكثر ملاءمةً لظروفهم الاجتماعيَّة والبدنيَّة والنَّفسيَّة، وتلبِّي احتياجاتهم المتنوِّعة بطريقةٍ أفضل، فإذا وجدت الشَّركة أنَّ أجرها غير تنافسيٍّ، أو أنَّ طبيعة عملها شاقَّةٌ، أو أنَّ المزايا المتوفِّرة لا تتلاءم مع نقص العمالة الماهرة، فإنَّها سوف تحتاج إلى إجراء تحسيناتٍ لإغراء المهارات الَّتي ترغب فيها، أو على الأقلّ الاستثمار في تدريب عمالةٍ رخيصةٍ، لكنَّ هذا لن يؤدِّي إلى ضمان بقائها أيضاً لفتراتٍ طويلةٍ، إلَّا إذا تمتَّعت الشَّركة بميزاتٍ تنافسيَّةٍ عن غيرها.
الأحداث العالميّة
كلٌّ من الكوارث الطَّبيعية والحروب والأوبئة وغيرها تؤثِّر بشدَّةٍ على سوق العمل، فقد تأثَّر الجميع بانتشار وباء كوفيد-19، وواجه أصحاب الأعمال تحدِّيات التَّكيُّف مع عمليَّات الإغلاق الإلزاميَّة ومتطلَّبات عدم الاتِّصال وإنشاء فرص عملٍ عن بُعدٍ، فضلاً عن التَّعامل مع الأزمات النَّفسيَّة والعقليَّة الَّتي تتزامنُ مع هذه الأحداث.
الأحداث الموسميّة
تحدث تغيراتٌ في أسواق العمل وفقاً لبعض الأحداث الموسميَّة مثل أيَّام العطلات، وموسم الحجِّ مثلاً، فيكون هناك ارتفاعٌ كبيرٌ على تعيين موظَّفين بدوامٍ جزئيٍّ أو مؤقَّتٍ، كما أنَّ الطَّقس يلعب دوراً كبيراً في مجموعةٍ من الصِّناعات والأنشطة التِّجاريَّة مثل السِّياحة الّتي تزدهرُ في أوقاتٍ، وتتراجع في أُخرى، وقراءة هذه المؤشِّرات الموسميَّة وفهمها والاستعداد لها تزيد من فرص اجتذاب العمالة الأكثر كفاءةً، مع وضع خططٍ مستقبليَّةٍ للأفراد في الأوقات الَّتي يتراجع بها الطَّلب على الخدمات الَّتي يقدِّمونها وتأثيرُ ذلك عليهم.
معدّل الاتّجاه إلى سوق العمل المرن
وهو اتِّجاهٌ بدأ يتزايد مؤخَّراً ومنذ انتشار وباء كوفيد-19، فهو يعني هنا أنَّ الأجور وظروف العمل والسَّاعات المطلوبة تتحدَّد وفقاً لقوى السُّوق، وليس بتدخُّلٍ من الحكومات أو النّقابات العمَّاليَّة، فيقدِّم صاحب العمل أجراً محدَّداً على كميَّة عملٍ مطلوبةٍ أو ساعاتٍ محدَّدةٍ دون التزاماتٍ أُخرى، سواء إجازات مدفوعة أو إجازات مرضيَّة أو أعياد ومناسبات وغيرها، وصحيحٌ أنَّ هذا الاتِّجاه أدَّى إلى زيادة قدرةِ العمَّال والموظَّفين على تقسيم أوقاتهم والعمل في ساعاتٍ وأماكن أكثر ملاءمةً لهم، إلَّا أنَّ نقص التَّدريب وإمكانيَّة الطَّرد أو الاستغناء عن الخدمات في أيّ وقتٍ وعدم وجود مزايا تأمينيَّةٍ أو صحيَّةٍ يمنع أيَّ استقرارٍ وظيفيٍّ، ويُجبر العامل على الالتحاق بأكثر من وظيفةٍ لتوفير قدرٍ من الأمان أو اللّهاث الدَّائم خلف تطوير مهاراته، وإلَّا قد يتعرَّض للتَّسريح في أيِّ وقتٍ.
معدّلات الأتمتة
التّقنيَّات المتقدِّمة سواءً في الاتِّصالات أو الانتقالات تسمح بالحصول على خدمات العمّال عبر الحدود مع زيادة مستويات التَّعليم ورفع مستوى جودته ووفرته، وبالتَّالي فإنَّ المهارات الصَّلبة والنَّاعمة قد تكون أكثر انتشاراً من أيّ وقتٍ مضى مع السُّهولة النِّسبيَّة في الحصول عليها، وبالتَّالي قد تتأثَّر سياسات التَّوظيف بشدَّةٍ في مجالاتٍ محدَّدةٍ يُمكن العمل من خلالها عن بُعدٍ أو بساعات عملٍ مرنةٍ.
مستويات الهجرة
وهي من الأمور الَّتي تُؤثِّر على سوق العمل، سواء في البلد الطَّارد أو المُستقبِل، فعندما ترتفع معدَّلات هجرة وظائف محدَّدةٍ من بلدٍ ما، فإنَّ العجز يرتفع بها، كما قد تُؤثِّر على معدَّلات التَّوظيف في البلد المُستقبِل، وتُقلِّل من الأجور وفقاً لزيادة مستويات العمالة.
طرق مواكبة متغيرات سوق العمل
الجميع يرغب في الحصول على أجور أعلى في نفس عدد ساعات العمل، وهذا لم يعد من الأمور السَّهلة في الألفيَّة الثَّالثة، بل يتطلَّب العمل المستمرَّ وعدم التَّكاسل، ولفهم متغيِّرات سوق العمل ومواكبة متطلَّباتها، يُمكن للرَّاغبين في التَّوظيف اتّباع النَّصائح التَّالية: [4] [5]
متابعة مصادر بيانات موثوقة
واحدةٌ من أفضل طرق فهم ومواكبة متطلَّبات سوق العمل هي متابعة مصادر البيانات الموثوقة الَّتي تُوفِّر رؤى وتحليلاتٍ للجوانب المختلفة للقوى العاملة مثل معدَّلات التَّوظيف والمهارات المطلوبة ومستويات الأجور والفجوات الموجودة في المهارات، لتعمل على تعزيزها لديك بالإضافة إلى مدى التَّنوُّع والقدرة على التَّنقُّل، وتتمثَّلُ هذه المصادر في الوكالات الحكوميَّة والجمعيَّات الصِّناعيَّة ومعاهد البحوث والمنصَّات المتخصِّصة عبر الإنترنت، فيمكنكَ استخدام هذه البيانات لتحديد الفرص والتَّحديَّات أمامكَ ووضع أهداف توظيفٍ خاصَّةٍ بك، بما يتوافقُ مع الاحتياجات والمهارات والقدرات وغيرها.
التّواصل مع الأقران والخبراء عبر المنتديات والمجموعات
فقد أصبح من الأكثر سهولةً الآن معرفة آراء الخبراء في اتّجاهات سوق العمل المستقبليَّة، وبالطَّبع ليس عليك تنفيذ كلّ ما يقوله شخصٌ ما مهما كان مستوى خبرته، لكن إذا اتَّفق مجموعة من الخبراء، ومن الأقران في المنتديات والتَّجمُّعات المهنيَّة المختلفة على وجود اتّجاهٍ معيَّنٍ أو مهارةٍ محدَّدةٍ مطلوبةٍ مستقبلاً، فهذا يمنحك مؤشّراً أكثر وضوحاً لما سيكون عليه سوق العمل، سواء في مهنتك تحديداً، أو في بقيَّة المجالات لتحديد توجُّهات أبنائك أو الأشخاص في سنوات الدّراسة والتَّعليم.
تجربة أساليب وأدوات جديدة
من المعروف أنَّ الذَّكاء الاصطناعيَّ دخل في كلِّ مجالات الحياة تقريباً، ويمكن أن تساعدك برامج محدَّدةٌ في التَّعرُّف على الاتِّجاهات المستقبليَّة المطلوبة في سوق العمل، ولكن قبل أن تعتمدَ على أيّ أداةٍ جديدةٍ، فيجب أن تختبرها جيداً، وتقيسُ مدى ملاءمتها لثقافتكَ وأهدافكَ التَّنظيميَّة، مع الانفتاح على التَّحسينات، وأن يكونَ لديك قدرةٌ على التَّعلُّم من نجاحاتكَ وإخفاقاتكَ.
التّعلّم المستمرّ وبطريقةٍ استباقيّةٍ
إنَّ الطَّريقة شديدة الفاعليَّة حقيقةٌ، والَّتي قد لا يتمكَّن الكثيرون من الالتزام بها هي الحرص على التَّعلُّم المستمرّ والاستباقيّ، سواء للمهارات النَّاعمة مثل حلّ المشكلات والقدرة على التَّواصل الجيّد وتنظيم الوقت وغيرها، أو تعلُّم المهارات الصَّلبة المُتعلِّقة بمجال مهنتكَ أو أيضاً بمجالاتٍ أُخرى مثل تعلُّم لغة برمجةٍ أو لغةٍ أجنبيَّةٍ ثانيَّةٍ أو طريقة تحرير الفيديو أو الصُّور أو غيرها من خبراتٍ، التَّعلُّم المستمرُّ في حدّ ذاته يفتح أمامك الكثير من الآفاق، سواءً في مهنتك أو في مجالاتٍ أُخرى، وهناك تقريباً دوراتٌ مجانيَّةٌ عبر الإنترنت لكلِّ مهارةٍ ترغب في اكتسابها، فيمكنكَ تخصيص ساعةٍ فقط يوميّاً لدراسة شيءٍ جديدٍ، مع طلب التَّعليقات من المحيطين بك، وتأكَّد أنَّ كلَّ شيءٍ جديدٍ تتعلَّمه سوف يضيف إلى مهاراتكَ لتواكب سوق العمل المُتغيّر بطريقةٍ أفضل.
توسيع شبكة معارفك وأصدقائك
يجبُ أن تشتركَ في منصَّات التَّوظيف الأساسيَّة مثل لينكد إن، مع متابعة المؤثِّرين الرَّئيسيين في مجالات التَّوظيف عموماً، وفي مجال عملك تحديداً، مع متابعة مؤشِّرات البطالة في مهنةٍ محدَّدةٍ أيضاً لتتعرَّف مسبقاً على مدى تأثيرها عليك، فمن المفيد توسيع نطاق معارفك والحرص على التَّواصل المستمرّ على الشَّبكات المختلفة للتَّعرُّف على آخر اتِّجاهات سوق العمل المطلوبة، مع المشاركة في ورش عملٍ قدر المُستطاع أو حضور فاعليَّات تواصل أو على الأقلّ القراءة عنها، ممَّا يزيد من توفُّر فرص عملٍ جديدةٍ.
تطوير عقليّة النّموّ
وهو ما يعني إيمانك التَّامُّ بقدرتكَ على تحسين مهاراتكَ ورفع معدَّل ذكائكَ عبر التَّفاني في العمل وزيادة القدرة على مواجهة التَّحديَّات والنَّظر إلى كلِّ إخفاقٍ على أنَّه فرصة للتَّعلُّم مع الانفتاح على التَّجارب الجديدة، فهذه العقليَّة تجعلكَ فضوليّاً دائماً وراغباً في المجازفة مع تحسين مهاراتكَ باستمرارٍ.
شاهد أيضاً: لماذا يرفض الكثيرون العمل بذكاء وليس بجهد؟
وفي الختام، فإنَّ البقاء على صلةٍ بسوق العمل ودعم التَّواصل المستمرِّ مع الأقران والخبراء وتطوير عقليَّة النُّموِّ والحرص على التَّعلُّم المستمرِّ أساسيٌّ للنَّجاح الوظيفيِّ المستدام، كما أنَّ التَّفاعلَ الجيِّد مع التّقنيَّات الحديثة وعدم النُّفور منها مع الحرص على المهارات النَّاعمة، مثل القدرة على التّكيُّف والتَّحلّي بالمرونة، يضمن لك الكثير من التَّميُّز والقدرة على المنافسة أيضاً.