الرئيسية الريادة هل استخدام الرموز التعبيرية يحلّ سوء التفاهم بين الموظفين؟

هل استخدام الرموز التعبيرية يحلّ سوء التفاهم بين الموظفين؟

دراسةٌ جديدةٌ تكشف عن دور الرموز التعبيرية في تحسين التّواصل وتقليل سوء الفهم بين الزّملاء في بيئات العمل المختلفة

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

يُعدُّ سوء التّفاهم في مكان العمل من أكثر المشكلات شيوعاً، وقد يُؤدِّي إلى إهدار وقتٍ ثمينٍ، ويُؤثِّر سلباً على كفاءة العمل، إذ أظهرت دراسةٌ جديدةٌ أنَّ استخدام "الرموز التعبيرية" (Emojis) قد يكون حلّاً فعّالاً لتقليل هذا التّوتر وتحسين التّواصل بين الموظفين. وفي هذا المقال، سنتناول أهميّة التّواصل الواضح في مكان العمل، ونُسلِّط الضّوء على كيفيّة استخدام الرموز التعبيرية لتجنُّب سوء الفهم، مع توضيح الفجوة العمر وتأثيرها على هذا النّوع من التّواصل.

مشكلة سوء الفهم في التواصل المكتوب

أجرى الباحثون في شركة تطوير البرمجيَّات "أطلسيان" (Atlassian) دراسةً شملت موظَّفي المعرفة من عدّة دولٍ، مثل: الولايات المتّحدة، فرنسا، ألمانيا، الهند، وأستراليا. وخلصت الدّراسة إلى أنَّ الموظّفين يخسرون سنويّاً أكثر من 40 ساعةً في محاولاتٍ لفكّ شيفرة الرّسائل المكتوبة غير الواضحة، ويُعادل هذا الوقت أسبوع عملٍ كاملٍ ضائعاً؛ بسبب عدم وضوح الرّسائل المكتوبة، ممّا يُؤثِر سلباً على كفاءة العمل، ويُسبّب شعوراً بالإحباط لدى العاملين.

قال أكثر من ثلثي المشاركين في الدّراسة إنّهم يُواجهون صعوبةً في فهم الرّسائل المكتوبة عدّة مراتٍ في الشّهر، والبعض يُعاني من هذه المشكلة بشكلٍ يوميٍّ، حيث وصفت مولي ساندز، رئيسة مختبر العمل الجماعي في أطلسيان، هذا العبء بأنَّه ليس فقط مجرد إهدارٍ للوقت، بل هو عبءٌ عاطفيٌّ أيضاً، حيث يُؤدِي سوء الفهم إلى توتر العلاقات بين الزّملاء وزيادة الضّغط النّفسيّ.

دور المشاعر والرموز التعبيرية في تحسين التواصل

أشارت الدّراسة إلى أنَّ الفرق الّتي تُشجَّع على دمج المشاعر في رسائلها، تُصبح أكثر إنتاجيَّةً بنسبة ثلاث مراتٍ، إذ إنّ إضافة المشاعر تجعل الرّسائل أكثر وضوحاً، وتجعل المُرسل والمتلقّي أكثر تفهّماً للمقصود من النصّ، إذ تعدّ الرموز التعبيرية -بحسب الدّراسة- وسيلةً فعَّالةً لتحقيق هذا الهدف، حيث أفاد 65% من المشاركين أنّهم يستخدمونها بالفعل، فيما قال 78% منهم إنّهم يميلون لفتح الرّسائل الإلكترونيَّة أو الدّردشة الّتي تحتوي على رموز تعبيرية.

ورغم أنَّ البعض قد يعتبر الرموز التعبيرية "خدعةً رخيصةً"، إلّا أنَّ ساندز ترى أنَّها فعّالةٌ جدّاً في تحسين وضوح الرّسائل. ومع ذلك، لوحظ وجود فجوةٍ عمريّةٍ بين من يُفضلون استخدام الرموز التعبيرية؛ فقد أفاد 88% من المُشاركين من الجيل Z أنّهم يرون في الرموز التعبيرية أداةً مفيدةً، مقارنةً بـ 49% فقط من الجيل الأقدم.

التحديات المصاحبة لاستخدام الرموز التعبيرية

رغم فوائد الرموز التعبيريَّة، إلّا أنَّها قد تُسبِّب بعض الالتباس أيضاً، إذ كشف تقريرٌ صادرٌ عن "Preply"، وهي منصّةٌ لتعلُّم اللّغات عبر الإنترنت، أنَّ 81% من المشاركين أصيبوا بالارتباك بسبب استخدام الآخرين للرموز التعبيرية، كما ذكر نحو نصفهم أنَّ هذا الالتباس أدَّى إلى مواقف غير مريحةٍ. على سبيل المثال، قد يفهم البعض رمز المال المُجنّح على أنَّه رمزٌ للخسارة، بينما يراه آخرون رمزاً للرّبح. كذلك، فإنَّ رمز الهواء قد يعني الاندفاع للبعض، فيما يراه آخرون تعبيراً ساخراً عن إطلاق الرّيح. إذن، قد تُؤدِي هذه الاختلافات في التّفسير إلى سوء تفاهمٍ أكبر بدلاً من تحسين التّواصل.

توصياتٌ لتحسين التّواصل المكتوب

إلى جانب استخدام الرموز التعبيرية، يُنصح الخبراء بالحرص على مشاركة المعلومات بشكلٍ واضحٍ وتجنُّب اللّغة الغامضة، إذ تشير ساندز إلى أنَّهُ في عصر التّطبيقات المتعدّدة والعمل عن بعد، يجب على العاملين أن يكونوا أكثر دقةً في اختيار الكلمات الّتي يستخدمونها وطريقة إيصال الرّسالة. كما يجب على الموظفين أن يكونوا مُدركين لأهميّة وضوح الرّسائل المكتوبة، سواء كان ذلك عن طريق استخدام كلماتٍ واضحةٍ أو دمج المشاعر والرموز التعبيرية الّتي قد تُساهم في إيصال النّية الحقيقيّة وراء الرّسالة.

في نهاية المطاف، يتضّح أنَّ التّواصل المكتوب الواضح يُمثّل مفتاحاً أساسيّاً لتعزيز الإنتاجيَّة وتقليل التّوتر في مكان العمل. وعلى الرّغم من أنَّ استخدام الرموز التعبيرية قد يكون أداةً مفيدةً لتحقيق هذا الهدف، إلّا أنَّهُ من الضّروريّ أيضاً أن يتمَّ استخدامها بحذرٍ مع تفهّم السّياق الثّقافيّ والجيليّ المختلف لضمان تجنُّب سوء الفهم.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: