كيف تنافس الشّركات الصّغيرة العمالقة في موسم الأعياد؟
موسم الأعياد فرصة للشّركات الصغيرة لتقديم تجربة تسوّق استثنائية تحقق ولاء العملاء، وتعزّز المبيعات
بدأ موسم تسوّق العطلات، وفي هذا العام، تواجه الشّركات الصّغيرة وقتاً أقل للاستفادة من هذه الفترة المزدحمة بالتّسوق. لكن ما زال هناك طرقٌ للاستفادة بشكلٍ كاملٍ رغم قصر الموسم.
ويتوقّع "الاتّحاد الوطنيّ للبيع بالتّجزئة" (National Retail Federation) أن ترتفع مبيعات التّجزئة بنسبةٍ تتراوح بين 2.5٪ و3.5٪ مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي. كما يتوقّع أن تنّموّ المبيعات عبر الإنترنت أيضاً. حيث تتنبّأ شركة "أدوبي ديجيتال إنسايتس" (Adobe Digital Insights)، وهي جزءٌ من شركة "أدوبي" (Adobe)، بزيادةٍ بنسبة 8.4٪ في التّسوّق عبر الإنترنت طوال الموسم.
لكن تحتاج الشّركات الصّغيرة إلى بذل جهدٍ إضافيٍّ للتّنافس مع الشّركات الكبرى. وإحدى الاستراتيجيّات الأساسيّة هي التّرويج للعروض للعملاء في كلّ مكانٍ ممكنٍ، من وسائل التّواصل الاجتماعيّ إلى الإعلانات المادّيّة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لهذه الشّركات تعزيز ولاء العملاء من خلال تقديم عروضٍ خاصةٍ وخصوماتٍ مغريّةٍ للأعضاء من خلال مبادراتٍ تسويقيّةٍ، ممّا يشجعهم على العودة للتّسوق مجدداً.
وفي هذا السّياق، قدّمت روبرتا بيري، مالكة متجر منتجات العناية بالبشرة "سكرابزبودي" (ScrubzBody) في فارمينجديل، نيويورك، عرض "اشترِ منتجاً واحصل على الثّاني مجّاناً" قبل أسبوعٍ من عطلة "الجمعة السّوداء" (Black Friday). لأنّها تعتبر فترة الأعياد أساسيّةً بالنّسبة لها، حيث تحقّق 30% من مبيعاتها خلال هذه الفترة الّتي تستمرّ ستّة أسابيع.
كما قالت بيري: "أتاح لنا تقديم الخصم مبكّراً فرصةً للتّرويج ليوم العروض الخاصّ بنا، وخفّف الضّغط عن النّاس الّذين يبدأون موسم التّسوّق الأسبوع التّالي. كما منحنا أسبوعاً قبل بدء الموسم الفعليّ لتجهيز الطّلبات والاستعداد للأسابيع المقبلة".
خلال يومي الجمعة السّوداء والسّبت المخصص للشّركات الصّغيرة، قدمت هدايا مجانيّة مع كل عمليّة شراء. أمّا بقيّة موسم الأعياد، فقدّمت تغليفاً مجانيًّا للهدايا بالإضافة إلى بطاقاتٍ مرفقةٍ بدون تكلفة. كما مدّدت ساعات العمل طوال شهر ديسمبر لتلبية احتياجات العملاء بشكلٍ أفضل. وأضافت: "سنفعل كلّ ما بوسعنا لتسهيل تجربة عملائنا وجعلها أكثر راحة".
ومن جهةٍ أخرى، بدأت إيمي بيترسون، الشّريكة المؤسّسة لمتجر المجوهرات "ريبيل نيل" (Rebel Nell) في ديترويت، العروض التّرويجيّة مبكّراً، من خلال إنّشاء فعاليّة "صمّم مجوهراتك الخاصّة" لجذب العملاء. وقالت بيترسون: "ساعدتنا هذه الجهود في التّميّز، ومنحت العملاء سبباً للتّسوّق مبكّراً وبشكلٍ متكرّرٍ". وأوضحت أنّ فعاليّة "صمّم مجوهراتك الخاصّة" تعتبر نشاطاً رائعاً للأصدقاء والعائلات، حيث تتيح للعملاء ابتكار شيءٍ فريدٍ من نوعه.
كذلك أطلق المتجر مجموعةً خاصّةً لموسم الأعياد تضمّنت قطعاً من الكريستال ومواد مأخوذةً من "مسرح فوكس" (Fox Theatre) التّاريخيّ في ديترويت، الّذي خضع مؤخّراً لعمليّة ترميمٍ. وأضافت بيترسون: "تلك القطع لاقت استحسان العملاء الباحثين عن هدايا ذات معنى وفريدةٍ من نوعها".
وأوضحت أنّ التّوجّهات تظهر أنّ المتسوّقين ما زالوا يتوقّعون عروض الجمعة السّوداء، "ورغم أنّ الشّركات الصّغيرة مثلنا لا تستطيع تحقيق هوامش الرّبح الّتي تحقّقها المتاجر الكبرى، إلّا أنّنا اغتنمنا الفرصة لنظلّ قادرين على المنافسة، ونظهر التّقدير لعملائنا المخلصين".