مفاجأة X وطراز جديد من تسلا.. ما هي خطط إيلون ماسك Elon Musk لـ 2024؟

التّخطيطُ لشراءِ سيارةٍ حديثةٍ في العامِ الجديدِ، أمرٌ بالتّأكيدِ لن يكونَ حاضراً في أجندةِ المليارديرِ الأميركي، إيلون ماسك Elon Musk، صاحب شركةِ تسلا، إحدى أكبرِ شركاتِ صناعةِ السّياراتِ في العالمِ، لكنّ التّخطيطِ لإصدارِ موديلٍ جديدٍ لن يغيبَ عن أجندتهِ، فما هي خططُ ماسك لعامِ 2024؟

غالباً ما تكونُ خططُ المليارديرِ الأميركيّ طويلةَ الأمدِ، فهو لا يعتمدُ كليّاً على التّخطيطِ السّنويّ، وربّما يكونُ هذا الأمرُ أحدَ أهمّ أسبابِ نجاحهِ، بالمقابلِ لا يمكنُ تجاهلُ الخططِ السّنويةِ بالنّسبةِ لماسك، الذي لا يعنيهِ فيما إنّ لم ينجحْ بالوقتِ المحدّدِ، بل المهمُّ أن يحدثَ الأمر في النّهايةِ، كما يقولُ.

خطط شركة تسلا Tesla

يقولُ ماسك، إنّ الشّركةَ تخططُّ لإنتاجِ سيارةٍ كهربائيةٍ جديدةٍ خلالَ العامِ 2024، باسم "Mode 2" على أن تكونَ أصغرَ حجماً وبسعرٍ معقولٍ. ولم يتمّ الإعلانُ عن سعرِ السّيارةِ الجديدةِ بعد، لكنّها ستكونُ أقلَ ثمناً من الطّراز 3 والطّراز Y، وهو ما سيساهمُ بزيادةِ مبيعاتِ تسلا، وبالتّالي تحقيقُ المزيدِ من الأرباحِ.

لا تتوقّفُ خططُ تسلا عندَ هذا الحدِّ، إذ ذكرت الشّركةُ في وقتٍ سابقٍ من العامِ الجاري، أنّ طرازيها الجديدين من شاحناتِ Cybertrucks، خلالَ 2024 سيكونانِ الأغلى ثمناً، على أن تُصدرَ طرازَ الدّفعِ الخلفيّ خلال عامِ 2025.

شاهد أيضاً: إيلون ماسك Elon Musk يتهم المعلنين بالابتزاز ثم يخبرهم بحقيقة شعوره

خطط سبيس إكس SpaceX

يريدُ الرّئيسُ التنفيذيُّ لشركةِ SpaceX، إيلون ماسك، تسجيلَ رقمٍ قياسيٍ جديدٍ للشّركةِ خلالَ عامِ 2024، فالشّركةُ التي تُطلقُ حالياً، صاروخاً واحداً كلَّ ثلاثةِ أيامٍ، يقولُ المليارديرُ الأميركيُ إنّ هدفها سيكونُ إطلاقَ صاروخٍ واحدٍ كلَّ يومين خلالَ 2024، وفيما لو نجحتْ الشركةُ بتحقيقِِ هدفِها ذاك، فإنَّ هذا يعني تخفيضَ عمليّاتِ الإطلاقِ إلى 180 عمليةٍ خلالَ 2024.

وبحسبِ نائبِ رئيسِ الشّركةِ لشؤونِ وموثوقيةِ البناءِ والطّيرانِ، بيل جيرستنماير، فإنَّ سبيس إكس، تهدفُ إلى الوصولِ لـ 12 رحلةٍ شهريّاً لعامِ 2024. ويتوقّعُ الخبراءُ أن ترتفعَ إيراداتُ سبيس إكس، إلى 15 مليار دولارٍ خلالَ 2024، مقارنةً بنحو 9 مليارات حقّقتها الشّركةُ خلالَ عامِ 2023.

وبما يخصُّ "SpaceX" أيضاً، نفى ماسك، الأخبارَ المتعلّقةِ بخططهِ لطرحِ أسهمِ "STARLINK" للاتصالاتِ الفضائيّةِ للاكتتابِ بحلولِ نهايةِ 2024، وقالَ إنّها تقاريرٌ كاذبةٌ، ويبدو أنّهُ محقٌّ، فلماذا يستغنيّ عن بعضِ أسهمِ شركةٍ، ستصلُ أرباحها لملياراتِ الدّولارات؟

خطط X "تويتر سابقاً"

منذُ نجحَ إيلون ماسك في الاستحواذِ على موقعِ التّواصلِ الاجتماعيِّ تويتر، مقابلَ 44 مليارِ دولارٍ عامَ 2022، واسمهُ يتصدّرُ عناوينَ الأخبارِ، ومن المرجّحِ أن يتابعَ تصدّرهُ عناوينَ الأخبارِ خلالَ 2024، معَ الإعلانِ عن ميزاتٍ جديدةٍ سيطلقها X العامَ القادمِ، والّتي قالَ ماسك إنّ الناسَ سيتفاجؤونَ بمدى قوّتها.

المليارديرُ الأميركيُ يريدُ أن يكونَ X، مركزَ العالمِ الماليّ لمستخدميهِ، ومن المتوقّعِ إصدارُ تلك الميزاتِ بحلولِ نهايةِ 2024. وبحسبِ رؤيةِ ماسك، فإنَّ الأمرَ الذي يفكّرُ فيهِ لا يتعلّقُ بمجردِ إرسالِ 20 دولاراً إلى أحدِ الأصدقاءِ، إنّما تتضمّنُ خطّتهُ ألّا يحتاجَ مستخدمو X إلى حسابٍ مصرفيٍّ عندَ إطلاقِ الميزاتِ المرتقبةِ، حيثُ تعملُ X حالياً على تأمينِ التّراخيصِ اللّازمةِ لتحويلِ الأموالِ عبرَ الولاياتِ المتحدةِ، لتتمكّنَ من تقديمِ الخدماتِ الماليّةِ.

ليسَ من الواضحِ إنْ كانت فكرةُ تحويلِ تويتر إلى مركزٍ ماليٍّ في بالِ ماسك حينَ استحوذَ عليه، أو أنّها جاءت بعد الخسائرِ التي مُنيّ بها لاحقاً والتّقلباتِ الكبيرةِ داخلهُ منذُ صفقةِ الاستحواذِ، لكن بالعمومِ فإنّ ماسك ناجحٌ بكلتا الحالتينِ.

فإنْ كانت تلك خطتهُ منذُ البدايةِ، فقد حقّقَ تقدّماً كبيراً من خلالِ الدّعايةِ الكبيرةِ الّتي حظي بها تويتر منذُ الاستحواذِ عليه، وإنْ كانتْ مجرّدَ خطّةٍ تمتْ بناءً على التّغييراتِ، يمنحنا درساً مفادهُ لا سيبلِ للفشلِ، فبإمكانِ الخططِ أن تتغيرَ وفقاً للمعطياتِ الجديدةِ.

ويهدفُ ماسك إلى تحويلِ إكس في نهايةِ المطافِ، إلى منصةِ "كلّ شيء"، بمعنى جعلها أساسيّةً في حياةِ المستخدمين، تمنحهمْ الكثيرَ من الخدماتِ، مثل: تسديد المدفوعاتِ، والمراسلة، والفواتير، وحتّى طلبات توصيلِ الطّعامِ، إضافةً إلى حجزِ تذاكرِ الطّيرانِ، وغيرها، ربّما لنْ يحدثَ كل هذا خلال 2024، بل بغضونِ عدّةِ سنواتٍ لإكمالِ التّغييرِ الجذريّ للمنصّةِ.

شاهد أيضاً: 5 دروس عن المال لم تتعلمها في المدرسة

للتعليم حصةٌ كبيرةٌ في خطط ماسك لعام 2024

بحلولِ صيفِ العامِ 2024، من المتوقّعِ أن يطلقَ ماسك مدرسةً خاصةً جديدةً في تكساس الأميركيّةِ، والّتي تتضمّنُ التّدريسَ من الرّوضةِ وحتّى الصّفِ الثّاني عشرِ، تركّزُ على العلومِ والتكنولوجيا، كذلكَ الهندسة والرّياضيات، ثمّ تتوجُ أخيراً بإنشاءِ جامعةٍ خاصّةٍ.

المدرسةُ المرتقبةُ التي من المتوقّعِ أن ينفقَ ماسك عليها نحوَ 100 مليونِ دولارٍ أميركيٍ، تعتبرُ جزءاً من مؤسسةِ The Foundation الخيريّةِ التي يمتلكها رجلُ الأعمالِ الأميركي، والهدفُ منها زيادةُ مهاراتِ الخريجين، والتي لا يراها ماسك كافيةً، ويقولُ إنّها تُعاني من تدهورٍ كبيرٍ.

وتميزّتْ رحلةُ حياةِ إيلون ماسك، بالأهدافِ الجريئةِ والمجازفةِ، إضافةً إلى الرّغبةِ بالتّعلّمِ من الفشلِ، ورغم الجدلِ الكبيرِ الذي يثيرهُ باستمرارِ، فإنّ كافّةَ أفكارهِ وخططهِ أثبتتْ نجاحاً كبيراً، يمكنُ الاستدلالُ عليه من مثالٍ واحدٍ فقط، فالرّجلُ الذي بدأَ حياتهُ وهو يعيشُ بدولارٍ واحدٍ يوميّاً، هو اليوم أغنى رجلٍ في العالمِ بثروةٍ وصلتْ إلى ما يزيدُ عن 252 مليارِ دولارٍ أميركيٍّ حتّى شهرِ نوفمبر الفائتِ وفقاً لفوربس.

"أعتقدُ أنّهُ من الممكنِ للأشخاصِ العاديين، أن يختاروا أن يكونوا غيرَ عاديين"، يقول ماسك الذي لا يتوقّفُ عن وضعِ الخططِ الطّموحةِ التي تُطلقُ العنانَ لإمكاناتهِ الحقيقيّةِ.