متلازمة المحتال: كيف تتحرّر من هوس المقارنة في حياتك؟
لا تهدر أية دقيقة أخرى في مقارنة نفسك بالآخرين، أنت غالباً لا ترى إلا ما يظهر على السطح من أفعالهم ومواقفهم.
بقلم روبن كاماروت Robin Camarote، مدرّبة تنفيذيّة
نحن جميعاً بشرٌ ولدينا نفس الميل لتقييم أنفسنا مقارنةً بالآخرين، ولكنَّ فكرة المقارنة ليست مفيدةً، في الواقع، إنَّها تبقينا عالقين في مكاننا بالضَّبط، والجميع يتصارعون مع نفس الشُّكوك والمخاوف، وحتَّى عندما تمتلك هذه المعرفة، فمن الصَّعب الهروب من أنماط التَّفكير المتأصِّلة تلك، لذلك سنقدّم بعض المقارنات الشَّائعة وكيفيَّة التَّغلُّب عليها فيما يلي: [1]
-
"إنّها حقّاً تتمتّع بتنظيمٍ وتوازنٍ رائعٍ"
غالباً ما يُقال هذا عن شخصٍ معينٍ أو مجموعةٍ من الأشخاص في حياتكَ يصلون عادةً إلى وجهتهم في الوقت المحدد، وهم يرتدون ملابس أُخرى رائعةً غير الملابس اليوميّة الرِّياضيَّة، والحقيقة هي أنَّها ليست أكثر تنظيماً وتوازناً من أيِّ شخصٍ آخر، ولا أحد يمكنه ذلك.
نشعر جميعاً بالتَّشتُّت في معظم الأوقات، وفي تلك اللَّحظات العابرة من التوازن، عندما نُنظّم قائمة مهامنا، يكون هناك القليل من الفرح؛ لأنَّنا نبدأ بعد ذلك بالقلق بشأن الوقت الذي ستنهار فيه كلُّ الأمور مرَّةً أُخرى، إذاً، أنهِ هذه المقارنة بتذكير نفسكَ بأنَّك ترى فقط شريحةً من حياة شخصٍ ما مقابل معرفة حياتكَ بأكملها، إذ هناك دائماً أكثر ممّا تراه على السَّطح.
-
"إنَّه يعرف ما يريد وكيف يحصل عليه"
نحفن نرى الأشخاص الَّذين يقومون بالمبادرة ونعجب بهم، وهو أمرٌ عظيمٌ، ولكنَّنا نفترض أنَّهم يتقدَّمون للأمام؛ لأنَّهم اكتشفوا كلَّ شيءٍ، أو لديهم بعض المواهب الفطريَّة التي لا نملكها، وهذا غير صحيحٍ، فكلُّ ما في الأمر هو أنَّهم اكتشفوا للتَّوِّ الخطوة التَّالية وهم على استعدادٍ لتعويض الباقي أثناء تقدُّمهم.
بالتَّأكيد، هناك أشخاصٌ تمسَّكوا بهدفٍ واحدٍ واضحٍ وكبيرٍ لفترةٍ من الوقت، ومع ذلك، حتَّى هؤلاء الأشخاص يجب أن يُقرِّوا بأنَّ الطَّريق للوصول إلى هذا الهدف كان مختلفاً عمَّا توقَّعوه؛ لذلك أنهِ هذه المقارنة من خلال تذكير نفسكَ بأنَّه لا أحد لديه خطةٌ مثاليَّةٌ، وستكون هناك دائماً انتكاساتٌ ومنحنياتٌ على طول الطَّريق، فقط استمرّ في المضي قدماً.
شاهد أيضاً: أتشعر بالتوتر في الفريق أثناء الاجتماعات؟ إليك طقس يساعد في بناء الثقة
-
"إنّها لا تجلس في الزّاوية لتشكّك في نفسها"
إنَّها تُشكِّك في نفسها بالتَّأكيد، وفي كثير من الأحيان أكثر ممّا تتخيَّل، ومن المستحيل إيقاف الأفكار المتراكمة حول الخيارات والمسارات البديلة التي لم يتمّ اتخاذها، والفرق هو ما تفعله بهذه الأفكار عندما تنبثق في ذهنكَ، إذ يُمكنك الاستمرار في الاستسلام للمشتِّتات أو يُمكنك تهدئة الأفكار من خلال التَّسليم بها ثمَّ إعادة الالتزام بقرارك.
إنَّ افتراض أنَّ الآخرين لا يتصارعون مع شكوك ومخاوف مماثلةٍ -وأنَّ الآخرين يختلفون عنَّا جوهريَّاً إلى حدٍّ ما– يرفع من شأنهم ويُمجِّدهم، لكن يؤخُّرنا ويعوقنا، وهذه الأفكار تجعلنا نشعر بأنَّ فينا أمراً خاطئاً، وأنَّنا مكسورون ناقصون بينما يكون الجميع كاملين ويعملون بشكلٍ لا تشوبه شائبةٌ.
عندما نُذكَّر أنفسنا باستمرارٍ بأنَّنا جميعاً بشرٌ نمرُّ بنفس التجربة الإنسانية، يصبح من الأسهل وضع تلك الأفكار في نصابها الصَّحيح والمضي قدماً، وعندما تتوقَّف عن المقارنة، فإنَّك تُحرِّر نفسك لبدء العمل على تحقيق أحلامكَ الخاصَّة بطريقتكَ الفريدة الخاصَّة وحسب جدولكَ الزَّمنيّ.
لمزيدٍ من النصائح في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.