الرئيسية الريادة معتزّ عزايزة: المصوّر الّذي لم يغادر غزّة… حتى بعد أن غادرها

معتزّ عزايزة: المصوّر الّذي لم يغادر غزّة… حتى بعد أن غادرها

"غزّة وحيدةٌ… وأشعر دوماً بأنّ عليّ أن أفعل المزيد من أجلها"

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

نال معتزٌّ عزايزة اهتماماً واسعاً، حين أطلّ في "قمّة الويب قطر" (Web Summit Qatar) هذا العام، لكنّ أيّ قدرٍ من التّقدير العلنيّ لا يخفّف من الوطأة النّفسيّة الثّقيلة الّتي يحملها. 

فهٰذا المصوّر الصّحفيّ الفلسطينيّ، الّذي يبلغ من العمر ستّةً وعشرين عاماً، تحوّل إلى وجهٍ معروفٍ على نطاقٍ عالميٍّ بفضل تغطيته الميدانيّة للحرب الّتي شنّتها إسرائيل على مدينته غزّة، منذ أكتوبر عام 2023. وعلى الرّغم من أنّه غادر القطاع في يناير من العام الماضي، فقد بدا واضحاً، حين حاورته خلال القمّة في 2025، أنّ أهل بلاده الّذين اضطرّ لتركهم، لا يغادرون باله طرفة عينٍ. 

يقول عزايزة: "غزّة وحيدةٌ… إنّها وحيدةٌ، وأشعر دوماً بأنّ عليّ أن أفعل المزيد من أجلها". 

تجسّد هٰذه الكلمات ما يعتمل داخله من اضطرابٍ، فعلى الرّغم من أنّه أصبح اليوم من أبرز الأصوات المدافعة عن فلسطين، سواءٌ عبر المنصّات الرّقميّة، أو في المحافل الدّوليّة، فإنّ ذٰلك الشّعور بالمسؤوليّة يبدو مفروضاً عليه أكثر ممّا اختاره طوعاً، وقد أجبره ذٰلك على تأجيل كلّ ما كان يأمله لنفسه يوماً. 

يوضّح عزايزة: "كنت أحلم بأن أصبح مصوّراً رحّالاً، وأن أعمل مع جهةٍ مثل ناشيونال جيوغرافيك (National Geographic)". لكنّه يستدرك بأسًى: "يؤلمني أنّني لا أستطيع أن أعيش لنفسي، لحياتي. ولو عرضت عليّ اليوم فرصةٌ كهذه، فلن أستطيع القبول بها، لأنّني أشعر بأنّني ابتعدت كثيراً عن تلك الأحلام". 

وعلى الرّغم من شعوره بالحسرة على مسارٍ شخصيٍّ لم يتحقّق، فإنّ عزايزة لا يبدي أيّ رغبةٍ في التّخلّي عن رسالته. 

يقول: "أنا لا أحبّ أن أُختزل في رمزٍ… ولكنّني لا أستطيع الابتعاد عن هٰذا الطّريق. لا أستطيع، لأنّني كنت أحلم بأن أكون شخصاً يحدث فارقاً. واليوم أملك هذه الفرصة. هي فرصةٌ شاقّةٌ، ولا تخلو من الألم، ولكن عليّ أن أتشبّث بها. عليّ أن أواصل، فقد أكون سبباً في أن تحيا غزّة من جديد". 

يمضي عزايزة في طريقه، وفي عالمٍ يزداد تقاعساً عن رؤية معاناة فلسطين، يظلّ إصراره دعوةً مفتوحةً لإعادة اكتشاف إنسانيّتنا، ورغبةً صادقةً في أن نرى، ونفهم، ونتحرّك… قبل فوات الأوان. 

"عليّ أن أستمرّ، لأنّي قد أكون سبباً في أن تحيا غزّة مرّةً أخرى". 

نُشرت هذه المقالة لأول مرة في عدد مارس من مجلة "عربية .Inc". لقراءة العدد كاملاً عبر الإنترنت، يُرجى النقر هنا.

آخر تحديث:
تاريخ النشر: