الرئيسية المفاهيم نافذة جوهاري: طريقك لفهم الذات وتحسين العلاقات

نافذة جوهاري: طريقك لفهم الذات وتحسين العلاقات

أداةٌ نفسيّةٌ تُساعد على زيادة الوعي الذّاتيّ وتعزيز التّواصل بين الأفراد، من خلال توضيح العلاقة بين ما يعرفه الفرد عن نفسه وما يعلمه الآخرون

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

نافذة جوهاري، أو ما يُعرف بـ"Johari window"، هي أداةٌ نفسيّةٌ شهيرةٌ تمّ تطويرها في عام 1955 بواسطة عالم النّفس جو وداهاري، ومن هنا جاء اسمها. تهدف هذه الأداة إلى تعزيز الوعي الذّاتيّ، وتحسين الفهم المتبادل بين الأفراد، ممّا يساهم في تقوية العلاقات الشّخصيّة والمهنيّة، إذ تقوم فكرة نافذة جوهاري على تقسيم المعرفة الذّاتيّة إلى 4 أجزاءٍ رئيسيّةٍ، تعكس جوانب مختلفةً من الذّات. 

ما هو مفهوم نافذة جوهاري

نافذة جوهاري هي نموذجٌ نفسيٌّ يُستخدم لتعزيز الوعي الذّاتيّ وفهم التّفاعلات بين الأفراد في سياقاتٍ مختلفةٍ، وتهدف إلى مساعدة الأشخاص على فهم كيف يرون أنفسهم وكيف يراهم الآخرون، إذ تقوم هذه الأداة على فكرة أن الإنسان يمتلك معلوماتٍ عن نفسه يعرفها هو فقط، وأُخرى يعرفها الآخرون أيضاً، بينما توجد جوانب قد تكون مخفيّةً أو غير مدركةٍ له تماماً. ومن خلال هذه الأداة، يمكن للفرد أن يكتشف تلك الجوانب المفقودة ويعمل على توسيع الفهم المُتبادل، ممّا يسهم في بناء علاقاتٍ أكثر شفافيّةً وثقةً.

أقسام نافذة جوهاري

تعتمد نافذة جوهاري على تقسيم المعلومات الخاصّة بالفرد إلى 4 مناطق أساسيّةٍ:

  • المنطقة المفتوحة (Open Area): هي المعلومات الّتي يعرفها الفرد عن نفسه ويعرفها الآخرون، وتشمل هذه المنطقة السّلوكيّات والمشاعر والآراء الّتي يتمّ التّعبير عنها بوضوحٍ.
  • المنطقة العمياء (Blind Area): هي المعلومات الّتي يعرفها الآخرون عن الفرد ولا يعرفها هو نفسه، وقد تكون هذه المنطقة مليئةً بالملاحظات أو الانطباعات الّتي يشترك فيها الآخرون عن الشّخص، ولكن قد يكون الشّخص غير واعٍ بها.
  • المنطقة المخفية (Hidden Area): هي المعلومات الّتي يعرفها الفرد عن نفسه ولكن لا يشاركها مع الآخرين، وتتضمّن هذه المنطقة الأسرار والمشاعر الشّخصيّة الّتي يفضّل الشّخص إبقاءها بعيدةً عن الأعين.
  • المنطقة المجهولة (Unknown Area): هي المعلومات الّتي لا يعرفها الفرد عن نفسه ولا يعرفها الآخرون أيضاً، وقد تكون هذه المعلومات غير مكتشفةٍ بعد، وهي تشمل إمكانيّاتٍ ومهاراتٍ لم يتمّ التّعرّف عليها بعد.

أهمية نافذة جوهاري 

تُعدّ نافذة جوهاري أداةً فعّالةً في تحسين الوعي الذّاتيّ وتطوير مهارات التّواصل بين الأفراد، سواءً في العلاقات الشّخصيّة أو المهنيّة، فمن خلال تقسيم الذّات إلى أربعة مناطق، توفّر هذه النّافذة فهماً أعمق حول كيف يرى الآخرون الشّخص وما الّذي يعرفه عن نفسه، ومن خلال توسيع المنطقة المفتوحة، يصبح الفرد قادراً على التّفاعل بشكلٍ أكثر صراحةً وثقةً، ممّا يعزّز العلاقات ويزيد من الشّفافيّة. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ تقليل المنطقة العمياء عبر تلقّي ملاحظاتٍ من الآخرين يساعد الشّخص على اكتشاف سلوكيّاتٍ قد لا يكون مدركاً لها؛ هذه العمليّة تُعزّز التّواصل بين الأفراد وتساهم في بناء بيئةٍ مليئةٍ بالثّقة والتّعاون، ممّا ينعكس بشكلٍ إيجابيٍّ على جميع جوانب الحياة الشّخصيّة والمهنيّة.

استخدام نافذة جوهاري 

تُستخدم نافذة جوهاري في عدّة مجالاتٍ لتحسين الوعي الذّاتيّ وتعزيز العلاقات الشّخصيّة والمهنيّة، ومن أبرز استخداماتها:

  • تحسين التواصل الفعّال: من خلال فتح المساحات بين الأفراد، تشجّع نافذة جوهاري على الحوار الصّريح والمفتوح، ممّا يساعد على بناء علاقاتٍ أكثر شفافيّةً وتعاوناً، إذ تُسهم في تقليل سوء الفهم وتعزيز الثّقة بين الأطراف.

  • تعزيز الوعي الذّاتيّ: باستخدام نافذة جوهاري، يُمكن للفرد اكتشاف أبعادٍ غير مدركةٍ عن نفسه، مثل سلوكياتٍ أو مشاعر قد لا يكون واعياً بها، ممّا يساعد على النّموّ الشّخصيّ وتطوير الذّات عبر الكشف عن الجوانب المجهولة في شخصيّته.

  • تطوير العلاقات الشّخصيّة: من خلال تقليص المساحات المخفيّة والعمياء، يُمكن للفرد أن يفتح بشكلٍ أكبر أمام الآخرين، ممّا يُحسّن من تفاعل الأفراد في العلاقات الشّخصيّة ويؤدّي إلى فهمٍ أفضل لبعضهم البعض.

  • التّدريب والتّطوير المهنيّ: تُستخدم نافذة جوهاري في بيئات العمل لتحسين التّواصل بين الزّملاء وتعزيز التّعاون الفعّال، إذ يساعد النّموّ الشّخصيّ وتلقّي الملاحظات على تحديد مجالات القوّة والضّعف، ممّا يُساهم في تحسين الأداء المهنيّ.

  • التّوجيه والإرشاد: يُستخدم نموذج نافذة جوهاري في جلسات الإرشاد والتّوجيه لمساعدة الأفراد على فهم وتوسيع نطاق الفهم بين ما يعرفونه عن أنفسهم وما يعرفه الآخرون، إذ يساعد ذلك على عمليّة اتّخاذ القرارات وتقديم الملاحظات البنّاءة.

نافذة جوهاري ليست مجرّد أداةٍ نظريّةٍ، بل هي مفتاحٌ لفهمٍ أعمق لذات الفرد وعلاقاته مع الآخرين، فمن خلال الكشف التّدريجيّ والمستنير عن الأجزاء المختلفة من الذّات، يُمكن للفرد أن يُحسّن من أدائه الشّخصيّ والاجتماعيّ، ويساهم في بيئةٍ من الشّفافيّة والتّواصل الصّادق. 

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: