منصة Rentify تحصل على تمويل بقيمة 500 ألف دولار
بهدف تطوير تقنياتها الرقمية وتوسيع استخدام الذكاء الاصطناعي في سوق الإيجارات الإماراتية

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
أعلنت شركة "رنتفاي" (Rentify)، النّاشئة في مجالي التّكنولوجيا الماليّة والعقاريّة، والّتي تتّخذ من دولة الإمارات العربيّة المتّحدة مقرّاً لها، عن حصولها على تمويلٍ بقيمة 500 ألف دولارٍ أمريكيٍّ من مجموعة مستثمرين، وذلك بهدف تسريع إطلاق منصّتها الذّكيّة لإدارة عمليّات الإيجار.
تأسّست رنتفاي مطلع عام 2025 على يد كلٍّ من راشد حارب وراجنيل كومار، وتسعى إلى معالجة التّحديّات التّقليديّة في سوق الإيجارات بالإمارات من خلال تقديم حلولٍ تقنيةٍ تواكب احتياجات العصر. وتمكّنت الشّركة من ضمّ عقاراتٍ بقيمةٍ تتجاوز 1.5 مليار درهمٍ إماراتيٍّ (ما يعادل 408 ملايين دولارٍ أمريكيٍّ) ضمن شبكتها في وقتٍ وجيزٍ.
تُشير المؤشّرات إلى أنّ سوق الإيجارات السّكنيّة في الإمارات ما زال يعتمد على نموذجٍ قديمٍ قائمٍ على الشّيكات المؤجّلة سنويّاً أو نصف سنويّاً، وهو ما يشكّل عبئاً كبيراً على المستأجرين، خاصّةً فئة الشّباب والعاملين لحسابهم الخاصّ الّذين يحتاجون إلى خياراتٍ أكثر مرونةً تتماشى مع واقعهم الماليّ المتغيّر.
في هذا الإطار، تقدّم رنتفاي نموذج "استأجر الآن وادفع لاحقاً"، حيث تدفع المنصّة الإيجار السّنويّ بالكامل للمالك مقدّماً، بينما يسدّد المستأجر المبلغ على أقساطٍ شهريّةٍ ميسّرةٍ. يُحدث هذا النّموذج توازناً فريداً بين حاجات الطّرفين: فالمالك يحصل على أمواله بشكلٍ مضمونٍ، والمستأجر يتجنّب الحاجة لتجميد مبالغ كبيرةٍ من رأس المال.
بالنّسبة للمالكين، تساهم المنصّة في تقليل المخاطر المرتبطة بتأخر الدّفعات أو إخلاء العقار بشكلٍ مفاجئٍ، كما تساعدهم على تقييم موثوقيّة المستأجرين استناداً إلى بياناتٍ حقيقيّةٍ، ما يعزّز القدرة على اتّخاذ قراراتٍ سريعةٍ ومدروسةٍ.
تتميّز رنتفاي بكونها منصّةً رقميّةً متكاملةً تُدار بالذكاء الاصطناعي، حيث تبدأ رحلة المستخدم من التّحقّق المسبق من أهليّة المستأجر، مروراً بإدراج العقار على النّظام، وحتّى تحويل الإيجار الشّهريّ وتحليل الأداء العامّ. كما تعمل كحلقة وصلٍ بين المؤسّسات الماليّة والمالكين والمستأجرين، ممّا يعزّز الشّفافيّة ويُسرّع العمليّات التّقليديّة المعقّدة.
شاهد أيضاً: Bazzar Gate تحصل على تمويل بقيمة مليون دولار
أوضح راجنيل كومار، الشّريك المؤسّس والرّئيس التّنفيذيّ للعمليّات، أنّ جوهر المنصّة يعتمد على محرّك تقييمٍ ذكيٍّ يعتمد على معايير ماليّةٍ تقليديّةٍ، إلى جانب بياناتٍ غير تقليديّةٍ، مثل: سلوكيّات الدّفع، وانتظام الدّخل، وتاريخ السّكن السّابق. وأشار إلى أنّ المنصّة بصدد تطوير أدواتٍ تحليليّةٍ تنبؤيّةٍ تساعد المالك على معرفة توقيتات شغور وحداتهم المحتملة، إضافةً إلى أدوات تسعيرٍ ديناميكيٍّ مستندةٍ إلى الطّلب اللّحظي والموقع والموسميّة، على غرار طريقة تسعير تذاكر الطّيران.
تهدف الشّركة إلى جعل تجربة الإيجار أكثر سلاسةً وذكاءً، بحيث لا تقتصر على تنفيذ العمليّات، بل تتنبّأ بالاحتياجات، وتقلّل من المخاطر، وتزيد من العوائد لكافّة الأطراف.
تحظى رنتفاي بدعم مجلسٍ استشاريٍّ رفيع المستوى يضمّ بدر حارب، الرّئيس التّنفيذيّ السّابق لشركة إعمار للتطوير ورئيس مجلس إدارة صندوق الشركاء العالميّ للعقارات، وسعيد العوّار، الشّريك في شركة "روتشيلد وشركاه" (Rothschild & Co)، وكارل تليس، مؤسس "آي أدفايزري" (iAdvisory).
وبينما تتسارع خطوات التّوسّع، يؤمن مؤسّسو رنتفاي بأنّ التّغيير الجذريّ لا يتمّ إلّا بفهمٍ دقيقٍ للواقع الحاليّ. فقبل بناء الحلول التّقنيّة، درسوا أسباب بطء وخلل الأنظمة الحاليّة، والّتي تعاني من ضعف الشّفافيّة، وغياب التّقييم اللّحظي للمستأجرين، والاعتماد على أدواتٍ ماليّةٍ عفى عليها الزّمن.
ويرى الفريق أنّ التّعاون بين جميع الأطراف من مالكين ومؤسّساتٍ ماليّةٍ ومستأجرين ضروريٌّ لبناء نظامٍ رقميٍّ موثوقٍ، ولهذا تمّ التّركيز على تحقيق أعلى درجات الامتثال الأمنيّ والقانونيّ لبناء الثّقة وتوسيع قاعدة المستخدمين.
وفي سياق تقديم نصائح للشّركات النّاشئة السّاعيّة لتحديث قطّاعاتٍ تقليديّةٍ، يوصي المؤسّسون بضرورة الاعتماد على البيانات، وعدم الاكتفاء برقمنة العمليّات، بل إعادة صياغتها كليّاً من الجذور. فالفارق الحقيقيّ يكمن في الجمع بين فهم المستخدم، وتحليل البيانات، لصياغة حلولٍ عمليّةٍ تحدث فرقاً حقيقيّاً في حياة النّاس.