نظرة دقيقة على استراتيجية مايكروسوفت للذكاء الاصطناعي
حوار خاص مع مارك شعبان، الرئيس التقني لمايكروسوفت في وسط وشرق أوروبا، الشرق الأوسط وأفريقيا، يكشف لـ عربية.Inc عن مستقبل الذكاء الاصطناعي في العملاق التكنولوجي
في حديثٍ حصريٍّ مع عربية .Inc، يكشف مارك شعبان، الرئيس التقني لمايكروسوفت في منطقة وسط وشرق أوروبا، والشَّرق الأوسط وأفريقيا، عن خطط العملاق التُّكنولوجيّ في ميدان الذكاء الاصطناعي، ويتطرَّق الحديث إلى كيفيَّة انتقال مايكروسوفت من استخدام الذكاء الاصطناعيّ كنظامٍ آليٍّ مستقلٍّ إلى دوره كمساعدٍ وشريكٍ فاعلٍ، ويعرض شعبان رؤيةَ مايكروسوفت الابتكاريَّةَ نحو الذَّكاءِ الاصطناعيِّ.
وفيما يلي نصُّ المقابلة بعد التَّعديل والتَّحرير:
عربية.Inc: تحدَّثت مايكروسوفت عن تطوّر تفاعلنا مع الذكاء الاصطناعي من مجرَّد نظامٍ آليٍّ إلى كونه مساعداً فعَّالاً، هل يمكنك توضيح هذا التَّحوُّل وتأثيره على أحدث تطويرات مايكروسوفت مع Copilot؟
مارك شعبان: بكلِّ تأكيدٍ، يمثِّل هذا الانتقال من الذكاء الاصطناعي كنظامٍ آليّ إلى كونه شريكاً مساعداً، نقلةً نوعيَّةً في كيفيَّة استيعابنا وتفاعلنا مع تقنيَّات الذكاء الاصطناعي.
في البدايات، كان يُنظر إلى الأنظمة الاصطناعيَّة على أنَّها "مُسيَّراتٌ آليَّةٌ" تعمل بمعزلٍ عن التَّدخُّل البشريّ، مُنفِّذةً للمهامِّ المُبرمجة مسبقاً دون الحاجة إلى إشرافٍ أو توجيهٍ من البشر، ومثال على ذلك الإشاراتُ المروريَّةُ الذَّكيَّةُ التي تتكيَّفُ مع مستويات الزّحام، والرُّوبوتات الصّناعيَّة التي تُساعد في عمليَّات التَّغليف والتَّعبئة.
لكن الآن، تطوَّرت تقنيَّات الذكاء الاصطناعي بشكلٍ كبيرٍ، وأدخلتنا نماذجُ اللُّغة الكبيرة مثل GPT-4 من OpenAI إلى حقبةٍ جديدةٍ، حيث يُعدُّ الذَّكاءُ الاصطناعيُّ "شريكاً مساعداً" يعزِّز القدرات البشريَّة بدلاً من محاولة استبدالها بالكامل.
هذا الابتكار هو ما دفعنا لإطلاق Microsoft Copilot، الشَّريك الذَّكيّ الذي يرافقك أينما كنت، مُتكيّفاً بذكاءٍ مع احتياجاتك الخاصَّة، ويُدمَجُ Copilot بين سياق الإنترنت وبيانات العمل الخاصَّة بكَ بطريقةٍ تُتيح تقديم مساعدةٍ مُحسَّنةٍ مع الحفاظ على الخصوصيَّةٍ والأمان، ونعتقد أنَّه يُمكن لكلِّ وظيفةٍ ودورٍ أن يستفيد من Copilot، ولذا نحن نعمل على تضمينه ضمن أكثرِ تطبيقاتنا استخداماً مثل Word ،Outlook ،Excel ،Bing، وTeams، ويفتح Copilot الأفق لمستوياتٍ جديدةٍ من الإنتاجيَّة والإبداع عبر كافَّة قطّاعات العمل.
لنأخذ مثالاً على ذلك، هيئة كهرباء ومياه دبي (DEWA) التي استعانت بـ Copilot لدعمِ مطوِّريها في إنشاء برامجَ وتطبيقاتٍ ذكيَّةً تُسهم في تحسين عمليَّات الشَّركة، وبدورها تستفيد شركة Lumen Technologies من Copilot لتمكين فرقِ المبيعات لديها من تعزيزِ تجارب العملاء بصورةٍ لم تكن ممكنةً من قبل.
لقد كانت الاستجابات التي تلقِّيناها عقبَ الإطلاق مشجِّعةً للغاية، حيث أفاد 70% من المستخدمين بأنَّه ساهم في زيادة إنتاجيَّتهم، وأشار 68% إلى تحسُّنٍ نوعيٍّ في جودة عملهم، بينما عبّر 77% عن رغبتهم في عدم الاستغناء عنه إطلاقاً!
عربية.Inc: في سياق الذَّكاء الاصطناعيِّ الحاليّ، أكّدتم على أهميَّة جعل الذكاء الاصطناعي سهلَ الاستخدام ومتاحاً للجميع، كيف تُحقِّق مايكروسوفت هذا الهدف؟
مارك شعبان: في مايكروسوفت، نؤمن بأنَّ مهمَّتنا هي ديمقراطيَّة الوصول إلى ابتكاراتنا في مجال الذَّكاء الاصطناعيّ لتمكين الأفراد والمؤسَّسات من تحقيق المزيد من الإنتاجيَّة، ومواجهة التَّحدِّيات الكُبرى في مجتمعاتهم، ونعمل على تحقيق هذا الهدف من خلال مزيجٍ من الأبحاث، والشَّراكاتِ، والاستثماراتِ التي تُسهم في توفير منتجاتٍ مدعومةٍ بالذكاء الاصطناعي تُلائم احتياجات الأفراد والمؤسَّسات، سواءً كانت كبيرةً أم صغيرةً.
من خلال مركز الأبحاث في مايكروسوفت، نحن في طليعة الجهود الرَّامية لتعزيز فهمنا الجماعيّ لأحدث التَّطوُّراتِ في مجال الذكاء الاصطناعي، وكيفيَّة استغلالها لصالح البشريَّة، ونشارك بانتظامٍ في نشر الأبحاث الرَّائدة التي توضِّح كيف يمكن إتاحة الذكاء الاصطناعي لعددٍ أكبر من النَّاس حول العالم.
كما نتعاون بشكلٍ وثيقٍ مع مجموعةٍ متنوِّعة من المنظّمات، بما في ذلك الحكومات، والمنظَّمات غير الرُّبحيَّة، والشَّركات الأُخرى؛ لتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقةٍ مسؤولةٍ، وضمان توزيع منافع هذه التُّكنولوجيا على نطاقٍ واسعٍ، على سبيل المثال تُعدُّ شراكتنا المستمرِّة مع OpenAI خير مثالٍ على كيفيَّة تسريعنا لتبنِّي الذَّكاء الاصطناعيّ على مستوى العالم، وكان توسيع شراكتنا في العام الماضي خطوةً بالغة الأهميَّة، حيث أعلنا عن توفُّر خدمة Azure OpenAI Service بشكلٍ عامٍّ.
تُدعَم كلُّ هذه الجهود من خلال استثماراتنا في بنيةٍ تحتيَّةٍ سحابيَّةٍ شاملةٍ، تُعدُّ الأوسع على مستوى العالم، مع أكثر من 60 منطقةٍ لمراكز البيانات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في الإمارات العربيَّة المتَّحدة، وتلعب مراكز البيانات دوراً حيويَّاً في دعم المؤسَّسات أثناء انتقالها إلى استخدام القدرات السَّحابيَّة بالكامل، لتسريع رحلتها في تبنِّي الذَّكاء الاصطناعي.
بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ توفير خدمة Azure OpenAI من مراكز البيانات لدينا في دبي وأبوظبي يمنح المؤسَّسات إمكانيَّة الوصول إلى GPT-4، Codex، DALL-E 2، وموديلات الذكاء الاصطناعي الأُخرى التي تُمكِّن من إنشاءِ المساعدين الافتراضيين، وتوليد المحتوى والأكواد، وأدواتِ تحرير الصُّور، وغيرها.
تُظهر هذه الجهود التزامنا بتمكين المؤسَّسات من خلال رحلتها نحو اعتماد السَّحابة والذكاء الاصطناعي، وهو ما يُعزِّز من خلال شراكتنا الرَّائدة مع G42 التي مكَّنت من توفير خدمات السَّحابة السّياديَّة في الإمارات، وتوسيع نطاق خدمات Azure عبر مراكز بيانات خزنة.
كما نعملُ على إعادة تفكير بنيةِ السَّحابة الأساسيَّة لضمان التَّحسين عبر كلِّ طبقةٍ من طبقات الأجهزة والبرمجيَّات، نحن نستثمر في قدراتنا السِّيليكونيَّة وأعلنَّا مؤخَّراً عن إطلاقِ شريحتين مخصَّصتين من مايكروسوفت Azure Maia و Azure Cobalt؛ لتحسين عمليَّات أحمال العمل الكبيرة والمعقَّدة للذكاء الاصطناعي.
شاهد أيضاً: كيف جعل الذكاء الاصطناعي Microsoft الشركة الأعلى قيمة في العالم؟
عربية.Inc: نظراً لتزايد أهميَّة النَّماذج اللُّغويَّة العملاقة في تطوير تطبيقاتٍ تُحدث ثورةً في طرق عملنا وحياتنا اليوميَّة، تَبرزُ مخاوفُ حول كيفيَّة تطوير ونشر الذكاء الاصطناعي بمسؤوليَّةٍ، ما هي الخطوات التي تتخذُها مايكروسوفت لضمان ذلك؟
مارك شعبان: مايكروسوفت تقوم بدورٍ رياديٍّ وفعَّالٍ في هذا المجال، حيث نؤمن بأنَّ تطوير تكنولوجيا قادرةً على تغيير العالم يتطلَّبُ منَّا ضمانَ استخدامها بطريقةٍ مسؤولةٍ وأخلاقيَّةٍ، ولدينا التزامٌ راسخٌ بإرساء قواعد للذكاء الاصطناعي يسودها المسؤوليَّة منذ لحظة التَّصميم، ونحن نحرص على أن يتمَّ توجيه عملنا بمجموعةٍ من المبادئ الأساسيَّة مثل العدالة، والأمان، والخصوصيَّة، والشُّموليَّة، والشَّفافيَّة والمساءلة.
لتحقيق ذلك، نضع معاييرنا للذكاء الاصطناعي المسؤول موضع التَّطبيق في كلِّ مكانٍ داخل الشَّركة، ونتشارك هذه المعايير بشكلٍ عامٍّ لتكون متاحةً لكلِّ من يرغب في استكشاف قوَّة الذكاء الاصطناعيّ واستثمار إمكانيَّاته، ونحن أيضاً نقدِّم لعملائنا "ملاحظات الشَّفافيَّة" لجميع منتجات الذكاء الاصطناعي التي نطوِّرها، ونوفِّر نماذج تقييم الأثر لمساعدتهم في اتّخاذ قراراتٍ مستنيرةً ومسؤولةً عند نشر هذه التّقنيَّات.
من خلال نهجٍ شاملٍ يضمُّ مختلف الأطراف، نعمل على مشاركة خبراتنا وأفضل الممارساتِ مع الحكومات وصنَّاع القرار، ونُشارك بنشاطٍ في حواراتٍ على مستوياتٍ عاليةٍ للمساعدة في تشكيل سياسات الذكاء الاصطناعي المسؤول، وكانت مايكروسوفت من الشَّركات الرَّائدة في الدَّعوة إلى وضع تنظيماتٍ حكوميَّةٍ مدروسةٍ لتقنيَّاتٍ مثل التَّعرُّف على الوجه، وفي خطوةٍ متقدِّمةٍ، أعلنَّا العام الماضي عن تأسيس منتدى سلامة النَّماذج الحدوديَّة بالتَّعاون مع شركات Anthropic ،Google، وOpenAI، بهدف ضمان التَّطوير الآمن والمسؤول لأحدث نماذج الذكاء الاصطناعي. وهذه الجهود تعكس التزامنا العميق بقيادة تطوير الذَّكاء الاصطناعيّ نحو مستقبلٍ يسوده المسؤوليَّة والفائدة للجميع.
عربية.Inc: يؤكِّد الخبراء أنَّنا ما زلنا في بداية استكشاف إمكانات الذكاء الاصطناعي، خصوصاً في مجال الذكاء الاصطناعي التوليديّ. لكن لإطلاق العنان لهذه الإمكانات بشكلٍ كاملٍ، من الضَّروري أن نمتلكَ قوَّةً عاملةً مزوَّدةً بمهاراتٍ متقدِّمةٍ، كيف تضمن مايكروسوفت تجهيز المهنيين، الحاليين والمستقبليين، بالقدرة على العمل بكفاءةٍ مع تقنيَّات الذكاء الاصطناعي، والمساهمة في تسريع عجلة الابتكارات في هذا المجال؟
مارك شعبان: في ظلِّ التَّوقُّعات التي تُشير إلى أنَّ قيمة سوق الذكاء الاصطناعي التوليدي قد تتجاوز الـ 66 مليار دولارٍ بحلول عام 2024، وأن ترتفع إلى أكثر من 207 مليارات دولار بحلول عام 2030، يبرز التَّحدِّي المتمثِّل في ضرورة تأهيل وتدريب القوى العاملة الحاليَّة والمستقبليَّة للتَّعامل مع هذه التِّقنيَّات المتقدِّمة، وتُظهرُ الدِّراساتُ أنَّ حوالي ربع المدراء التَّنفيذيين يستخدمون بالفعل أدوات الذَّكاء الاصطناعيِّ التَّوليديِّ في أعمالهم، في حين يخطط 40% منهم لزيادة استثماراتهم في الذَّكاء الاصطناعيِّ بفضل التَّقدُّم الحاصل في هذا المجال.
لمواجهة هذا التَّحدِّي، تعمل مايكروسوفت على تطوير برامجَ تدريبيَّةً وتقديم شهاداتٍ تخصُّصيَّةٍ تهدف إلى تزويد المهنيين بالمهارات اللَّازمة للاستفادة من تقنيَّات الذكاء الاصطناعي في مجالات عملهم، وإطلاقنا لمبادرة "مهارات الذكاء الاصطناعي"، بالتَّعاون مع LinkedIn، يُقدِّم دوراتٍ تدريبيَّة مجانيَّة جديدة، بما في ذلك شهادة "أساسيَّات الوظائف في الذكاء الاصطناعي التَّوليديّ"، لتعزيز القدرات والكفاءات المتعلّقة بالذكاء الاصطناعي بين الأفراد.
ومن خلال منصَّاتٍ مثل Microsoft Learn وAI for Education، نعمل على نشر الوعي والمعرفة حول الذكاء الاصطناعي، ممَّا يُساعد في إعداد جيلٍ جديدٍ من المبتكرين القادرين على استخدام هذه التُّكنولوجيا لحلِّ التَّحدِّيات العالميَّة، كما أنَّ شراكاتنا مع المؤسَّسات التَّعليميَّة والمنظَّمات الصِّناعيَّة حول العالم تسعى لتمكين الطَّلاب والمهنيين من التَّعامل مع فرص وتحدِّيات العمل في بيئةٍ محفَّزةٍ بالذكاء الاصطناعي.
في قطر وبالتَّعاون مع وزارة الاتصالات وتقنيَّة المعلومات، ساهمنا في إطلاق مركز التَّميُّز الرَّقميّ لسدِّ الفجوة في المهارات الرَّقميَّة بين أفراد المجتمع التِّقنيّ، وفي إطار برنامج قطر الوطني للتَّأهيل، عملنا على تدريب 50,000 شخصٍ على مهاراتٍ رقميَّةٍ متقدِّمةٍ، بما في ذلك مهارات الذَّكاء الاصطناعيّ، حيث تمَّ تدريب أكثر من 30,000 مهنيٍّ حتَّى الآن.
وهذه الجهود تسلِّط الضَّوء على التزام مايكروسوفت بتطوير مهارات الأفراد وتجهيزهم للمستقبل، ممَّا يضمن أنَّهم مستعدِّون لقيادة التَّحوُّل الرَّقمي والابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي.
وفي إطار جهودنا لنشر الوعي وتعزيز المهارات الرَّقميَّة، نشارك في مبادرة "جاهز" الوطنيَّة في دولة الإمارات، التي تستهدف تمكين موظَّفي الحكومة من اكتساب المهارات اللَّازمة للتَّعامل مع التَّقنيَّات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعيّ، كما يُعدُّ برنامج "طموح" خطوةً مهمَّةً نحو تمكين الشَّباب الإماراتيّ في جميع أنحاء البلاد بالمهارات التي تؤهِّلهم للمشاركة الفعَّالة في قيادة التّحول الرقمي المقبل للدَّولة، بما يشمل التَّعمُّق في مجالات السَّحابة والذَّكاء الاصطناعيّ.
إنَّ جهودنا المستمرَّة لتزويد الأفراد بالمهارات الرَّقميَّة لا تقتصر على تحسين قابليَّة التَّوظيف فحسب، بل تمتدُّ لتشمل إعداد جيلٍ جديدٍ قادرٍ على استخدام الذكاء الاصطناعي لمواجهة وحلّ التَّحدّيات العالميَّة الكُبرى، ومن خلال مبادرتنا العالميَّة للمهارات، التي تهدف إلى تمكين 25 مليون شخصٍ حول العالم بالمهارات الرَّقميَّة الجديدة، نعمل مع INJAZ Al-Arab لتعزيز معرفة الشَّباب في دول شمال أفريقيا بما في ذلك الجزائر، والمغرب، وتونس، ومصر، بالمهارات الرَّقميَّة.
عربية.Inc: كيف تُبرز مايكروسوفت التزامها بتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي كقوةٍ خيرٌ في المجتمعات حول العالم؟
مارك شعبان: نؤمن في مايكروسوفت بأنَّ للذكاء الاصطناعي قدرةٌ استثنائيَّةٌ على المساعدة في إيجاد حلولٍ لبعض أكبر التَّحدِّيات التي يواجهها العالم اليوم، مثل تَغيُّر المناخ، ويتجلَّى التزامنا بتوظيف الذَّكاء الاصطناعيّ لبناء مستقبلٍ أكثر عدالةً واستدامةً ومرونةً وأماناً من خلال مبادرتنا العالميَّة "الذكاء الاصطناعي من أجل الخير".
تجمع هذه المبادرة بين فريقٍ من علماء البيانات العالميين لتطبيق الذكاء الاصطناعي في مجالات الاستجابة الإنسانيَّة، والأمن الغذائيّ، والحفاظ على الطَّبيعة، وفي مصر، على سبيل المثال، يساعد مختبر "الذَّكاء الاصطناعيّ من أجل الخير" المزارعين في القطَّاع الزِّراعيّ من خلال تطبيق "هدهد"، المساعد الافتراضي للمزارعين باللُّغة العربيَّة، الذي يوفِّر إرشاداتٍ وبياناتٍ في الوقت الفعليِّ حول أفضل الممارسات الزّراعيَّة، ممَّا يمكن أكثر من 50 مليون مزارعٍ من تغطية 70% من الأراضي الزّراعيَّة عبر البلاد، ونحن أيضاً نوسِّع دعمنا للمزارعين في المنطقة من خلال منصَّتنا "FarmBeats" التي تستخدم الذكاء الاصطناعي، والتَّعلُّم الآليّ، وإنترنت الأشياء لمساعدة المزارعين على تحسين الإنتاجيَّة وخفض التَّكاليف.
مثالٌ آخر هو مؤسَّسة "Peace Parks Foundation"، وهي منظَّمةٌ غير ربحيَّةٍ في جنوب أفريقيا، تستفيد من حلول الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء من مايكروسوفت Azure لمساعدة الحرَّاس على توسيع نطاق عمليَّات صيانة الحدائق ومنع جرائم ضدَّ الحياة البريَّة، وبالشَّراكة مع Planet Labs، نطبّق تكنولوجيا الذَّكاء الاصطناعيّ وبيانات الأقمار الصناعيَّة لدعم مشاريع التَّكيُّف مع المناخ في أفريقيا.
كما أنَّ برنامجنا "الذكاء الاصطناعي من أجل الأرض" يستخدم الذكاء الاصطناعي لمواجهة التَّحدّيات البيئيَّة مثل تغيُّر المناخ، وإزالة الغابات، وفقدان التَّنوُّع البيولوجيّ، ومن خلال هذا البرنامج، نسعى لإيجاد حلولٍ مبتكرةٍ تستخدم الذَّكاء الاصطناعيّ لحماية كوكبنا، وضمان مستقبلٍ مستدامٍ للأجيال القادمة.
إلى جانب ذلك نلتزم بتعزيز جودة حياة الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي، وعلى سبيل المثال، أطلقنا أحدث إصدارٍ من تطبيق "Seeing AI"، وهو تطبيقٌ مجانيٌّ يساعد الأشخاص المكفوفين وضعاف البصر على التَّنقُّل في حياتهم اليوميَّة بسهولةٍ أكبر، من خلال قراءة النُّصوص وتعريف المنتجات، وسماع وصف الصُّور، وغير ذلك.
لمزيدٍ من الأخبار في عالم التكنولوجيا، تابع قناتنا على واتساب.