نصائح فعّالة لدمج الموظفين الجدد في بيئة العمل بسهولة
استراتيجيات مجربة لاستقبال الموظفين الجدد، بناء العلاقات، تهدئة مخاوفهم، وقيادة الفريق بشكل رقمي لخلق بيئة عمل متميزة
الانطباعُ الأولُ لا يتكررُ، وهذهِ الحقيقةُ لا تنطبقُ فقط على التواصلِ في الأزماتِ، ولكنْ على عمليةِ توظيفِ الموظفينَ الجددِ، كذلك. إذ تبدأُ ثقافةُ العملِ، التي تُقاسُ بمستوى التفاعلِ والاندماجِ بينَ الموظفينَ، قبلَ وصولِ الموظفِ الجديدِ إلى مكتبِه الأولِ، سواءً كان فعلياً أو افتراضياً.
أنا لستُ خبيرةً في المواردِ البشريةِ ولا علمِ النفسِ، بلْ رائدةُ أعمالٍ تعلّمتُ كيفَ أبني ثقافةً تجذبُ وتحافظُ على المواهبِ الرفيعةِ في مجالاتِ العلاقاتِ العامةِ ووسائلِ التواصلِ الاجتماعيِّ وإنشاءِ المحتوى.
إليك بعضَ النصائحِ التي طَبَّقْناها في Media Minefield، التي حققتْ العديدَ من الجوائزِ في مجالِ ثقافةِ العملِ، وتمَّ تكريمُها من قبلِ مجلةِ .Inc كواحدةٍ من أفضلِ أماكنِ العملِ لعامِ 2024. والتي لاقتْ استحساناً كبيراً من موظفينا:
1. استقبالُ الموظفِ الجديدِ بحفاوةٍ
نقومُ بإرسالِ سلةٍ ترحيبيةٍ إلى منزلِ الموظفِ الجديدِ قبلَ يومهِ الأولِ في العملِ. تحتوي السلّةُ على بعضِ منتجاتِ العملاءِ، وقيمِنا الأساسيةِ، وبطاقةٍ موقعةٍ، ومنتجاتٍ تحملُ شعارَ الشركةِ، وبعضِ الكتبِ التي تُمَثِّلُ ثقافتَنا. هذهِ المفاجأةُ تساعدُ الموظفَ الجديدَ على التكيّفِ معَ ثقافةِ الشركةِ قبلَ أنْ يُقابلَ فريقَه بالكاملِ، مما يخلقُ لديهِ شعوراً بالانتماءِ منذَ اللحظةِ الأولى.
2. بناءُ العلاقاتِ من البدايةِ وباستمرارٍ
لم يعملْ معظمُ الموظفينَ الجددِ في شركةٍ يكونُ فيها المؤسّسُ نشطاً ومشاركاً، لذا من المهمِّ بالنسبةِ لي أنْ يشعرَ كلُّ عضوٍ في الفريقِ بإمكانيةِ الوصولِ إليّ. ففي كلِّ ربعِ سنةٍ، أتناولُ الغداءَ معَ الموظفينَ الجددِ لنتعرفَ على بعضِنا البعضِ وللإجابةِ على أيِّ أسئلةٍ قدْ تكونُ لديهم. تَمْتَدُّ هذهِ المحادثاتُ من قصصٍ مضحكةٍ عن المدرسةِ الثانويةِ إلى موضوعاتٍ أكثرَ حساسيةً تتعلقُ بالأسرةِ والصحةِ النفسيةِ. هذهِ الفرصةُ لا تتيحُ لي فقطْ التّعرفَ على الموظفِ الجديدِ، بلْ تتيحُ لهُ أيضاً التعرفَ على زملائهِ الجددِ من فرقٍ مختلفةٍ. وفي الشركاتِ الكبيرةِ، يمكنُ تنفيذُ هذهِ الخطوةِ في بيئةٍ افتراضيةٍ، أو من قِبَلِ قادةٍ آخرينَ.
3. تهدئةُ مخاوفِ اليومِ الأولِ
عادةً ما يكونُ الموظفُ الجديدُ متحمساً لبدءِ عملهِ، ولا أريدُ أنْ نفقدَ هذا الحماسَ بسببِ المخاوفِ أو القلقِ. عندما كنتُ أعملُ في أخبارِ التلفزيونِ، كنتُ أتنقّلُ بينَ المحطّاتِ والولاياتِ كلَّ سنتينِ أو ثلاثٍ، وكنتُ دائماً أخشى اليومَ الأولَ بسببِ عدمِ معرفتي بما إذا كانَ يجبُ عليَّ إحضارَ الغداءِ أو كيفيةَ اللّباسِ أو متى يجبُ الوصولُ. لم أنسَ أبداً هذا الشعورَ بعدمِ اليقينِ. لذلك، نحرصُ في شركتِنا على أنْ يعرفَ الموظفُ الجديدُ ما هوَ متوقّعٌ منهُ في اليومِ الأولِ، ونُحضرُ الغداءَ لفريقهِ كفرصةٍ أخرى لبناءِ العلاقاتِ وزيادةِ الأمانِ النفسيِّ للفريقِ.
شاهد أيضاً: طريقة بسيطة لتحفيز الموظفين وتحسين إنتاجيتهم
4. كُنْ قائداً رقمياً
من الطبيعيِّ أنْ يقومَ الموظفُ الجديدُ بالبحثِ عبرَ الإنترنتِ عنْ مديرهِ وزملائهِ. من المهمِّ أنْ يعرفَ القادةُ ما سيجدُه الموظفُ الجديدُ، وأنْ يدعمَ ذلكَ قصةَ العلامةِ التجاريةِ والمبادراتِ. من المثاليِّ أنْ يتضمنَ الحضورُ الرقميُّ للقادةِ عناصرَ تُظْهِرُهم كأشخاصٍ شاملينَ لديهم اهتماماتٌ وهواياتٌ وعلاقاتٌ خارجَ نطاقِ العملِ.
يُعدُّ النشاطُ الاستراتيجيُّ على وسائلِ التواصلِ الاجتماعيِّ، وخاصةً LinkedIn، مكوناً أساسياً لبناءِ حضورٍ فعالٍ على الإنترنتِ. هذهِ الخطوةُ تُغْفَلُ كثيراً في القيادةِ؛ لأنَّها تؤثرُ على العديدِ من الأقسامِ، ولكنْ نادراً ما تُسْنَدُ إلى أيٍّ منها.
لقدْ وجدتُ أنَّه من المفيدِ مواصلةُ التعلمِ عنِ الفروقاتِ بينَ الأجيالِ وتوقعاتِ الموظفينَ الجددِ في مكانِ العملِ. على سبيلِ المثالِ، لم يكنِ الجيلُ الأكبرُ يتحدثُ كثيراً عنِ الصحةِ النفسيةِ، ولا يتوقعُها كميزةٍ صحيةٍ من صاحبِ العملِ، بينما تُظهرُ الدراساتُ أنَّ هذا الأمرَ مهمٌ لجيلِ Z. يستلزمُ دمجُ الموظفينَ الجددِ وقتاً والتزاماً حقيقياً بالتعرفِ عليهمْ كأشخاصٍ، وليسَ كعمالٍ فقطْ.