الرئيسية التنمية من يعرف هدفه، لا ينشغل بالطّرق الجانبيّة

من يعرف هدفه، لا ينشغل بالطّرق الجانبيّة

"في "عربيّة .Inc"، اخترنا أن نصمّ آذاننا عن صخب الفرص، وأن نمضي نحو غايتنا نرسم طريقاً يشبهنا"

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

هذا المقال متوفر أيضاً باللغة الإنجليزية هنا

لو طلب منّي تحديد أصعب ما واجهته منذ انضمامي إلى "عربيّة .Inc"، لما وجدت أهمّ من أمرٍ يبدو بسيطاً في ظاهره، لكنّه معقّدٌ ومتشابكٌ في جوهره: التّركيز. 

وكلّ من خاض رحلة بناء مشروعه من العدم، سيفهم بلا شكٍّ هذا التّحدّي الّذي أعيشه. فبينما أعمل، أنا وفريقي، على بناء العلامة التّجاريّة لـ "عربيّة .Inc" والسّعي للوصول بها إلى الآفاق الّتي نحلم بها، نجد أنفسنا محاصرين بسيلٍ جارفٍ من الفرص والاقتراحات، وهذا السّيل يحمل في طيّاته خطراً عظيماً. إذ كيف يمكن أن نقاوم إغراء الرّكض ومواجهة الضّغط الّذي يدفعنا للسّعي وراء كلّ فرصةٍ عابرةٍ؟ 

بعد مسيرةٍ مليئةٍ بالتّجارب والدّروس، أدركت أنّ السّعي وراء كلّ شيءٍ لا يعني إلّا ملاحقة سرابٍ. وكما يقال، من سار مع القطيع لم يتجاوزهم أبداً. فكم من مرّةٍ انبهرت العيون بصيحاتٍ زائلةٍ أو انخدعت بوعودٍ برّاقةٍ للنّجاح العاجل؟ غير أنّ الأثر الحقيقيّ لا يصنع إلّا عندما نرسم دربنا الخاصّ، ونمضي فيه بثقةٍ واعتزازٍ، ثابتين على مسارنا، لا نحيد عنه ولا نتراجع. 

تعمّق هذا المفهوم لديّ بعد حديثي مع وجدان جول، الشّريك المؤسّس والرّئيس التّنفيذيّ لشركة "سكوات وولف" (SQUATWOLF)، إذ كانت كلماته مرآةً تعكس هذه الفكرة. قال لي: "النّموّ لا يكمن في الجري نحو الأمام دون تفكيرٍ، بل في بناء أساسٍ متينٍ يتحمّل ثقل أحلامك. عليك أن تتحدّى كلّ شيءٍ، ألّا تلاحق الصّيحات، وألّا تستنسخ ما نجح فيه الآخرون. بدلاً من ذلك، اصنع طريقك الخاصّ وامض فيه بثقةٍ. فهذا هو السّبيل للتّميّز". 

جاءت كلمات جول لتعزّز قناعتي؛ فالنّجاح ليس في عدد المهامّ الّتي ننجزها، بل في أن نختار ما يهمّ، ونؤدّيه كما ينبغي. وأنّ الوقت والجهد والانتباه ليست إلّا موارد شحيحةً علينا أن ننفقها بحكمةٍ. 

وهنا، يأتي التّركيز ليكون سبيلنا الوحيد؛ بأن نفعل ما نفعل عن إدراكٍ وقصدٍ، حتّى نبلغ أهدافنا. ورغم أنّ تطبيق هذا أصعب من قوله، إلّا أنّنا في "عربيّة .Inc"، اخترنا أن نصمّ آذاننا عن صخب الفرص، وأن نمضي نحو غايتنا نرسم طريقاً يشبهنا. 

نُشرت هذه المقالة لأول مرة في عدد نوفمبر من مجلة "عربية .Inc". لقراءة العدد كاملاً عبر الإنترنت، يُرجى النقر هنا.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: