كيف يمكن للمستشارين الخبراء تعزيز الابتكار وبناء الثقة؟
المجلس الاستشاري العلميّ ليس رفاهيّةً، بل ضرورةٌ للشّركات المبتكرة، فهو يعزّز المصداقيّة، ويدفع الابتكار، ويفتح الأبواب لفرصٍ غير متوقّعةٍ

غالباً ما يُستهان بأهمّيّة المجلس الاستشاري العلمي (SAB)، رغم أنّه قد يكون عاملاً حاسماً في تحقيق الرّيادة، خاصّةً في المجالات المتقدّمة، مثل التّكنولوجيا الحيويّة. أدون هذه السّطور بعد انعقاد الاجتماع الأوّل لمجلسنا الاستشاري العلمي في شركتي "سوميت إيه آي" (Somite AI)، حيث لا يزال الحماس يتدفّق بعد نقاشاتٍ مثمرةٍ ومؤثّرةٍ.
في سوميت إيه آي نطمح إلى تسخير الذكاء الاصطناعي لبداية حقبةٍ جديدةٍ في تجديد وإصلاح الخلايا البشريّة، إذ نعمل على إعادة هندسة تمايز الخلايا لفهم كيفيّة تحوّلها والتّحكّم بها، بهدف تطوير أدويةٍ مبتكرةٍ. وفي اجتماعنا الأوّل، جمعنا 11 من أبرز العلماء والخبراء في العالم في مجالات بيولوجيا الخلايا الجذعيّة والبيولوجيا التّنمويّة، بالإضافة إلى شخصيّاتٍ رائدةٍ في القطّاع، بمن فيهم مؤسّسو بعض الشّركات العلميّة الأكثر تأثيراً.
كان دور هؤلاء المستشارين محوريّاً، فقد قدّموا لنا إطاراً للتّفكير الذّاتيّ، وساعدونا في تعزيز ميزتنا التّنافسيّة، وأضفوا على شركتنا مصداقيّةً أكبر، وفتحوا لنا أبواباً لفرصٍ مستقبليّةٍ واعدةٍ. ونحن نحرص على تعويض أعضاء مجلسنا الاستشاريّ بمعدّلاتٍ استشاريّةٍ قياسيّةٍ (عادةً على أساس السّاعة)، وعند الإمكان، نمنحهم حصّةً صغيرةً من أسهم الشّركة، وذلك وفقاً لسياسات المؤسّسات الّتي ينتمون إليها. وإليك كيف يساهم المجلس الاستشاري العلمي في دفع شركتك إلى الأمام:
التفكير الذاتي: رؤية أوضح واستراتيجيات أقوى
يعدّ مجلس الاستشاري العلمي بمثابة مرآةٍ تعكس واقع شركتك، حيث يدفعك إلى مراجعة الافتراضات، وتحدّي الأفكار القائمة، وإعادة تقييم الاستراتيجيّات. فمجرّد التّحضير لاجتماع المجلس يجبرك على صياغة رؤيتك بوضوحٍ ومساءلة نهجك الحاليّ، وهو أمرٌ بالغ الأهمّيّة لضمان أنّك تسير في الاتّجاه الصّحيح.
مثالٌ عمليٌّ: أكّد لنا مجلسنا أنّ تمايز الخلايا يمثّل تحدّياً علميّاً مثاليّاً لتطبيق الذكاء الاصطناعي. فرغم التّعقيد الهائل في البحث، إلّا أنّ الطّبيعة التّطوّريّة للخلايا تجعل فضاء الحلول محدوداً، ممّا يعني أنّ هناك معايير واضحةً للنّجاح. ورغم ندرة البيانات عالية الجودة، فإنّنا نملك مساراً واضحاً لإنشائها بأنفسنا.
الميزة التنافسية: إعلان غير مباشر بأنك هنا لتنتصر
امتلاك مجموعةٍ من العلماء المرموقين والخبراء في الصّناعة ضمن مجلس الاستشاريّ الخاصّ بك ليس مجرّد إضافةٍ اسميّةٍ، بل هو إشارةٌ قويّةٌ للمنافسين والسّوق بأنّك جادٌّ في مهمّتك، وأنّك مستعدٌّ للاستفادة من أفضل العقول لتحقيق النّجاح. ولكن الأهمّ من ذلك، أنّ هؤلاء الخبراء يأتون بأفكارٍ جديدةٍ ومبتكرةٍ قد تغيّر قواعد اللّعبة تامّاً.
مثالٌ عمليٌّ: في اجتماعنا الأخير، اقترح أعضاء المجلس تطبيقاتٍ غير متوقّعةٍ لتكنولوجيتنا، وهي أفكارٌ لم نكن قد فكّرنا فيها مسبقاً، فهذا وحده قد يوفّر علينا شهوراً من الأبحاث وملايين الدّولارات في تكليفات التّطوير، ممّا يمنحنا تقدّماً تنافسيّاً هائلاً.
المصداقية والثقة: جذب المستثمرين والشركاء والموظفين
ينظر المستثمرون والشّركاء إلى المجلس الاستشاري العلمي كدليلٍ على مصداقيّة الشّركة، فوجود أسماءٍ مرموقةٍ في مجلسك الاستشاري يعزّز الثّقة في مؤسّستك، ويعطي وزناً حقيقيّاً لوعودك، كما أنّ الشّركات الّتي تستطيع جذب مستشارين من الطّراز الأوّل هي الشّركات الّتي يسعى الجميع إلى العمل معها والاستثمار فيها.
فتح الأبواب: فرص غير متوقعة واتصالات قيمة
واحدةٌ من أعظم الفوائد الّتي يجلبها المجلس الاستشاري العلمي هي شبكة العلاقات الواسعة الّتي يمتلكها أعضاؤه، فسواء كان ذلك من خلال:
تقديمك إلى المستخلصين الرّئيسيّين أو الوصول إلى موارد فريدةٍ أو توفير رؤىً حول الاتّجاهات النّاشئة، فإنّ الفرص الّتي يفتحها المجلس الاستشاري قد تسرّع تقدّم شركتك بطرقٍ لا يمكن التّنبّؤ بها.
إذاً، متى يجب أن تبدأ ببناء مجلس استشاري علمي؟
إنّ تأسيس مجلس استشاري علمي ليس مجرّد جمعٍ لسيرٍ ذاتيّةٍ مبهرةٍ، بل هو بناء فريقٍ قادرٍ على تعزيز رؤيتك، وتحدّي افتراضاتك، وتوجيه استراتيجيّتك بذكاءٍ وحكمةٍ. إذا كنت تعمل في مجال التّكنولوجيا العميقة، فالسّؤال ليس "هل أحتاج إلى مجلس استشاري علمي؟" بل "كم من الوقت يمكنني أن أتحمّل دونه؟"
كلّما أسرعت في بناء مجلسك الاستشاري، وجمعت خبرائه معاً ولو مرّةً واحدةً سنويّاً على الأقلّ، كلّما زادت فرصتك في تحقيق اختراقاتٍ علميّةٍ، واستثماريّةٍ، وتكنولوجيّةٍ تضعك في صدارة المنافسة.