مفهوم حوكمة الشركات: الدليل الكامل لكل ما تريد معرفته
تعرّف على مجموعة القواعد والعمليات التي تتحكّم في أداء الشركات، مما يضمن تحقيق التّوازن والنّجاح في عالم الأعمال
قبلَ الخوضِ في مفهومِ حوكمة الشركات، دعنا نتخيَّل أنَّ إدارةَ الشَّركةِ تُشبهُ فريق كرة قدمٍ، كلُّ لاعبٍ فيه يحتاجُ معرفةَ دورهِ، وكيفيَّة التَّعاون مع زملائهِ، والالتزام بالخطَّة الموضوعةِ لتحقيق الفوز، الآن تخيَّل لو كان الفريق بدون مدرِّبٍ، يوجههم أو بدون قواعد تُنظِّم اللُّعبة، بالتَّأكيد ستكون الفوضى حتميّةً، وهنا تأتي حوكمة الشركات كمدرِّبٍ للفريق، تُحدِّد الأدوار، وتُنظِّم الجهود، وتضمن اللَّعبَ النَّظيفَ.
في هذا الدَّليل الكامل، سنستكشفُ مفهوم حوكمة الشركات، وكيف تُساعد في تحويل الفرق إلى أبطالٍ حقيقيّين في عالم الأعمال، فاستعدَّ لتتعرّف على الأسس الَّتي تجعل الشَّركات تتألَّق وتُحقِّق أهدافها بامتيازٍ.
معنى حوكمة الشركات
حوكمة الشركات، عبارةٌ عن نظامِ القواعدِ والعمليَّاتِ والممارساتِ، الَّتي يتمُّ من خلالها توجيه الشَّركة والتَّحكُّم بها، والهدف الأساسيُّ منها هو تحقيق التَّوازن بين مصالح أصحابِ المصلحةِ في الشَّركةِ، والَّتي يُمكن أن تشملَ المساهمين والإدارة العُليا، كذلك العملاء والمورِّدين والمقرضين والحكومة والمجتمع.
وهكذا فإنَّ حوكمة الشركات تتضمَّنُ كلَّ مجالات الإدارة، بدءاً من خطط العمل ومروراً بالضَّوابط الدَّاخليَّة وحتَّى قياس الأداء والإفصاحِ عن الشَّركات. ويُمكن تحديد النّقاط الرّئيسيّة التّالية لدى الحديث عن حوكمة الشركات: [1]
- حوكمة الشركات هي مجملُ القواعدِ والممارساتِ والعمليَّات الَّتي يتمُّ من خلالها إدارةِ وتوجيهِ الشَّركةِ.
- القوَّة الأساسيَّة المؤثِّرة على حوكمة الشركات هي مجلس إدارة الشَّركة.
- يُمكن للحوكمة السَّيئة في الشَّركات أن تُدمِّرَ عمليَّات الشَّركة وربحيَّتها.
- المبادئ الأساسيَّة لحوكمة الشركات هي المساءلة والشَّفافيَّة والعدالة والمسؤوليَّة وإدارة المخاطر.
وتسعى معظم الشَّركات النَّاجحة إلى تحقيق حوكمةٍ مؤسسيَّةٍ مثاليَّةٍ، فبالنِّسبة للكثيرِ من المساهمين لا يكفي أن تكونَ الشَّركة رابحةً، إنَّما عليها إظهار المواطنة من خلال الوعي البيئيّ، والسُّلوك الأخلاقيِّ، وغيرها من ممارسات حوكمة الشَّركات السَّليمة.
أسباب ظهور حوكمة الشركات
ترتبطُ أسباب ظهور حوكمة الشركات بانتشارِ الأعمالِ غير المشروعةِ، والفساد الماليّ والإداريّ على درجةٍ كبيرةٍ، وهو ما أدَّى إلى انهيارِ كُبرى الشَّركات في العالم، في وقتٍ سابقٍ.
النُّسخة الحديثة من حوكمة الشركات، بدأت في سبعينيَّات القرن الماضي في الولايات المتَّحدة الأميركيَّة، حين بدأت السُّلطات تهتمُّ بالعمل الدَّاخلي لعددٍ من أكبر الشَّركات في البلاد، ومعظم تلك الشَّركات كانت تتمتَّع بنجاحٍ هائلٍ في الأسواق؛ نتيجة ضعف الرَّقابة القانونيَّة، بينما كانت مجال إداراتها تتماشى إلى حدٍّ كبيرٍ مع قرارات الإدارة.
وُلدت حوكمة الشَّركات في ظلِّ تلك البيئة، إلَّا أنَّها لم تحظَ بالاهتمام الكافي سوى في تسعينيَّات القرن الماضي، حين بدأ المستثمرون والمساهمون أخيراً يهتمُّون بالشَّركات الَّتي يعملون معها، وبعد الأزمة الاقتصاديَّة في عام 2008، تزايد هذا الاهتمام مرَّةً أُخرى، وفجأةً، أراد الجميعُ الحصول على إجاباتٍ حول كيفيَّة تصرُّف الشَّركات وكيفيَّة اتِّخاذ القرارات الدَّاخليَّة فيها، واستمرَّ الاهتمام على هذا النَّحو حتَّى يومنا هذا. [2]
شاهد أيضاً: 3 نصائح لمساعدة الشركات على الابتكار المفيد
أهمية حوكمة الشركات
تنبعُ أهميَّة حوكمة الشركات من كونها تضعُ الأساسَ لنهجِ المُنظَّمة تجاه كلِّ الأنشطةِ التِّجاريَّةِ، فإطارُ الحوكمة يُوجِّه ويتحكَّم بكلِّ مفاصل المؤسَّسة أو الشَّركة، سواءً استراتيجيَّة إدارة المخاطر، وحتَّى الأمن السيبراني، كذلك القضايا البيئيَّة والاجتماعيَّة. دعونا نستكشف فوائد وأهميَّة حوكمة الشركات: [1]
- تَخلِق الحوكمة الجيِّدة للشَّركات قواعد وضوابط شفّافةً، وتوجِّه القيادة، وتوافق مصالح المُساهمين والمديرين والإدارة والموظَّفين.
- تساعدُ حوكمة الشركات على بناء الثِّقة مع المسؤولين الحكوميّين، والمستثمرين والمجتمع.
- تعطي المستثمرين وأصحاب المصلحة فكرةً واضحةً عن اتّجاه الشَّركة ونزاهة أعمالها.
- تُعزِّز الجدوى الماليَّة والفرص والعوائد على المدى الطَّويل، وتُسهِّل جمع رأس المال.
- تستطيعُ التَّقليل من احتماليَّة الخسائر والهدر والفساد.
وهنا يجبُ الانتباهُ جيّداً، إلى أنَّ حوكمة الشَّركات مهمَّةٌ للشَّركات الخاصَّة، بنفس قدر أهميَّتها للشَّركات الحكوميَّة، لكون أداء الشَّركات سواءً الخاصَّة أو العامَّة يعتمدُ على الشَّفافيَّة والعمليَّات السَّليمة.
مقومات حوكمة الشركات
تعتمدُ مقوِّمات حوكمة الشركات على مجموعةٍ من المبادئ الرَّئيسيَّة، مثل العدالة والشَّفافيَّة والمساءلة، وإدارة المخاطر، والمسؤوليَّة، فما هو المقصود بتلك المقومات؟ دعونا نحاول معرفة المزيد عنها: [1]
- العدالة: وتعني أنَّه يجبُ على مجلس الإدارة أن يُعاملَ المساهمين والموظَّفين والبائعين والمجتمعات بشكلٍ عادلٍ ومتساوٍ.
- الشَّفافيَّة: إذ يجبُ على مجلسِ الإدارةِ تقديم معلوماتٍ دقيقةٍ وواضحةٍ في الوقت المناسبِ حول أمورٍ مثل الأداء الماليِّ، والصِّراعات على المصالحِ.
- إدارة المخاطر: فمجلس الإدارة والإدارة مسؤولان عن تحديد كلِّ أنواع المخاطر، كذلك تحديد سبل السَّيطرة عليها.
- المسؤوليَّة: حيث إنَّ مسؤوليَّة الإشراف على أمور الشَّركة الخاصَّة وأنشطة الإدارة مهمَّةٌ تقع على عاتق مجلس الإدارة، الَّذي يجبُ أن يكونَ على علم بالأداء النَّاجح والمستمرِّ للشَّركة وأن يدعمه، كذلك جزءٌ من مسؤوليَّاته تعيين وتوظيف الرَّئيس التَّنفيذيِّ للشَّركة.
- المساءلة: مجلس الإدارة معنيٌّ بتوضيح الغرض من أنشطة الشَّركة ونتائج سلوكها، كما يتحمَّلُ مجلس الإدارة وقيادة الشَّركة المسؤوليَّة عن تقييم قدرة الشَّركة وإمكاناتها وأدائها.
بتطبيقِ تلك المبادئ والمقوِّمات، يمكن القول إنَّ الحوكمة ستحقِّق للشَّركة ضمان استدامتها ونجاحها على المدى الطَّويلِ.
خصائص حوكمة الشركات
تتقاطعُ خصائصُ حوكمة الشّركات مع مقوِّماتها، وإلى جانب ما ذكر أعلاه، فإنَّ خصائص الحوكمة تشملُ أيضاً: [3]
- التَّوجُّه نحو الإجماع، فالحوكمة الجيِّدة للشَّركات تعني ضمان التَّوصُّل إلى اتّفاقٍ من خلال الاجتماعات والمناقشات.
- الاستجابة السَّريعة للأحداث غير المتوقَّعة مهمَّةٌ جداً، وعادةً ما تعطي الشَّركات الَّتي تمارس الحوكمة الأولويَّة للتَّواصل السَّريع والصَّادق مع المساهمين.
- المساواة والشُّمول، فكلُّ عضو مجلس إدارةٍ يتمتَّع بمقعدٍ متساوٍ على الطَّاولة، وكلُّ واحدٍ فيهم يستطيع استخدام صوته لمشاركة تجَّاره وآرائهِ لتوسيع النِّقاشات.
كذلك فإنَّ التَّخطيط الاستراتيجيَّ واحدٌ من مسؤوليَّات أعضاء مجلس الإدارة الأساسيَّة، ويجب أن يتضمَّن رسالة المنظَّمة ورؤيتها وقيمها، ودائماً تتطلَّب الحوكمة الجيدة للشَّركات عمليَّة تخطيطٍ قويَّةٍ، تتضمَّن خطط العمل والميزانيَّات وخطط التَّشغيل والتَّحليل والتَّقارير وغير ذلك الكثير.
آليات حوكمة الشركات
تهدفُ آليَّات حوكمة الشركات وضوابطها، إلى الحدِّ من مشكلةِ عدم الكفاءةِ، النَّاتجة عن المخاطر الأخلاقيَّة كذلك الاختيار غير السَّليم، وفيما يلي ثلاثة أنواعٍ رئيسيَّةٍ من تلك الآليَّات والضَّوابط: [4]
ضوابط الحوكمة الداخلية
تعملُ ضوابط الحوكمة الدَّاخليَّة للشَّركة، على مراجعة الأنشطة ثُمَّ اتِّخاذ الإجراءات اللَّازمة لتحقيق الأهداف التَّنظيميَّة، ومن أمثلتها:
- إجراءات الرَّقابة الدَّاخليَّة: وهي عبارةٌ عن سياساتٍ تضعها لجنةُ التَّدقيق ومجلس الإدارة والمديرين التَّنفيذيين والإدارة وغيرهم من الموظَّفين؛ لتقديم ضمانٍ مناسبٍ بأنَّ الكيان قد يُحقِّق أهدافه في إعداد التَّقارير الماليَّة الموثوقة والكفاءة التَّشغيليَّة والامتثال للوائح والقوانين.
- ملاحظة مجلس الإدارة: يحمي مجلس الإدارة رأس المال المستثمر من خلال سلطته في تعيين وتعويض السَّلطة الأعلى، وتتيحُ اجتماعات اللَّجنة المنتظمة تحديد القضايا المحتملة ومناقشتها وتجنُّبها.
- توازن القوى: يتطلَّب توازن القوى الأساسيُّ أن يكون الرَّئيس وأمين الصُّندوق شخصين مختلفين، لتحقيق التَّوازنات بين أنشطة الوحدات المنفصلة.
- المكافأة: قد ترتبطُ المكافآت القائمة على الأداء جزءاً من راتب الشَّخص بأدائه، ويُمكن أن تكونَ هذه المكافأةُ في صورة مدفوعاتٍ نقديَّةٍ أو غير نقديَّةٍ، مثل الأسهم وخيارات الأسهم أو غيرها من المزايا.
ضوابط الحوكمة الخارجية
تنظِّم حوكمة الشركة الخارجيَّة ممارسة المساهمين الخارجيين لسلطاتهم على المنظَّمة، ومن أمثلتها:
- الطَّلب على بيانات الأداء ومراجعتها.
- عمليَّات الدَّمج والاستحواذ.
- اللَّوائح الحكوميَّة وعهود الالتزام.
- الضَّغط الإعلاميُّ وشركات الوكالة.
- المسابقات والاستحواذات.
التقارير المالية والمراجع المستقل
يُشرفُ مجلس الإدارة على وظائف إعداد التَّقارير الماليَّة الخارجيَّة والدَّاخليَّة للشَّركة، كما يلعبُ الرَّئيس التَّنفيذيُّ والمسؤولون الماليُّون أدواراً مهمَّةً، وعادةً ما تتمتَّعُ مجالس الإدارة بمستوى عالٍ من الثِّقة فيهم فيما يتعلَّق بدقِّة المعلومات المحاسبيَّة وتسليمها في الوقت المناسب، وهم يشرفون على أنظمة المحاسبة الدَّاخليَّة، ويعتمدون على محاسبي الشَّركة والمدقِّقين الدَّاخليين.
أهداف حوكمة الشركات
حماية الحقوق واحدةٌ من أبرز أهداف حوكمة الشركات، الَّتي تهدفُ إلى مجموعة أمورٍ رئيسيَّةٍ أبرزها: [5]
- إنشاء نظامٍ يُحاسب فيه مجلس الإدارة والإدارة وأصحاب المصلحة الرَّئيسيين الآخرين على أفعالهم وقراراتهم.
- حماية حقوق ومصالح المساهمين، واستثماراتهم، وضمان أن يكونَ لهم صوتٌ في القرارات الرَّئيسيَّة.
- تعزيز السُّلوك الأخلاقيّ والمواطنة المؤسَّسيَّة المسؤولة وضمان العمل بالنَّزاهة والصِّدق والإنصاف.
- اتِّخاذ قراراتٍ مستنيرةٍ واستراتيجيَّةٍ تتوافقُ مع الأهداف والمصالح طويلة الأجل للمنظّمة.
- إنشاء العمليَّات والآليَّات لتحديد وتقييم وتخفيف المخاطر الَّتي تواجهها المنظَّمة.
- إعداد أنظمةٍ تُركِّز على خلق قيمةٍ مستدامةٍ طويلة الأجل للمساهمين وأصحاب المصلحة، وتحقيق التَّوازن بينهم.
ومن المهمِّ أيضاً، تبنِّي حوكمة الشركات الخضراء الَّتي تعترفُ بأهميَّة الاستدامة البيئيَّة في تحقيق النَّجاح التّجاريِّ على المدى الطَّويل والرَّفاهيَّة المجتمعيَّة.
قواعد وقانون حوكمة الشركات
تشيرُ قواعد وقانون حوكمة الشركات، إلى الإطار القانونيّ الَّذي يحكم طريقة إدارة الشَّركات والتَّحكُّم فيها، ما يضمن عملها ضمن مجموعةٍ من المبادئ التَّوجيهيَّة والعمليَّات الأخلاقيَّة لحماية مصالح أصحاب المصلحة. ويتألَّف الإطار القانونيُّ للحوكمة من مجموعة قواعد وممارساتٍ، تهدف في النِّهاية إلى تحقيق الأهداف المُحدَّدة للشَّركة، وتشملُ تلك القواعد، تحديد أدوار ومسؤوليَّات مجلس الإدارة والإدارة والمساهمين بشكلٍ واضحٍ.
إضافةً إلى التَّأكُّد من أنَّ الإدارةَ مسؤولةٌ أمام المساهمين والموظَّفين وأصحاب المصلحة الآخرين، كذلك تعزيز الكشف عن المعلومات الدَّقيقة لتقديم فهمٍ واضحٍ لأداء الشَّركة وهيكل الحوكمة. [6]
أثر حوكمة الشركات على الأداء المالي
لا يُمكن تجاهل أثر حوكمة الشركات على الأداء الماليّ، وهو دائماً أثرٌ إيجابيٌّ بالمطلق، شرط تطبيقها بالشَّكل الصَّحيح، فهي تُعزِّز الأداء الماليَّ، كونها تمنع الفساد نتيجة وجود الرَّقابة والمساءلة القانونيَّة، من جهةٍ أخرى، فإنَّ تعزيز الشَّفافيَّة والثِّقة بين المستثمرين، يجذب المزيد من الاستثمارات للشَّركة، بينما يؤدِّي تحسين الكفاءة التَّشغيليَّة وإدارة المخاطر إلى تقليل الهدر والخسائر غير المتوقَّعة، كما أنَّ الحوكمة الجيدة تؤدِّي إلى رفع القيمة السُّوقيَّة، وتسهِم في الاستدامة الماليَّة.
معوقات تطبيق حوكمة الشركات
ما يزال تطبيق مفهوم حوكمة الشركات يواجه معوِّقاتٍ وتحديَّاتٍ ليست بالقليلة، ومن بين تلك المعوِّقات: [7]
تنوع مجلس الإدارة
تحقيق التَّمثيل المتنوِّع في مجلس الإدارة، واحدٌ من أبرز تحدِّيات تطبيق حوكمة الشركات، وهناك الحاجة لمزيدٍ من التنوُّع الجندريّ، كذلك تنوُّع الأعراق والإثنية، لضمان وجود مجموعةٍ واسعةٍ من وجهات النَّظر. ,لمعالجة هذا التَّحدِّي، تستطيعُ الشَّركات تنفيذ سياساتٍ تُعزِّز من التَّنوُّع والشُّمول، وتُحدِّد أهدافاً وحصَّصاً لتكوين مجلس الإدارة، والبحث بنشاطٍ عن الأشخاص المؤهَّلين من المجموعات غير الممثَّلة في مجلس الإدارة.
التعويضات التنفيذية
كذلك ما تزال حِزم التَّعويضات المفرطة للمدراء التَّنفيذيين وعدم توافق الحوافز مع خلق القيمة على المدى الطَّويل تشكِّل مجالاتٍ مثيرةٍ للقلق. ولمعالجة هذا التَّحدِّي، تستطيعُ الشَّركاتُ أن تمتلكَ ممارساتٍ شفافةً ومسؤولةً لتعويض المدراء التَّنفيذيين، وربط أجورهم بمقاييس الأداء الَّتي تدعم النُّموَّ المستدام، والمشاركة في التَّواصل مع المساهمين والتَّشاور معهم بشأن مسائل التَّعويضات.
نشاط المساهمين
إنَّ المساهمين النَّشطين يؤكِّدون بشكلٍ متزايدٍ على نفوذهم لدفع التَّغييرات في استراتيجيَّة الشَّركة وممارسات الحوكمة والمسائل البيئيَّة والاجتماعيَّة. وتحتاج الشَّركات إلى الاستجابة لمخاوف المساهمين والانخراط في حوارٍ بنَّاءٍ لمعالجة الصِّراعات المحتملة، إذ يُمكنُ أن يُساعدَ إشراك المساهمين الفعَّال الشَّركات على فهم ومعالجة توقُّعات المستثمرين مع حماية المصالح طويلة الأجل.
الأمن السيبراني وخصوصية البيانات
مع الاعتمادِ المُتزايد على التُّكنولوجيا، أصبح الأمن السِّيبرانيُّ وخصوصيَّة البيانات من القضايا الحرجة في حوكمة الشركات؛ لذا يجبُ على الشَّركات تبنِّي تدابير قويّةً للأمن السِّيبرانيّ، وتثقيف مجالس الإدارة والموظَّفين بشأن المخاطر السِّيبرانيَّة، ووضع بروتوكولاتٍ واضحةٍ لحماية خصوصيَّة البيانات، إذ يُمكن أن تساعد عمليَّات التَّدقيق والتَّقييم المنتظمة في تحديد نقاط الضَّعف وضمان الامتثال للَّوائح.
السلوك الأخلاقي وثقافة الشركات
الحفاظ على ثقافةٍ أخلاقيَّةٍ قويَّةٍ ومنع سوء السُّلوك يظلَّان من التَّحديَّات الكبرى الَّتي تواجه حوكمة الشَّركات، ويتعيَّن على الشَّركات أن تضعَ مدوناتٍ لقواعد السُّلوك، وتنفِّذ آليَّاتٍ لحماية المبلِّغين عن المخالفات، وتوفِّر التَّدريب الأخلاقيَّ للموظَّفين على كافَّة المستويات. كما ينبغي أن يكونَ تعزيز ثقافة النَّزاهة واتِّخاذ القرارات الأخلاقيَّة جهداً من أعلى إلى أسفل، مع وضع القادة كمثالٍ أعلى.
أخيراً، حوكمة الشركات يُمكن اختصارها بمثالٍ بسيطٍ للغاية، كما تحتاجُ الحفلة إلى منسِّق أغانٍ متميزٍ ليضمن انسجام الألحان، تحتاجُ الشَّركات إلى حوكمةٍ فعَّالةٍ لتحقيق التَّناغم والنَّجاح، وتذكَّر دائماً أنَّه في عالم الأعمال، القواعد الجيدة لا تهدفُ فقط إلى تجنَّب الفوضى، إنَّما لتحقيق النَّجاح، فلتكن حوكمة الشَّركات صديقتكَ في الرِّحلة إلى القمَّة.
-
الأسئلة الشائعة
- ما هو الفرق بين الحوكمة والإدارة؟ الفرق بين الحوكمة والإدارة يكمنُ في النطاق والمسؤوليات، فالحوكمة تتعلّقُ بوضع السّياسات والتّوجيه الاستراتيجيّ، وتهدف للشّفافية والنّزاهة، وتُدار بواسطة مجلس الإدارة، أمّا الإدارة فتتعلّق بتنفيذ السّياسات والعمليات اليوميّة، لتحقيق الأهداف التّشغيليّة، وتُدار بواسطة الإدارة التّنفيذية، كذلك فإنّ الحوكمة تضع الإطار العام، بينما الإدارة تُنفذ القرارات التشغيلية اليومية لضمان كفاءة وفعالية العمل، وبالعموم كلاهما ضروري لنجاح الشركة.