إدمان العمل: النجاح المهني والتحديات الشخصية وراء الكواليس
تُسمّي آلي ويب "Alli Webb" -مؤسِّسة Drybar- العمل لساعاتٍ طويلةٍ "مخدراً"، ودراسةٌ جديدةٌ تؤكّد اعتقادها
بقلم جيسيكا ستيلمان Jessica Stillman، مساهمة في Inc.com
كمؤسّسةٍ لسلسلةِ العنايةِ بالشّعر النّاجحةِ نجاحاً باهراً "دراي بار Drybar"، تم تسليطُ الضّوء على آلي ويب "Alli Webb" في المجلّاتِ والمواقعِ الإلكترونيّةِ، بما في ذلك هذا الموقع، كرمزٍ للإنجازِ الرّيادي. وبعد بيع العلامةِ التّجاريّة مقابل 255 مليون دولارٍ في عام 2019، فإنّ ويب تستحقّ بالتّأكيد سمعتها كطفلةٍ ذهبيّةٍ في عالم الأعمال. ولكن كما تكتبُ ويب في مذكّرتها الجديدةِ "The Messy Truth" (الحقيقة المشوّشة)، كانت حياتها الشّخصيّة خلف الكواليسِ، في بعضِ الأحيان، أقلّ تألّقاً. [1]
مزدهرة في العمل، وتعاني في المنزل
في حديثها لنشرةِ أخبارِ "فورتشن" "Fortune's The Broadsheet newsletter "، تكشفُ ويب أنّه -مع انتشارِ أعمالها الّسريعِ- واجهت سلسلةً من التّحديّات الشّخصيّة، بما في ذلك فشلُ زواجها، ووفاة والدتها بسببِ السّرطان، ومعاناة ابنها الأكبر فيما يتعلّق بصحّتهِ النّفسيّة وإدمانهِ. فكيف تأقلمت ويب مع كلّ هذه الخسارةِ والألمِ؟ بالعملِ طوالَ الوقتِ.
تقول: "كانت Drybar هي حديثُ الجميعُ، وكانت مثيرةً للإعجابِ". وكانت السّاعات الطّويلة في الانهماك في العملِ وسيلةً لويب للابتعادِ عن التّحديات في المنزلِ. وهذا لم يكن استراتيجيّةً صحيّةً. "إنها نوعاً ما كالمخدّرات... إنّها مثل الإدمانِ"، تقول عن أسلوب حياتها المدمنِ على العملِ.
ولحسنِ الحظّ، دخلت ويب فيما بعد برنامج علاجٍ، وساعدت ابنها في العثورِ على موطئ قدمهِ، وتعلّمت كيفيّة تحقيقِ توازنِ صحيٍّ في حياتها، وتستحقّ ثلاثة هتافاتٍ لها. ولكن بينما يبدو أنّ ويب انبعثت من إدمانِ العملِ بروحٍ جديدةٍ، ولا يزال هناك الكثيرُ من روّاد الأعمالِ الآخرين يغرّقون أنفسهم في العملِ المستمرّ بينما تنهارُ حياتهم الشّخصيّة.
وتظهرُ الأبحاثُ الجديدةُ أنّ ويب قد تكون على حقٍّ، إنّ إدمانَ العملِ حقّاً يشبهُ المخدّرات، حيث يعملُ بنفسِ الطّريقة المدمّرةِ، مثل أيّ إدمانٍ غير صحيٍّ آخر.
وفقاً للعلم: إدمان العمل مثل أيّ إدمان آخر
الارتباطُ بين إدمانِ العملِ والإدمانِ واضحٌ في الاسم، ولكن هل هذا مجرّدُ تعبير، أم أنّ استحواذَ العملِ عليك باستمرارٍ هو حقّاً إدمان مثل أيّ إدمانٍ آخر؟ للتّحققِ من ذلك، تابعَ ثلاثةُ باحثين إيطاليّين مؤخّراً 139 موظّفاً مكتبيّاً، ليس فقط بقياس مدى هوسهم بعملهم، ولكن أيضاً باستخدامِ تطبيقٍ لرصدِ مزاجهم طوالَ اليوم.
قد تعتقدُ أنّ مدمني العملِ يعملون كثيراً، لأنّهم يحبّون العملَ، ولكن لم يكن هذا ما وجدته النّتائج، التي نُشرت مؤخّراً في مجلّةِ علمِ نفسِ الصّحة المهنيّةِ "Journal of Occupational Health Psychology".
كما يوضّح أحد مؤلفيّ الدّراسة، كريستيان بالدوتشي "Cristian Balducci" من جامعة بولوني: "تظهرُ البياناتُ الّتي جمّعوها أنّ العاملين الأكثر إدماناً للعملِ لديهم إجمالاً مزاجٌ أسوأ من الآخرين"، لذا، لا يبدو أنّ الأشخاصَ الذين يعانون إدمانَ العملِ يستمتعون بشكلٍ أكبر بنشاطهم الوظيفيّ".
وفي الواقع، تُظهر البياناتُ عكسَ ذلك تماماً، مثل: أيّ إدمانٍ آخر، قد يكون إدمانُ العملِ مثيراً في البدايةِ، ولكن بالنّسبةِ لمعظمِ النّاس، يتحوّل بسرعةٍ إلى هوسٍ لمتابعةِ النّشاط، حتّى وإن كان ذلك يجعلكَ تعاني من النّاحيةِ الموضوعيّةِ، أو بعبارةٍ أخرى، ويب Webb على حقٍّ، ويمكنُ أن يكون العملُ فعلاً مثل مخدّرٍ لبعضِ الأشخاصِ، مع كلّ ما يتضمّنه الإدمانُ من فقدانٍ للسّيطرةِ وآثارٍ سلبيّةٍ على العاملٍ وأحّبائهِ.
هل هو نشاط زائد أم إدمان؟
ما الّذي ينبغي أن نستنتجهُ من كلّ هذا؟ تُظهر النّهايةُ المتفائلةُ لمعاناةِ ويب مع الإفراطِ في العملِ، أنّه من الممكنِ بالفعلِ التّحرر من الهوسِ غير الصحيّ بالعملِ، ولكن الخطوة الأولى للقيامِ بذلكّ هي بالتّأكيد: أن تدركَ أنّ ما تفعلهُ هو هوسٌ غير صحيّ بالعملِ، وليس مجرّد قدْرٍ مثيرٍ للإعجابِ من النّشاط الزّائد.
نأملُ أن تدفعَ شهادةُ ويب، وهذا البحثُ الجديدُ، بعضَ روّاد الأعمالِ الّذين يجدون أنفسهم يعملون طوال الوقتِ، وهم يعانون أثناء القيامِ بذلك، للنّظر فيما إذا كانوا حقّاً يتحكّمون في علاقتهم بالعملِ، أم أنّهم ربمّا يستخدمون ساعاتِ العملِ الطّويلة للتّهرب من مشاكلٍ في مجالاتٍ أخرى من حياتهم.
إذا كان شيءٌ من مراجعةِ الذّات يجبرك على رؤية نفسكَ في قصّة ويب، فقد حان الوقتُ لاتّباعِ مثالها كقدوةِ وإعادةِ التّفكير في كيفيّة التّعاملِ مع العملِ.
لمزيدٍ من النّصائح الرّيادية في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.