مهارات العمل: مفتاح النّجاح في بيئات العمل المتغيرة
تعرّف على أهمّية تطوير المهارات الوظيفية الصلبة والناعمة والتحويلية، ممّا يُزيد من فرصك المهنيّة حتّى مع قلّة المؤهّلات الدّراسيّة
يشعرُ الكثير من الموظَّفين بالغضب عندما تتخطَّاهم الإدارة في ترقيةٍ يعتقدون أنَّهم الأكثر أحقيَّةً بها، كما يندهشُ بعضهم بشدَّةٍ من قبول مرشَّحٍ بمؤهّلاتٍ دراسيَّةٍ أقلّ من غيره، دون أن يفهموا السَّبب، وفي الواقع فإنَّ الإجابةَ ببساطةٍ تكمن في مهارات العمل، والَّتي لم تعد تقتصر فقط على التَّقدير العامّ الَّذي حصلت به على شهادتك العليا، ولا المؤهّلات المختلفة ولا رسائل الماجستير والدُّكتوراه.
فإذا كنت ستعمل في فريقٍ وتحت إشراف إدارةٍ ومع عملاء محتملين، وليس في قوقعةٍ ذاتيَّة الانغلاق عليك، فإنَّ مهارات العمل كانت دائماً من ضروريَّات التَّطوُّر المهنيّ والوظيفيّ، وقد ارتفعت أهميَّتها بشدَّةٍ في الآونة الأخيرة مع الشَّراسة الشَّديدة في المنافسة بين الشَّركات المختلفة، فما يُفرِّق منتجاً عن آخر أو خدمةً عن أُخرى هي تجربة العميل، والَّتي ترتفع جودتها بطريقةٍ ملحوظةٍ عندما يمتلك الفريق مهارات عمل متنوِّعةً بين الصَّلبة والنَّاعمة وأيضاً المتحوّلة، فضلاً عن مهاراتٍ أُخرى تتلاءم مع العمل عن بعد وتحدِّياته بعد أن أصبحَ آخذاً في الانتشار.
فما هي مهارات العمل سواءً الصلبة أو الناعمة أو المتحولة؟ ولماذا من الضَّروريّ تعلُّمها مهما كان مستوى ذكائك أو خبرتك؟ وكيف تتقنها بسهولةٍ لتحصل على المزيد من التَّطوُّر والتَّرقّي المهنيّ؟ كلُّ هذا وأكثر سنتعرَّف عليه الآن.
ما هي مهارات العمل؟
مهارات العمل أو المهارات الوظيفيَّة هي القدرات الَّتي تحتاج إليها لتأدية مهمَّةٍ أو وظيفةٍ ما بأكبر قدرٍ من الكفاءة، سواء كانت تتعلَّق بالقدرات الفنيَّة، مثل: البرمجة أو اللُّغات أو البحث، أو القدرات الشَّخصيَّة مثل: فاعليَّة التَّواصل وإدارة الوقت وحلِّ المشكلات، أو القدرات التَّحويليَّة مثل: مهارة التَّنظيم والإدارة وغيرها. [1]
اكتسبت مهارات العمل أهميَّةً كبيرةً في السَّنوات الأخيرة، فعلى منصّةٍ لينكد إن -على سبيل المثال- تزايد عدد الوظائف الَّتي لا تتطلَّبُ شهاداتٍ بمقدار 40% بين عامي 2019 و2020، كما ارتفع عدد قوائم الوظائف الَّتي تُركِّز على المهارات والمسؤوليَّات -بدلاً من المؤهِّلات- بنسبةٍ 21% بين عامي 2020 و2021، وفيما يزال أصحاب العمل يقدّرون المؤهِّلات مثل درجة البكالريوس والماجستير وغيرها، إلَّا أنَّ المهارات الوظيفيَّة تزداد أهمّيةً أكثر من أيّ وقتٍ مضى.
أنواع المهارات الوظيفية
تطوُّر مفهوم المهارات المطلوبة في العمل بشدَّةٍ، فلم تعد تقتصر على المهارات الفنيَّة أو الصَّلبة، بل تطوَّرت إلى ضرورة وجود مهاراتٍ شخصيَّةٍ أو ناعمةٍ أيضاً، وأصبحنا مؤخَّراً نتحدَّث عن مهاراتٍ تحويليَّةٍ، فما هو كلُّ نوعٍ بالتَّفصيل؟ [5]
المهارات الفنية
أو المهارات الصَّلبة وهي المهارات القابلة للقياس بطريقةٍ أوضح من غيرها، ويمكن تعلُّمها وإثبات الخبرة فيها، وغالباً ما يحصل عليها المرء من المدرسة أو الجامعة أو معسكرات التَّدريب أو التَّطوُّع أو العمل، وهي مختلفةٌ في كلِّ مهنةٍ ووظيفةٍ، ومن أمثلتها:
- القدرة على إعداد الميزانيَّة بفاعليَّةٍ.
- مهارات الكتابة وصياغة الأفكار والبحث عن المعلومات.
- مهارة التَّسويق الإلكترونيّ.
- إتقان اللُّغات الأجنبيَّة كتابةً وقراءةً.
- تصميم الغرافيك.
- مهارات الكمبيوتر والبرمجة المختلفة.
- مهارات الإدارة، مثل: التَّخطيط والتَّمويل واللُّوجستيَّات.
- مهارات الخطابة وإعداد المرافعات والتَّعرُّف على القوانين المختلفة.
- مهارات التَّسويق، مثل: تحليلات غوغل والتَّحليلات والمعرفة بأدوات التَّسويق المختلفة وتحسين محرِّكات البحث.
- المهارات اللّازمة لتأدية مهامٍ محدَّدةٍ، مثل: الطِّباعة والجدولة والتَّوظيف وقيادة المركبات وغيرها.
ترتبط المهارات الفنية بالصِّناعة والوظيفة والدَّور والشّركة، وهي قابلةٌ للتَّغيُّر والتَّطوُّر الدَّائم، كما أصبحت المهارات التُّكنولوجيَّة أساسيَّةً تقريباً في مجموعةٍ واسعةٍ من الوظائف بعد تفشّي وباء كوفيد وزيادة الإقبال على العمل عن بعد.
المهارات الشخصية
وهي العادات الشَّخصيَّة الَّتي تُؤثِّر على كيفيَّة عمل الأشخاص مع آخرين، وعلى طريقة تعاملهم مع المواقف المختلفة، ويُطلق عليها المهارات النَّاعمة، وهي عادةٌ ما تصف أسلوب العمل وأخلاقيَّاته وطريقة تفاعل الأفراد داخل الفريق، وعادةً ما تتشابه المهارات النَّاعمة المطلوبة في كلِّ مهنةٍ تقريباً، ولكنَّ بعضها قد يكون أكثر أهميَّةً بكثيرٍ من غيرها في بعض الوظائف، فمثلاً الرَّئيس التنفيذي لشركةٍ دوليّةٍ تضمّ آلاف الموظّفين سوف يحتاج إلى مهارات قيادةٍ أقوى بكثيرٍ ممّا يحتاج إليه صاحب متجرٍ صغيرٍ، على الرَّغم من أنَّ كلّاً منهما يحتاج لهذه المهارة في عمله، ولكن لأنَّ البيئات مختلفةٌ فمستوى المهارة سيكون مختلفاً أيضاً، وتتمثَّل أهمُّ المهارات الشَّخصيَّة أو النَّاعمة فيما يلي:
- مهارات التَّواصل: وهي المهارات الأكثر أهميّةً في عام 2023 وفقاً للكثير من مديري التَّوظيف، وتشمل القدرة على توصيل الرَّسائل لمن حولك بوضوحٍ تامٍّ وبطرقٍ مختلفةٍ، سواء كتابيَّة أو شفهيَّة، مع القدرة على الاستماع وفهم وجهة نظر الآخرين.
- العمل الجماعي: وهي القدرةُ على تحديد نقاط التَّوافق مع الأشخاص الَّذين تعمل معهم لتحقيق هدفٍ مشتركٍ، ويساعدك التَّطوُّع وأداء مهامٍ جماعيَّةٍ في اكتساب هذه المهارة.
- حلّ المشكلات: وهي من المهارات الأساسيَّة في مختلف الأعمال، وتتمثَّل في القدرة على النَّظر دائماً لأبعادٍ مختلفةٍ لكلِّ مشكلةٍ وطرح حلولٍ إبداعيَّةٍ لها، وهي مهارةٌ تجعلك من الأصول الثَّابتة في مكان العمل، ويمكن اكتسابها بالدَّورات التَّدريبيَّة وأداء المهام البحثيَّة.
- المبادرة: وتعني القدرة على تنفيذ مهامٍ بكفاءةٍ، دون أن يُطلبَ منك، كما تتضمَّن القدرة على التَّفكير الإبداعيّ وتحسين طريقة تنفيذ المهامّ.
- التَّخطيط والتَّنظيم: وهي تعني تحديد ما يجب أن تُنفِّذه بدقَّةٍ وطريقة التَّنفيذ، ويمكن أن تتمثَّلَ في تطوير جداول زمنيَّةٍ لمشروع للالتزام بالمواعيد النّهائيَّة مع وضع الطَّوارئ والمعوِّقات في الحسبان.
- القدرة على التَّنبُّؤ: وهذا يشمل القدرة على قراءة البيانات وتحليلها والاكتشاف المبكِّر للمعوِّقات، مع محاولة وضع حلولٍ استباقيَّةٍ لها.
- القدرة على إدارة الذَّات: وتتمثَّل في قدرتك على تأدية مهامك بكفاءةٍ ودقَّةٍ وموثوقيَّةٍ دون الحاجة لأنَّ يتحقَّق من عملك دائماً شخصٌ ما.
شاهد أيضاً: أبرز المجالات والمهارات المطلوبة في المجال التقني
المهارات التحويلية
وهي المهارات القابلة للنَّقل، وهي مزيجٌ من المهارات الصَّلبة والنَّاعمة، وهي تحديداً الَّتي يمكنك استخدامها في أكثر من وظيفةٍ، فهي ببساطةٍ المهارات الَّتي تعلَّمتها أو طبقتها في تجربةٍ واحدةٍ، ولكن يمكن استخدامها في أدوارٍ أُخرى، مثلاً عندما يستخدم شخصٌ ما قدرته على العمل الجماعي ومهارته في البرمجة بلغة بايثون ليُغيِّر حياته المهنيَّة من مبرمجٍ إلى التَّدريس وتعليم هذه اللُّغات، فهذه المهارات تساعدك على تغيير مجالك المهنيّ في أيِّ وقتٍ وفقاً لمتطلَّبات سوق العمل، ومن أهمِّها:
- مهارات التَّعاون: فهي من المهارات الَّتي تعلَّمتها عند العمل مع فريقٍ واحدٍ، ويُمكن أن تستفيدَ منها في العمل بخدمة العملاء أو افتتاح عملٍ خاصٍّ.
- مهارة إدارة الوقت: وهي تعني القدرة على تحديد الأولويَّات وتنفيذها بكفاءةٍ، ممَّا يزيد دائماً من الفرص المتاحة أمامك.
- مهارات التَّعامل مع برنامج الأوفيس: وهي من المهارات الصَّلبة الأكثر أهميّةً في مجموعةٍ متنوِّعةٍ من الوظائف، سواء كان هذا البرنامج باوربوينت أو وورد أو إكسل أو غيرها.
- الدّقَّة: وهي المهارة الَّتي تجعلك تراقب جودة إنجازاتك وكفاءة إتمامك للمهامّ دون الحاجة إلى مراجعةٍ.
- القدرة على التَّكيُّف: وهي تعني الاستجابة المرنة والسَّهلة لأيّ تغيراتٍ في مجال العمل، سواءً عن بعد أو في المكتب، مع الاندماج السَّريع في العمل مهما كان حجم التَّغيُّرات دون دراما.
مهارات العمل عن بعد
من المتوقَّع أن ينمو سوق العمل عن بعد ليصل إلى 80% خلال عدَّة سنواتٍ، ويرغب أصحاب العمل في توفُّر مجموعة صفاتٍ ومهاراتٍ أساسيَّةٍ للموظَّفين العاملين عن بُعدٍ، بصرف النَّظر عن المؤهّلات والشَّهادات، ومن أهمِّ المهارات الَّتي تُتيح لكَ العمل عن بعد بكفاءةٍ: [3]
- الاستقلال التَّامُّ: وهي مهارةٌ تعني القدرة على إنجاز مهامك في الوقت المطلوب دون الحاجة للمساعدة، مع أخذ زمام المبادرة لحلِّ المشكلات بنفسك.
- الدَّافعيَّة الذَّاتيَّة: ليس هناك مديرٌ لمراقبة التزامك بعدد ساعات عملك أو بمعدَّل إنجازك، فإذا لم تكن تتمتَّع بالدَّافعيَّة الذَّاتيَّة وحبِّ العمل، فلن تصمد كثيراً في العمل عن بعد.
- إدارة الوقت: وهي مهارةٌ أساسيَّةٌ في كلّ نوع عملٍ وشديدة الضَّرورة في العمل عن بعد، فمن الصَّعب للغاية في هذا النَّوع من العمل الفصل بين الحياة الشَّخصيَّة والمهنيَّة، فإذا لم تُحدِّد الأولويَّات بدقَّةٍ، وتضع جدول عملٍ صارماً ومرناً في الوقت ذاته، فلن تتمكَّن من تأدية مهامك بكفاءةٍ.
- الذَّكاء العاطفيُّ: وهو ما سوف يساعدك في تخفيف توتُّر العمل وضغوطه بنفسك، فليس هناك زميلٌ قريبٌ منك، وقد يكون هناك فرق توقيتٍ بينك وبين بقيَّة الفريق؛ لذا فالذَّكاء العاطفيُّ والقدرة على فهم مشاعرك وإدارتها وتقبُّل اختلاف الآخرين من أهمّ مهارات العمل عن بعد.
- التَّنظيم: قد تتلاقى مع إدارة الوقت، وهي أمرٌ شديد الأهميَّة في العالم الرَّقميّ، فيجب أن تضعَ عملك في أماكن واضحةٍ ومنظَّمةٍ لسهولة العودة إليها دائماً والتَّحقُّق منها، مع الالتزام بروتينٍ يوميٍّ يساعدك في تحديد قوائم المهامّ ووقت تنفيذها المتوقَّع.
كيف تكتسب مهارات التوظيف الفنية والناعمة والتحويلية؟
هناك الكثير من الطُّرق لاكتساب مهارات التَّوظيف المختلفة، وفي حين أنَّ بعضها يُمكن أن يكون جزءاً من شخصيَّتك، إلَّا أنّ الاكتفاء بطبيعتك فقط لن يؤدّي إلى سرعة تطوُّرك المهنيَّ؛ لذا عليك السَّعي دائماً لاكتساب مهاراتٍ جديدةٍ ومتنوِّعةٍ، سواء من خلال التَّعليم الرَّسميّ أو الخبرة، وعموماً أيّاً كان مستوى مهاراتك، فيمكنك تحسينها عبر الطُّرق الآتية: [4]
- حدِّد أهدافاً لنفسك: يجب أن تكونَ قابلةً للقياس ولها صلةًبمجالك المهنيّ، ويمكن أن تضعَ جدولاً زمنيّاً لاكتساب مهارةٍ ما في وقتٍ محدَّدٍ.
- الاشتراك في دوراتٍ تدريبيَّةٍ عبر الإنترنت: ففي كلِّ مجال عملٍ تتوفَّر دوراتٌ تدريبيَّةٌ، سواءً مجانيَّة أو مدفوعة عبر الإنترنت، وعادةً ما تقدِّم المهارات الفنيَّة إلى جانب التَّدريبات الشَّخصيَّة.
- الانفتاح حول تعليقات من حولك: سواءً سلبيَّة أو إيجابيَّة، فهذا يزيد من قدرتك على فهم نفسك ومعرفة الطَّريقة الأفضل لتطويرها.
- الانضمام إلى مجموعاتٍ مهنيَّةٍ في مجال عملك: عندما تنضمُّ إلى مجموعةٍ مهنيَّةٍ تكون لديك فرصةٌ أكبر للتَّحدُّث مع الزُّملاء والمحترفين في تلك المهنة واكتشاف المهارات الَّتي يجب أن تطوِّرها، أو الَّتي تتوفَّر لديك بالفعل.
- التَّخلُّص من عوامل التَّشتيت: مثل الهاتف المحمول أو الحالة الصّحيَّة والبدنيَّة، فهذا يساعدك في زيادة التَّركيز على أهدافك المهنيَّة وتحقيقها.
- عدم الخوف من خوض تجارب جديدةٍ: مثل السَّفر مع مجموعةٍ مختلفةٍ، أو طلب مسؤوليَّاتٍ جديدةٍ أو الانضمام لعملٍ تطوعيٍّ، فهذا كلُّه يُثقل مهاراتك الشَّخصيَّة والصَّلبة.
كيف تحدد المهارات التي عليك اكتسابها؟
مع وجود عشرات المهارات المتنوِّعة المطلوبة للوظائف بمختلف مجالاتها ودرجاتها، سيكون من الصَّعب، بل من المستحيل للجميع إتقانها جميعاً، وهذا أمرٌ طبيعيٌّ لا يدعو للقلق؛ لذا يمكنك دائماً اختيار المهارات وفقاً للمعايير التَّالية:
المهارات التي يمتلكها النّاجحون في مهنتك
يمكن التَّعرُّف عليها بسهولةٍ من الملفَّات التَّعريفيَّة للمشاهير والنَّاجحين في مهنتك أو بتتبُّع أخبارهم وطريقة إدارتهم لعملهم، أو من لقاءاتهم الصَّحفيَّة لتتعرَّف على المهارات الأكثر فاعليّةً في المهنة الَّتي ترغب في التَّخصُّص بها.
اتّجاهات ومتطلّبات العمل الحديثة
بصرف النَّظر عن مسارك الوظيفيّ، فإنَّ أصحاب العمل يبحثون دائماً عن أشخاصٍ يُقدِّمون إضافةً للفريق، ولكنَّ اتّجاهات العمل متغيُّرةٌ، ويمكن لمنصَّات التَّوظيف المختلفة مساعدتك في فهم أحدث اتّجاهات العمل، فقد أصبحت مهارة التَّعامل مع أدوات الذَّكاء الاصطناعي من الأمور المطلوبة مؤخَّراً، أو المهارات التِّقنيَّة أو التَّعاطف والتَّواصل الفعّال؛ لذا عليك المتابعة المستمرَّة لاتِّجاهات العمل الحديثة ومحاولة مواكبتها قدر الإمكان.
الوصف الوظيفيّ المُتكرّر
في الوصف الوظيفيّ عادةً ما يدرج أصحاب الشَّركات المتطلَّبات أو المؤهّلات، ولكن احترس من صياغة الوصف الوظيفيّ، فقد لا يُذكَر اسم المهارة بالتَّحديد؛ لذا عليك البحث عن التَّفسيرات المختلفة ومحاولة انتقاء الوظائف الَّتي تتلاءم مع مهاراتك المتوفِّرة بالفعل، أو الَّتي يمكنك اكتسابها بسهولةٍ.
تفضيلاتك الشّخصيّة
حدِّد ما الَّذي تستمتع بممارسته بشدَّةٍ، أو تنفّذه بسهولةٍ دون الشُّعور بضغطٍ أو توتُّرٍ، فهل يُمكنك توصيل وجهة نظرك بسهولةٍ أو تنجح في تعليم الأشخاص من حولك أو إدارة التَّوتُّر؟ هذا يُساعدك على تحديد المهارات الَّتي تملكها بالفعل، وتلك الَّتي يجب العمل على محاولة اكتسابها بالتَّدريبات المختلفة.
الإنجازات السّابقة أو الإخفاقات
فكِّر في أكثر الإنجازات الَّتي حصلت بفضلها على إشادة ممن حولك، سواء كانت تتعلَّق بمهاراتٍ شخصيَّةٍ أو فنيَّةٍ، لاختيار الوظائف الَّتي تتناسب متطلَّباتها مع مهاراتك، كما أنَّ مراجعة الإخفاقات أيضاً مهمَّةٌ لمعرفة نقاط ضعفك ومحاولة تقويتها، خاصَّةً إذا كانت بعض هذه المهارات شديدة الضَّرورة في الوظيفة الَّتي ترغب بها.
شاهد أيضاً: 7 علامات تحذيرية تكشف بسرعة ضعف المهارات القيادية
وفي الختام، فإنَّ تطوير المهارات الوظيفيَّة أمرٌ شديد الأهميَّة للجميع حتَّى لمن هو مستقرٌّ في عمله بالفعل، فالتَّطوُّر الوظيفيّ وتوفير الكثير من البدائل أمامك لتغيير مهنتك في أيّ وقتٍ، وضمان فاعليَّتك وزيادة قيمتك للمؤسَّسة الَّتي تعمل بها كلُّها ستوفِّر لكَ الأمان الوظيفيُّ، سواء كُنت حديث التَّخرُّج أو باحثاً عن تغيير مجالك المهنيّ أو راغباً في التَّرقِّي أو حتَّى لتضمن بقاءك في مهنتك دون التَّعرُّض لمخاطر الاستغناء السَّريع عنك في أيّ حركةٍ لتخفيض العمالة.