من التحول للتطور: تبَنّي تغيير رقمي من أجل نجاح طويل الأمد
التزم بتطور رقمي مستمر من أجل النمو المستدام، والابتكار، والميزة التنافسية
بقلم هيذر وايلد Heather Wilde، المديرة التنفيذية للتكنولوجيا في ذا ديفرنس TheDifference
عند مناقشة الفتوحات العلمية التكنولوجية التي حولت الصناعة، فمن الشائع أن تسمع القادة يتحدّثون عن الخضوع لعملية "تحوُّل رقمي". وبينما تأتي فكرة التحول الرقمي بتداعيات قوية بالنسبة للقادة ولموظفيهم، أصبحت هذه الطريقة تفكيراً عفا عليه الزمن. وفي المقابل، يجب أن تركّز الأعمال -مهما كان حجمها- على تطوّرها الرّقمي المُستمّر، إذ يمكنك مع العقلية والمنهج المناسبين قيادة عملك بوعيٍ. [1]
ما الفرق بين التطور الرقمي والتحول الرقمي؟
أصبح مصطلح التحول الرقمي كلمة طنانة في عالم الأعمال، ولكن مع ذلك يتلخص الأمر في شيء واحد جوهري ألّا وهو: استخدام التكنولوجيا لتحسين عملك بدءاً من العمليات الداخلية إلى نشاطات مواجهة العملاء. وينبغي أن يتم هذا بطريقةٍ تساعد العمل في أن يصبح أكثر كفاءة وربحاً بفضل حلٍّ ذي قيمة مضافة.
ومن الجدير بالذكر أنه عند مناقشة التحول الرقمي، يصفه كثير من رواد الأعمال بأنه "تغيير جذري" للطريقة التي يسير فيها العمل ويقدم قيمة. في معظم الأحيان يكون هذا ضرورياً عندما تستبدل طرائق رقمية أكثر كفاءة بنظيرتها التي انتهت صلاحيتها. لسوء الحظ، غالباً ما يؤدي هذا إلى إنفاقٍ ضخمٍ في مرةٍ واحدةٍ، فيفشل في تقديم نتائج مستدامةٍ بعيدة المدى.
هنا يأتي دور التطور الرقمي. وكما يؤكد غريغ جونستون Greig Johnston في مقالة نشرها في بيرسونل توداي Personnel Today، فإن التطور الرقمي يركّز على تطوير ما قد وصل إليه العمل فضلاً عن "البداية من جديد" بِتحوّلٍ كامل. فالهدف هو مساعدة التطور الرقمي في الحدوث بوتيرة ثابتة سَلِسة تمَكِّن من إنشاء تغييرٍ في الثّقافة، يتعلّق بطريقة تناوُلِ العمل لأمور التكنولوجيا.
أهمية التطور الرقمي اليوم
في مقابلة جرت مع دنيز ييلديرم Deniz Yildirim، مؤسسُ استشاريةِ التكنولوجيا السويدية تريتون 37 (Tretton37) والمدير التنفيذي فيها، يؤكد أن عقلية الرقمنة في الأعمال في تغَيُّرٍ. يدرك القادة أن جهود الرقمنة تقدّم قيمة هامة للمؤسسة. كما أن استيعاب عدمِ وجودِ حلٍّ يناسب كل القياسات يساعد الشركات في إطلاق العنان لتدفّق الإيرادات وتوفير الكلفة. كما أن التركيز على الأصول الموجودة والبناءَ عليها أمرٌ أكثر فاعلية وكفاءة.
يعني هذا أنه لا يمكن النظر إلى الرقمية كعملية تجري "لمرةٍ واحدة" أو كفكرة مستدركة. بل يجب أن يصبح نقطةَ تركيزٍ مستمرةٍ لها الأفضلية عند كل أصحاب المصالح في العمل.
لتحقيق ذلك، ينبغي أن يمتلك أصحاب الأعمال عقلية تهتم بالتحسين والتنقيح المستمر، ولا يقتصر ذلك على مواكبة التكنولوجيا ذاتها، بل يشمل أصحاب المصالح أيضاً؛ هنا تصبح ثقافة التعلم المستمر، ومشاركة المعرفة، والتنمية أمراً حاسماً.
كما تسمح هذه الثقافة للشركة بزيادة ميزتها التنافسية باستمرارٍ، وبينما تفعل ذلك تُخفِّض كلفتها وتُحسّن موقفها بين عملائها.
كيف تتبنّى التطور الرقمي؟
ما الذي يمكنك فعله لتضمن أن مؤسستك تتبنّى فكرة التطور الرقمي بشكل كامل؟ الخطوة الأولى هي رسم خطةٍ واضحةٍ للكيفيّة التي ستستخدم بها التكنولوجيا. وبوجود أهدافٍ قصيرةِ الأمدِ وبعيدةِ الأمدِ، مع مؤشرات أداءٍ أساسيةٍ مناسبةٍ لتقصّي نتائجَ جهودك في التطور الرقمي، يمكنك أن تضمن أن جهودك تسير في المسار الصحيح.
بالإضافة إلى ذلك، ينبغي أن يصبح التطور الرقمي جزءاً جوهرياً من ثقافة العمل لديك، مع تشجيع أفراد فريقك على أن يبقوا مترقّبين لأيّ أداءٍ وحلٍ جديدين، وأن يكونوا على استعدادٍ لتجربة مصادر جديدة، مما يمكن أن يساعد على نحوٍ أفضل في دمج التكنولوجيا الجديدة، وخصوصاً فيما يتعلّق بالبيانات.
وبطبيعة الحال، فإن التعاون مع شركاء أقوياء استراتيجيين قد لا يُقدَّر بثمن أثناء تطورك المستمر، لا سيما في مجالات مثل الأمن السيبراني وتحليل البيانات. إذ يمكن لوجود مرشدٍ موثوقٍ يساعدك في خوض هذه العملية، أن يصنع فَرْقاً كبيراً من أجل نجاح طويل الأمد.
تبنّي المستقبل الرقمي بالطريقة الصحيحة
نحن في الغالب نفكر بتبنّي الرقمية كطريقةٍ لقلب الطريقة القديمة للقيام بالأمور كليّاً. يحدث هذا حتى مع الشركات التي تحولت للرقمية فعلاً، فهم يرمون البرامج والأنظمة القديمة بمجرد وصول الشيء الجديد البراق إلى الساحة.
إن الأعمال التي تتبنّى منهجاً أكثر استراتيجيةً في تبنّي التكنولوجيا ستكون أقدر على إيجاد حلول تخدم موظفيها وعملائها. علاوة على ذلك، يمكنهم فعل ذلك بطريقة أكثر اقتصاديةً من ناحية الكلفة والطاقة، وهم يتطورون ويتمركزون لتحقيق أفضل النّتائج مع الوقت.