نظرية السيارة الحمراء: كيف تُعزّز التركيز وتحسّن الأداء؟
حتّى العقول المتمرّسة تُعاني من تحديّاتٍ في الحفاظ على التّركيز، ولكن باستخدام هذه النّظرية، يُمكن تعزيز الانتباه الانتقائيّ وتحقيق الأهداف بفعاليّةٍ
نظرية السيارة الحمراء أو ما يعرف بـ "Red car theory"هي مفهومٌ نفسيٌّ يشير إلى زيادة الوعي والتّركيز على شيءٍ معيّنٍ بعد أن يلفت انتباهك إليه. على سبيل المثال، بعد شراء سيارة حمراء، تبدأ فجأةً بملاحظة العديد من السيارات الحمراء الأُخرى حولك، رغم أنّك قد تكون لم تلاحظها من قبل، وتُعزى هذه الظّاهرة إلى "نظام تفعيل التّوعيّة"، وهو الجزءٌ من الدّماغ المسؤول عن تنبيهك إلى الأمور الّتي تُصبح ذات صلةٍ لك.
ما هي نظرية السيارة الحمراء؟
تتمحوّر نظرية السيارة الحمراء حول مبدأ التّركيز الانتقائيّ، حيث يبدأ الدّماغ في البحث بوعيٍ أو دون وعيٍ عن الأشياء الّتي تتعلّق باهتماماتنا الحاليّة، فعندما يصبح شيءٌ ما مهمّاً لك، مثل سيارة جديدةٍ أو موضوعٍ معيّنٍ، يوجّه عقلك الانتباه إلى كلّ ما يرتبط بهذا الشّيء، فيتم تجاهل بقيّة المعلومات أو الأحداث الّتي قد تكون موجودةً حولك.
كيفية تطبيق النظرية في بيئات العمل
يُمكن تطبيق هذه النّظريّة بشكلٍ فعّالٍ في بيئات العمل، فعندما يتمّ توجيه تركيز فريق العمل نحو هدفٍ معيّنٍ أو مشروعٍ مهمٍّ، يبدأ الفريق في ملاحظة التّفاصيل والفرص المتعلِّقة بتحقيق هذا الهدف، كما وتساعد هذه الطّريقة على تعزيز التّعاون، والابتكار، واكتشاف فرصٍ جديدةٍ غير واضحةٍ في البداية. فعلى سبيل المثال، إذا تمّ تحديد هدف زيادة الإيرادات، سيبدأ الفريق في ملاحظة الفرص الّتي قد تساعد على تحقيق هذا الهدف، حتّى وإن كانت بسيطةً أو غير ملحوظةٍ في الظّروف العادية.
تعزيز الإبداع والحلول
تُسهم النّظرية أيضاً في تعزيز الإبداع وحلّ المشكلات، فعندما يتمّ توجيه انتباه الأشخاص إلى موضوعٍ معيّنٍ، يبدأ الدّماغ في ملاحظة الرّوابط أو الحلول الّتي لم تكن واضحةً سابقاً، وهذا ما يجعل الفرق العاملة على مشاريع إبداعيّةٍ أو مبتكرةٍ أكثر قدرةً على إيجاد حلولٍ جديدةٍ أو تطوير أفكارٍ غير تقليديّةٍ.
نقائص نظرية السيارة الحمراء
رغم فوائدها، يُمكن أن تؤدّي هذه النّظريّة إلى ما يُعرف بالتّعصّب التّأكيدي، حيث يُركّز الشّخص بشكلٍ مفرطٍ على المعلومات الّتي تتوافق مع ما يتوقّعه أو يرغب في تحقيقه، متجاهلاً الإشارات الأُخرى الّتي قد تكون مهمّةً، قد يؤدّي ذلك إلى تجاهل الحلول البديلة أو تجاهل المخاطر الّتي قد تكون غير واضحةٍ بسبب التّركيز الضّيق.
من هو مخترع النظرية؟
نظرية السيارة الحمراء ليست معروفةً كمفهومٍ مستقلٍّ نشأ من شخصيّةٍ واحدةٍ، ولكنّها تستند إلى مبادئ علم النّفس الإدراكيّ، وخاصّةً تلك الّتي تتعلّق بآليات الدّماغ في تصفية المعلومات وتوجيه الانتباه.