NymCard: رحلة شركة إماراتية تعيد تعريف ريادة الأعمال في الشرق الأوسط
هدفٌ محددٌ وثقةٌ كبيرةٌ بالنفس تقود شركة نيم كارد إلى نجاحٍ كبيرٍ متجذّرٍ في المنطقة
الثّقةُ بالنّفسِ والإيمانُ بالقدرةِ على حلّ المشكلاتِ والاجتهادِ، انطباعاتٌ مبدئيّةٌ تتكّون داخلَ عقولنا، ونحن نقرأُ عن شركةِ نيم كارد أو نتابعُ تصريحات مؤسّسيها، فهي شركةٌ لا تطمح للوصولِ إلى أوروبا أو أميركا، إنّما تركّز على المنطقةِ الجغرافيّة الّتي يتواجد بها فريقها، وهو أمرٌ ربمّا لن تراه سوى في نيم كارد، الشّركة التي تشكلّ القراءةُ عنها درساً قيماً بالتّنميةِ البشريّةِ.
بدايات شركة NymCard
تأسّست شركة نيم كارد NymCard، عام 2018 على يدِ رائدا الأعمال عمر أنسي وأيمن شلهوب، وذلك بعد اكتشافِ فجوةٍ في السّوق، تحتاجُ إلى منصّةِ دفعٍ حديثةٍ ومرنةٍ، بإمكانها تلبية احتياجات الزّبائن والشّركات بالوقت ذاته في منطقةِ الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وتساعدُ نيم كارد، و هي مزوّد BaaS، شركات التكنولوجيا المالية في توصيلِ وتشغيلِ التّمويلِ الجاهزِ عبر تطبيقاتها من خلال واجهاتِ برمجةِ التّطبيقاتِ الحديثةِ، ما يساهمُ في زيادةِ تركيزِ العملاء على بناءِ عرضِ منتجاتهم، عوضاً عن التّشتت والتّعامل مع عمليّات الدّفع المُعقّدةِ. كما ونجحت نيم كارد بالحصولِ على ثقّة البنك المركزيّ لدولةِ الإمارات العربيّة المتّحدة، وهي اليوم المزوّدُ الوحيدُ في المنطقةِ الذي يخضعُ لرقابةِ البنك المركزيّ الإماراتيّ، كما أنّها عضوٌ في VISA وMasterCard.
تقدّم الشّركة النّاشئة العديدَ من الخدماتِ، فهي تساعدُ الشّركات أيّاً يكن نوعها في إطلاقِ منتجاتِ دفعٍ جديدةٍ بسرعةٍ قياسيّةٍ، مثل: بطاقات الشّحن والائتمان، والبطاقة المدفوعة مسبقاً، إضافةً إلى حلولِ الشّراء الآن والدّفع لاحقاً، كذلك العروض متعدّدةِ العملاتِ.
شراكات مهمة
من بينِ الشّراكاتِ العديدةِ الّتي أبرمتها نيم كارد، فإنّ شراكتها مع ماستر كارد تعتبرُ الأهمّ برأي الخبراء، حيثُ باتت -من خلال هذه الشّراكةِ- أوّل شركةِ تكنولوجيا ماليّة في الإماراتِ تحصلُ على ترخيصٍ من ماستر كارد لإصدارِ بطاقاتها، واختيرت كواحدةٍ من أفضل 10 شركات ناشئة في دولةِ الإماراتِ لعام 2023.
كما وقّعت نيم كارد مذكّرةَ تفاهمٍ مع المدفوعاتِ السّعوديةِ، وهي المشغّلُ الوطنيُّ لأنظمةِ المدفوعاتِ الوطنيّةِ في المملكةِ، بهدفِ تسهيلِ إدخالِ خدماتِ معالجةِ المدفوعاتِ وحلولها المُبتكرة للنّهوض بالقطّاع الماليّ في السّعودية، بما ينسجمُ مع أهدافِ رؤيةِ السّعودية 2030.
رؤية شركة نيم كارد
كيف يُمكنُ إنشاء منطقةٍ اقتصاديّةٍ واحدةٍ باستخدام التّكنولوجيا، لتمكينِ عملاء نيم كارد من التّوسع في جميعِ أنحاءِ المنطقةِ، هذا ما قاله الشّريك المؤسّس -عمر أنسي- في حديثهِ عن الرّؤية الّتي تقودهم في الشّركة.
كما تدركُ نيم كارد أهمّيتها في السّوق، لأنّها أساساً وُجدت لحلّ مشكلةٍ فيها، وتنطلقُ من أجل مهمّةٍ واضحةٍ للغايةِ، في تمكينِ الشّركات من إطلاقِ بطاقاتِ الدّفع السّلسة في أيّ مكانٍ بمنطقةِ الشّرق الأوسط وشمال إفريقيا كذلك في آسيا.
وبينما تستمرّ الشّركة في عملها بخطى واثقةٍ، أعلن بنك المشرق في دبي شهر فبراير عن الاستحواذِ على حصّةٍ في الشّركة، بهدفِ دعمِ آفاقِ نموِّ نيم كارد حينها، وهو ما حلّ تحدٍ كبيرٍ تواجههُ الشّركات النّاشئة، يتمثّل بكيفيّة تحقيق النّموِ السّريعِ.
حجم تمويل شركة NymCard
تتضاربُ قليلاً المعلوماتُ حول قيمةِ التّمويل الإجماليّ الذي حصلت عليه الشّركةُ، فبينما ذكرت الشّركة -في بيانٍ سابقٍ لها- أنّ قيمةَ التّمويلِ -الّذي جمعته حتّى الآن- يبلغ 35 مليونِ دولارٍ، وتفيدُ معلوماتٌ أخرى -ساقتها عدّة مواقع إلكترونيّة متخصّصة بريادةِ الأعمالِ- أنّ حجم التّمويل بلغ 36.1 مليونِ دولارٍ، وغالباً فإنَّ السّبب في هذا التّضاربِ بالمعلوماتِ، الجولة التّمويليّة الّتي قامت بها الشّركة، وقادها بنك المشرق في فبراير 2022، والّتي لم يُكشف عن حجمِها.
حصلت الشّركةُ النّاشئةُ على إجمالي تمويلٍ بقيمة 36.1 مليونِ دولارٍ أميركيٍّ، من 4 جولاتٍ قامت بها منذ تأسيسها عام 2018، أمّا آخر جولاتها التّمويليّة فجرت في عام 2022 الفائت، إذ حصلت خلالها نيم كارد على 22.5 مليونِ دولارٍ أميركيٍّ، وقاد الجولة: DisruptAD، وReciprocal Ventures، وShorooq Partners، إضافةً إلى Chimera، وDFDF، وKnollwood، وEndeavour Catalyst، وOTF Jasoor Ventures، وعدّة مستثمرين عائدين وجدد.
لكن الشّركة تهدفُ إلى أبعدَ من ذلكَ بكثيرٍ، حيث قال الشّريك المؤسّس، عمر أنسي: إنّهم في الوقتِ الّذي يتحرّكون فيه نحو سوقِ تمويلٍ مدمجٍ بنحو 7 تريليون دولارٍ، فإنّهم يهدفون إلى تطويرِ وتعزيزِ عروضنا لتحويلِ صناعةِ المدفوعات وخدمةِ احتياجاتِ عملائهم في المنطقةِ. وبحسبِ بيانِ الشّركةِ عقبَ جولةِ التّمويل الأخيرةِ، فإنّها ستستخدمُ أموالها الجديدة، لتعزيزِ تطويرِ منتجاتها وتوسيعِ تواجدها في الأسواقِ الحاليّةِ.
تحديات شركة نيم كارد
تكمنُ نقطةُ القوّة لدى نيم كارد، بكونها لا تطمحُ للانتشارِ العالميّ، إنّما تريدُ فقط تحقيقَ انتشارٍ واسعٍ في منطقتها المحليّة، أي الشّرق الأوسط وشمال إفريقيا. إذ إنّ اختيارّ الهدفِ بهذه الدّقة والوضوح، يعني غالباً النّجاح في تحقيقهِ عاجلاً أم آجلاً، وبما تمتلكه من شعبيّةٍ وشهرةٍ وانتشارِ في الوقت الرّاهنِ، تبدو الفرص كبيرةً وواعدةً في تحقيقِ الطّموحِ.
ويرى عمر أنسي، أنّ توسيعَ نطاقَ الأعمالِ التّجاريّةِ عبر سوق منطقة الشّرق الأوسط مهمّةٌ صعبةٌ للغايةِ، لذا فإنّه يقترحُ لحلِّ هذه المشكلةِ: التّعلم من أوروبا، رغمَ أنّ الأمرَ لن يكون سهلاً، على حدّ تعبيرهِ.
ويضيفُ كمثالٍ على حديثهِ: إنّ الفردَ يستطيعُ الحصولَ في أوروبا على رخصّةٍ واحدةٍ في دولةٍ واحدةٍ، وجواز سفرٍ يحملُ ترخيصاً في أكثر من 30 سوقاً، ويرى في هذا الأمرِ خطّةً مثاليّةً في الشّرق الأوسط، إلّا أنّه يدرك حجم التّعقيدات في تحقيقهِ.
وتحاولُ نيم كارد حلّ تلك المشكلة باستخدامِ التّنولوجيا، عبر الشّراكاتِ والعملِ بشكلٍ وثيقٍ مع الهيئاتِ التّنظيميّة والبنوك المحليّة في جميعِ أنحاءِ المنطقةِ، ممّا يسهّل على شركاتِ التّكنولوجيا الماليّة التي توقّع مع NymCard تمريرَ برامجها ومنتجاتها عبر جميعِ الأسواقِ.
التوجهات المستقبلية
بالإمكانِ اختصارُ التّوجهاتِ المستقبليّةِ للشّركةِ، بعبارةٍ جاءت على لسانِ مؤسّسها المشاركِ، عمر أنسي، الّذي قال: "نيم كارد لا تحاولُ خدمةَ العالمِ كلّه، وتركّز بشدّةٍ على حلِّ مشكلاتِ الشّرق الأوسط وشمال إفريقيا".
وأضاف حينها: "لن ترونا في أوروبا أو الولايات المتحدة، بل سنكونُ منخرطين بشدّةٍ في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، للتّأكد من أنّنا محليّون للغايةِ، للتّعامل مع المشكلاتِ الّتي تنفردُ بها منطقتنا".
لتحقيقِ تلك الرّؤية، يرى أنسي أنّ فريقَ العملِ بكامله، يجبُ أن يكونَ موجوداً فعليّاً في المنطقةِ المستهدفةِ، لذا فإنّهم يعملون يوماً بعد يومٍ لبناءِ العلاقاتِ مع الهيئاتِ التّنظيميّة والبنوك وفهم مشاكل العملاء، "وإلّا فإنّك لن تحلّ أي شيءٍ للمنطقةِ"، على حدّ تعبيرهِ.
مع هذا الكمّ من إدراكِ الهدفِ والثّقةِ الكبيرةِ بالّنفسِ، الّتي يتمتّع بها القائمون على نيم كارد، ربّما لن يطولَ الأمرُ قبل أن تحقّق الشّركةُ أهدافها، وتضربَ مثالاً آخر ناجحاً عن ريادةِ الأعمالِ سواء في الإماراتِ أو الشّرقِ الأوسطِ.
لمزيدٍ من النّصائح الرّيادية في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.