تصميم المنتجات البسيطة: درسٌ تقدّمه ميزة سرية في iPhone
اكتشف كيف حوّلت Apple متابعة الرحلات الجوية إلى تجربة بديهية سهلة الاستخدام
توجد لعبةٌ مسليَّةٌ تستحقُّ التَّجربة، ألا وهي استكشاف واجهة هاتفك الآيفون لاكتشاف ما قد يتجلَّى أمامك، فغالباً ما تصادف بالفعل خبايا ومزايا لم تكن تعي وجودها بمجرَّد النَّقر بصورةٍ عشوائيَّةٍ، وأحياناً تُضفي هذه المزايا ثراءً لا يُقدَّر بثمنٍ على روتينك اليوميّ، كمثالٍ على هذه المزايا الخفية، تلك التي تمكّنكَ من تتبُّع رحلتك الجويَّة بسلاسةٍ أثناء ترحالك. [1]
وإنَّني لأرى أنَّ هذه الميزة تعدُّ ثمينةً لسببين رئيسيين، أوّلهما، أنَّ من يسافر كثيراً، سيجد فيها أداةً لا غنى عنها، والأهمُّ من ذلك باعتقادي أنَّها تُعدُّ دليلاً على التَّميُّز في تصميم المنتجات، لكن سندرس هذه النُّقطة بعمقٍ فيما بعد، ودعونا الآن نبدأ بالتَّعريف بهذه الميزة أوّلاً.
إن كان بحوزتك رقم رحلتك مسجَّلاً في رسالةٍ نصيَّةٍ، يكفي أن تنقرَ عليه لتُفاجأ بخيار "معاينة الرّحلة"، وبالضَّغط على هذا الخيار، تُقدِّم لك لمحةً شاملةً عن رحلتك، تشمل توقيتها، وموقع الطَّائرة الحالي، ورقم بوابة الصُّعود، ويُطلعك على مكان استلام أمتعتك المسجَّلة، وهذه الميزة متاحةٌ كذلك في تطبيق البريد الإلكترونيّ من Apple، وأحد الدَّلائل على أهميَّة هذه المعلومة -والسَّببُ الذي يجعلها بالغةَ الفائدة لمن يرتادون الأسفار- هي إمكانيَّة إرسال رقم رحلتكم إليكم شخصيَّاً عبر رسالةٍ نصيَّةٍ أو بريدٍ إلكترونيٍّ، وهذا ما يمنحكم سبيلاً يسيراً لمتابعة معلومات رحلتكم بكلِّ يُسرٍ وسهولةٍ.
يحقُّ لي أن أعترف بجميل هذه الميزة إلى من أطلعني عليها، وهي، بكلِّ تواضعٍ والدتي التي أظنُّها تشعر بعظيم الفخر لإرشادها ابنها، الكاتب المتخصِّص في التِّقنيَّة، إلى ميزةٍ غابت عن باله، وبما أنَّي أقضي أوقاتاً طوالاً في استعراض مزايا الآيفون وما يمكن أن تقدِّمه من إمكانيَّاتٍ، فقد ظننت أنَّها إذا كانت غير معروفةٍ لي، فلعلَّها كذلك بالنّسبة لكم.
شاهد أيضاً: 5 ميزات موجودة في Samsung Galaxy S24 Ultra يجب أن يشملها iPhone الجديد
انظروا، إن كنتم من الَّذين يسافرون باستمرارٍ في رحلات عملٍ، فأنتم على يقينٍ من أهميَّة القدرة على متابعة معلومات رحلاتكم بسهولةٍ ويُسرٍ، فلقد كنت من المولعين بتطبيق Flighty، الذي يُعدُّ من الضَّروريَّات لكلِّ مسافرٍ متمرِّسٍ، وما زلت أكنُّ لهذا التَّطبيق كلَّ إعجابٍ وسأواصل استخدامه، ولكن بالنِّسبة لمن لا يودُّون إنفاق خمسين دولاراً سنويَّاً على تطبيقٍ لتتبُّع الرّحلات، فهذه الطَّريقة تعدُّ بديلاً متميَّزاً.
إنَّه كذلك نموذجٌ متميّزٌ لما تبرَعُ فيه Apple عن سواها، ألا وهو إبداع ميزاتٍ فائقةِ الرَّوعةٍ تؤدِّي المهام المرجوَّة منها على أكمل وجهٍ، وعند الضَّغط على رقم رحلةٍ، يبدو من المنطقيّ والبديهي أن تستطيعَ الحصول على معلوماتٍ تفصيليَّةٍ تخصُّ رحلتك، وليس هناك ما يشير إلى إمكانيَّة فعل ذلك، سوى أنَّ جهاز الآيفون يتعرَّف آليَّاً على أرقام الرِّحلات ويُحيلها إلى روابط قابلةً للنَّقر، وبمجرَّد الضَّغط عليها، تنكشف أمامك كلُّ المعلومات.
شاهد أيضاً: لماذا لا يزال منتج Apple الأوّل مهماً بعد 40 عاماً على إطلاقه؟
لطالما كان مبدأُ شركة Apple في العمل هو "سهولة الاستخدام"، وهذا ينطبق تماماً على العديد من ميزاتها سهلة الاستخدام، التي تختصر على المستخدمين الكثير؛ لأنَّها تُنجز بالضَّبط ما يتوقَّعونه منها، فمثلاً حاول أن تنسخَ نصَّاً ما على جهاز الماك الخاصّ بك، ستلاحظ أنَّك تستطيع لصقه على آيفونك بيسرٍ تامٍّ، اسحب المؤشِّر خارج حافَّة شاشة اللَّابتوب، وإذ به يظهر فجأةً على شاشة الآيباد.
صراحةً، هناك درسٌ قيّمٌ لكلِّ مؤسَّسةٍ تجاريَّةٍ يمكن استخلاصه، وهو أنَّ الجهود المبذولة في تصميم منتجاتٍ تتّسم بالبساطة وسهولة الاستخدام أمرٌ يستحقُّ كلَّ هذا العناء، ومع أنَّ تحويل هذه الميزات إلى أمورٍ واضحةٍ وسلسةٍ للمستخدمين تُعدُّ مهمَّةً شديدة التَّعقيد، لكنَّ Apple تتقن فنَّ بذل هذا الجهد لتعزيز تجربة استخدام الآيفون، كما أنَّه يجدر بكلِّ مؤسَّسةٍ أن تحذو حذوها وتتقنه.
لمزيدٍ من النصائح في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.