محمد الشارخ: الرحيل والإرث الخالد في عالم التكنولوجيا
تأملات في رحيل عميد التقنية العربية والدرس الذي يتركه لرواد الأعمال
فقدت الساحة التقنية والاقتصادية العربية أحد أبرز روّادها، محمد الشارخ، الذي وافته المنيّة يوم الأربعاء الموافق لـ 6 مارس 2024، عن عمرٍ يناهز الـ 82 عاماً. الشارخ، الذي أسّس وترأس شركة صخر لبرامج الحاسب، لم يكن مجرّد رجل أعمالٍ، بل كان مبتكراً ذا رؤيةٍ مستقبليّةٍ، حيث كانت له اليد العليا في دمج اللّغة العربيّة بتقنيّات الحاسوب، محقّقاً بذلك إنجازاً غير مسبوقٍ على مستوى العالم.
تاريخه المهنيّ مليءٌ بالإنجازات الرّائدة، فقد كان أوّل من أدخل اللّغة العربيّة إلى عالم الحواسيب، وطوّر برامج تعليميّةً وتثقيفيةً ساهمت في تحقيق قفزةٍ نوعيّةٍ في مجال التّعليم الإلكترونيّ. كما أنّ دوره لم يقتصر على المجال التقنيّ وحسب، بل امتدّ ليشملَ المجالات الاقتصاديّة والتّنمويّة، حيث شغل مناصب قياديّةً في مؤسّساتٍ وطنيّةٍ ودوليّةٍ عدّةٍ، مثل الصّندوق الكويتيّ للتّنمية الاقتصاديّة والبنك الدّولي للإعمار والتّنمية، إضافةً إلى تأسيسه للبنك الصناعيّ الكويتيّ.
ما يجب أن نستلهمه من مسيرة محمد الشارخ لا يقتصر على الإبداع التّقني وحده، بل يمتدّ ليشملَ الرّؤية الاستراتيجيّة والإيمان الرّاسخ بأهميّة اللّغة والثّقافة العربيّة في عصر التّقنيي، إذ كان رجلاً آمن بأنّ الابتكار ليس له حدود وأنّ اللّغة العربيّة يمكن أن تتبوّأ مكانةً مرموقةً في عالم التّكنولوجيا الحديثة.
على الرّغم من الحزن العميق الذي خلفه رحيل محمد الشارخ، إلّا أن هذه اللّحظة المؤلمة تُقدّم لكلّ رائد أعمالٍ تذكيراً صارخاً بأهميّة التّفكير في الإرث الذي يسعى لتركه خلفه، كما تدعونا وفاته إلى التّأمل العميق في البصمة التي نودّ أن نخلّفها في العالم، والأثر الدّائم الذي نطمح إلى صياغته في حياة الآخرين والمجتمع ككل. ويصبح السّؤال الملح هنا: ما هي القيم والمساهمات التي سنُذكر بها؟ وكيف يُمكننا أن نستلهمَ من مسيرة الشّارخ في بناء إرثٍ متميّزٍ يعكس شغفنا ويحقّق تأثيراً إيجابيّاً ملموساً؟
لمزيدٍ من الأخبار في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.