الخطوة الأولى نحو التميّز القيادي المستدام والأصيل
المفتاح يكمن في إدراك هويتك الحقيقية.
في أحدِ المهرجاناتِ التي حضرتها الأسبوعَ الماضي، كانت الفنّانةُ ريا مانا تُغنّي بكلّ شغفٍ وحماسةٍ: "تذكّر من أنتَ، تذكّر من أنتَ...". هذه الكلماتُ أثّرتَ فيّ بشكلٍ كبيرٍ، وجعلتني أدرك الأهميّةَ الكبيرةَ للعملِ الذي أقوم به في تدريبِ القادةِ المتميّزين وفرقهم. فمهمّتي الأساسيّةّ تتمثّلُ في دعمهم وتذكيرهم بأهميّةِ معرفةِ ذاتهم والثّقة بأنفسهم، سواءً على الصّعيد الفرديّ أو الجماعيّ.
أودّ أن أوضّحَ نقطةً مهمّةً: معرفتكَ بذاتكَ لا تقتصرُ على المنصبِ الوظيفيّ الذي تشغلهُ، سواءً كنتَ الرّئيسَ التّنفيذيّ أو نائبَ الرّئيس أو أيّ منصب آخر. كما أنّها لا تعتمدُ على عمركَ، أو مظهركَ، أو الثّقافةِ الّتي تنتمي إليها، بل من أنتَ في الحقيقةِ يعودُ إلى الهدفِ الذي تتواجدُ في هذه الحياةِ من أجلهِ، ودورك كقائدٍ، وكيفيّة ارتباطكَ بالعالمِ من حولكَ. وهذه الجوانبُ الأساسيّةُ من هويّتك قد تضيعُ أحياناً في ضجيجِ الحياةِ اليوميّةِ ومتاعبِ الأعمالِ.
لذا، من خلالِ وسائل مختلفة، مثل: الموسيقى، والفنون، والطّبيعة، والكتابات، وغيرها من الوسائلِ التي تلامسُ أعماقكَ وتوقظُ روحكَ، أنت مدعوٌّ للعودةِ إلى جوهركَ الحقيقيّ. عودةٌ إلى القلبِ، والنّظرِ إلى عملكَ بعيونٍ جديدةٍ، والتخلّصُ من المعتقداتِ والعاداتِ الّتي لم تعد تخدمكَ. التزم من جديدٍ بأن تكون القائدَ الذي تطمحُ له، وجدّد هذا الالتزام؛ تذكّر من أنتَ حقّاً، وضع قوّةَ الحبِّ في العملِ.
-
مَن أنت حقاً؟
-
ما هو العاملُ الذي يُبعِدك عن جوهر ِهويّتكَ؟
-
وما العنصرُ الذي يُعيدكَ إلى أصلكَ؟
خمس خطوات تساعدك على التمسك بذاتك
-
اكتشف جوهركَ: حدّد من ثلاث إلى خمس صفات تتميّزُ بها، وتظهرُ بوضوحٍ عندما تكونُ في أفضل حالاتكَ. استشر الأشخاصَ الذين تثقُ بهم للحصولِ على آرائهم أيضاً، أو تعاون مع مدرّبٍ تنفيذيٍّ لخوضِ عمليّةِ "اكتشف جوهرك" بشكلٍ مُنظّمٍ وشاملٍ، وحافظ على قائمةٍ بهذه الصّفاتِ أمامكَ لتذكيركَ بمن أنتَ.
-
قُد بغايةٍ: أكمل الجملةَ التّاليةَ عشر مرات متتاليةٍ: أنا هنا من أجل _________. قم بتكرارها أثناءَ القيادةِ، أو أثناءَ الاستحمامِ، أو الطّعامِ. كرّر العمليّةَ حتّى تصبحَ الإجابةُ مُلهمةً وواضحةً ومؤكّدةً، ثمّ شاركها مع فريقكَ وساعدهم على تحديدِ غايتهم أيضاً.
-
غذِّي روحكَ: دوّن قائمةً تحتوي على خمس نشاطاتٍ، كبيرةٍ أو صغيرةٍ، فهي مفيدةٌ لك على مستوىً عميق، وهي دائماً ما تلهمكَ وتربطكَ وتملؤك بالطّاقةِ. الآن، التزم بأداءِ نشاطٍ صغيرٍ هذا الأسبوع ونشاطٍ كبيرٍ هذا العام. حدّد موعدها في جدولكَ، ثمّ احصل على دعمِ من زميلٍ أو من شخصٍ عزيزٍ للقيامِ بالنّشاطِ الكبيرِ.
-
اعتنق مبادئ القيادةِ المدعومةَ بالحبّ: علماً بأنّ التمسّك بمن أنت هو العنصرُ الأساسيُّ للقيادةِ الحقيقيّةِ، اقرأ هذه المقالة للتعرّف أكثر على الأصالةِ والانتماءِ والتعاونِ كطريقةِ "أماري" لمؤسستك.
-
توسيعُ مجتمعِ القيادةِ الحقيقيّةِ: تواصل مع ثلاثةِ أشخاص تحترمهم وتثقُ بهم للانضمامِ إليكَ في هذه الرّحلة للتّركيزِ على جوهركَ لتكونَ في أفضل حالاتكَ. تحدّث معهم مرةً واحدةً في الأسبوعِ على الأقلِّ، حوّل جوهركَ، وغايتكَ، وكيفيّة تغذيةِ روحكَ، ثم ردّ لهم المعروفَ.
كقائدٍ، لديكَ سببٌ قويّ لتكونَ هنا ولتقومَ بما تقومُ به، استثمر في نفسكَ، وقدّم لها الدّافعَ، والحماسَ، والرّاحةَ، والتّجديدَ الذي تحتاجهُ لتتذكّر من أنتَ، حتّى تكونَ من أنتَ، ثم قُد من هذا الوعي، وألهم العالمَ.