مع اقتراب موسم مؤتمرات الأعمال، كيف تضمن أن تُنفّذ ما سمعته؟
استراتيجيات للتغلب على فجوة التنفيذ والحفاظ على الدافع بعد العودة من المؤتمرات، لتحقيق نتائج ملموسة ومستدامة في عالم الأعمال
ها نحنُ في ذلك الوقتِ من العامِ، حيث تتهاطلُ دعواتُ مؤتمراتِ الأعمالِ بكثافةٍ. الجميعُ يتهيّأ للعامِ الجديدِ، ومن الطّبيعيّ أن تفكّرَ أنت أيضاً في المستقبلِ، وتختارَ أيّ المؤتمراتِ تودّ حضورها ولماذا. وبصفتي مدرّباً في مجالِ الأعمالِ لأكثر من خمسةٍ وعشرين عاماً، وشخصاً ينظّمُ مؤتمراتٍ لعملائي كلّ ربعِ سنّةٍ، أدركُ تماماً مدى تأثيرِ مؤتمرِ الأعمالِ الجيّدِ على مسارِ عملكَ. لكن من المهمِّ أن تعرفَ مسبقاً أنّ الأمرَ ليس كلّه عن المؤتمرِ ذاته، بل التّحدّي الحقيقي يكمنُ في تطبيقِ الأفكارِ الثّمينةِ التي تكتسبها في المؤتمرِ وقدرتك على التّنقلِ في تعقيداتِ عالمِ الأعمالِ الحقيقيّ بعدَ عودتك إلى الوطنِ.
لذا اليوم، أودّ أن أتناولَ العقباتِ التي يواجهها روّاد الأعمال في تحويلِ دروسِ الورشِ إلى استراتيجيّاتٍ قابلةٍ للتنفيذِ.
العقبة رقم 1: الفجوة في التنفيذ
من التحدّياتِ الرّئيسيةِ التي يجبُ تجاوزها بعدَ مؤتمرِ الأعمالِ هي الفجوةُ بين التّعلمِ والتّطبيقِ. إذ غالباً ما تُهملُ الأفكارُ المستفادةُ من الورشِ، وتذهبُ هباءً في بحرِ النّوايا الحسنةِ دون أن تجدَ طريقها إلى استراتيجيّات الأعمال الفعليّةِ. تستقلّ الطّائرةَ عائداً إلى الوطنِ، متحمّساً لكلّ ما تخطّطُ للقيامِ به، لتجدَ نفسكَ عند العودةِ إلى المكتبِ أمامَ قائمةٍ طويلةٍ من المهامِّ وإرهاقِ السّفرِ.
العقبة رقم 2: التكيف مع سياقات الأعمال الفريدة
دروسُ الورشِ هي إرشاداتٌ عامّةٌ، ويواجهُ روّادُ الأعمالِ تحدّي تعديلِ هذه الأفكارِ، لتتناسبَ مع سياقاتِ أعمالهم الخاصّة. هذا يتطلّبُ الإبداعَ والقدرةَ على التّكيّفِ وفهماً عميقاً لديناميكيات العمليّاتِ التّشغيليّةِ الخاصّةِ بهم. هذا صحيحٌ بشكلٍ خاصٍّ إذا كان المؤتمرُ لا يختصّ بصناعةٍ محدّدةٍ، فعليك بذلُ المزيدِ من الجهدِ والتبصّرِ لتطبيقِ الأفكارِ المقدّمةِ بما يتناسبُ مع احتياجاتك وقاعدةِ عملائك.
العقبة رقم 3: الحفاظ على الدافع
قد يتضاءلُ الإلهامُ الأوليّ الذي تحصلُ عليه من الورشةِ مع مرورِ الوقتِ. ويصارعُ الكثيرون مع تحدّي الحفاظِ على الدّافعِ اللّازمِ لتطبيقِ التّغييراتِ والابتكاراتِ التي تمّت مناقشتها خلال الورشةِ. وقد يتفاقمُ هذا إذا حضرتَ عدّةَ مؤتمراتٍ في فترةٍ زمنيّةٍ قصيرةٍ، لأنّ حالكَ ستؤولُ إلى تراكمِ الأفكارِ ونقصٍ في الوقتِ والطّاقةِ للتنفيذِ.
شاهد أيضاً: دروسٌ رائعة يُمكن لروّاد الأعمال تعلّمها من TikTok
فكيف يمكنك التغلّب على هذه العقباتِ واستثمار موسم المؤتمراتِ بأفضل شكلٍ؟
استراتيجيّاتٌ للتطبيقِ الفعّالِ:
- وضعُ خطّةِ عملٍ: قبل أن تستقلّ الطّائرةَ للعودةِ إلى الوطنِ، خصّص وقتاً لوضعِ خطّةٍ عملٍ مفصّلةٍ، لتحدّد خطواتٍ محدّدة وجداولَ زمنيّةٍ للتّطبيقِ. وقرّر كيف وأين ستوزّعُ المهامَّ لتحقيقِ أقصى استفادةٍ.
- التعاونُ مع الأقرانِ: التّفاعلُ مع الزّملاءِ المشاركين في الورشةِ يخلقُ مجتمعاً داعماً. ويمكن لروّادِ الأعمالِ مشاركة التّحدّياتِ والأفكارِ والنّجاحاتِ، ممّا يخلقُ بيئةً تعاونيةً تعزّز التّطبيقَ الفعليّ. ولا تنسَ مشاركةَ معلوماتِ الاتصالِ، لتحمّلِ بعضكم البعضِ المسؤوليةَ بعد العودةِ إلى الوطنِ.
- الاستعانةُ بفريقِ القيادةِ: قد تجدُ أنّ إشراكَ آخرين من فريقِ القيادة قد يساعدُ في التغلّبِ على فجوةِ التّطبيقِ بعد العودةِ للوطنِ، حيث يكون لديك عدّة أشخاصٍ يشتركون في الهدفِ ذاتهُ.
- المراجعةُ والتّكيفُ المستمرُ: المراجعةُ الدّوريةُ للأفكارِ المستفادةِ من الورشِ وتكييفها مع التّغيّراتِ المستمرةِ في ساحةِ الأعمالِ تضمنُ استمرارَ فاعليتها وصلتها بالواقعِ.
- الانتقالُ من ورشةِ عملٍ تجاريّةٍ إلى النّجاحِ في العالمِ الحقيقيّ هو مسارٌ مليءٌ بالتّحدّياتِ والفرصِ من خلالِ الاعترافِ بالعقباتِ ووضعِ خطّةٍ متينةٍ للتّعاملِ معها، يمكنكَ التّنقلُ بهذا المسارِ بمرونةٍ ودهاءِ استراتيجيّ. أمّا خارج جدرانِ الورشةِ، يكمنُ عالمُ النّجاحِ الملموسِ، وأولئك الذين يُتقنون هذا الانتقال لا يجدون أنفسهم متسلّحين بالمعرفةِ فقط، بل يزدهرون أيضاً في المشهدِ الديناميكيّ لعالم ِالأعمالِ؛ نتمنّى لكم التّوفيقَ!