هل بات الذكاء الاصطناعي شريكاً لا غنى عنه في عالم الأعمال؟
اكتشف كيف يُغيّر الذكاء الاصطناعي ملامح الاقتصاد، ويعيد تشكيل مستقبل الأعمال!
من الصَّعب الآن التَّمييز بين الذكاء الاصطناعي والبشر في المحادثات، ممَّا يشيرُ إلى ضرورةِ استغلالِ هذه التِّقنيَّة لتحسين الأعمال التّجاريّة، إذ يتوقَّع العديدُ من الخبراء، مثل رائد الأعمال Elon Musk والمخترعِ Ray Kurzweil، أنَّ الذكاء الاصطناعي سيصلُ إلى مستوى الذَّكاء البشريّ، وربَّما يتجاوزهُ في وقتٍ قريبٍ، ربَّما بحلول عام 2027، وعندما يحدثُ ذلك، سيكون حدثاً فارقاً، حيثُ قد يُصبح الذكاء الاصطناعي أكثر فائدةً في مكان العمل، ممَّا سيؤدّي إلى تغييراتٍ جذريَّةٍ في الاقتصاد. [1]
تشيرُ أبحاثٌ حديثةٌ إلى أنَّ روبوتات المحادثة قد وصلت بالفعلِ إلى مستوى الذَّكاء البشريّ في بعض النَّواحي، ممَّا يستدعي الانتباه من الجميع، بدءاً من السّياسيين ووصولاً إلى الشَّركات الكبرى والصُّغرى، فقد أثبت نموذج GPT-4 من OpenAI قدرتهُ على خداع النَّاس ليعتقدوا أنَّه بشريٌّ في أكثر من نصفِ الحالات.
شاهد أيضاً: ما هي أفضل 4 استخدامات للذكاء الاصطناعي في الأعمال؟
وفي تقريرٍ نشرهُ موقع TechRadar، أجرى خبراءٌ من قسم علومِ الإدراكِ في جامعة كاليفورنيا، سان دييغو، اختبارَ "Turing" الكلاسيكيّ لمقارنةِ أنظمةِ المُحادثة الحديثةِ بالتَّفاعل مع شخصٍ حقيقيٍّ، وشارك في التَّجربة 500 شخصٍ أجروا محادثاتٍ نصيَّةً لمدَّةِ خمس دقائق، وكان عليهم تحديدُ ما إذا كانوا يتحدَّثون مع إنسانٍ أو ذكاءٍ اصطناعيٍّ وتوضيح السَّبب، وتضمَّنت التَّجربة محادثاتٍ مع أشخاصٍ حقيقيّين، ونموذج GPT-3.5 أو GPT-4 من OpenAI، بالإضافةِ إلى ELIZA، وهو روبوت محادثةٍ تمَّ تطويره في السِّتينيَّات من قبل معهد ماساتشوستس للتُّكنولوجيا.
كانت النَّتائج مذهلةً، حيث تمكَّن المشاركون من التَّعرُّف على البشر بنسبة 67% من الحالاتِ، وهو ما يُعدُّ منطقيّاً؛ نظراً لقدرتِنا على ملاحظة التَّفاصيل الدَّقيقة الَّتي تُميِّز التَّفاعل البشريَّ، أمَّا ELIZA، فقد كانت تُعدُّ بشريَّةً بنسبة 22% من الوقتِ، وهو أداءٌ جيدٌ لتقنيةٍ عمرها 60 عاماً، ولكنَّ نموذج GPT-3.5 من ChatGPT اعتُبر بشريّاً في نصف الحالات، ونموذج GPT-4 في 54% من الحالات، وأشارت TechRadar إلى أنَّ المشاركين في تجربة سان دييغو كانوا يتمكَّنون عن طريق الصُّدفة لا أكثر في تحديد GPT-4 كذكاءٍ اصطناعيٍّ.
شاهد أيضاً: إطلاق "ياسمينة" المساعد الذكي الاصطناعي الشبيه بالبشر
يُعدُّ اختبار Turing، الَّذي سُمي باسم رائد الحوسبة Alan Turing، معياراً أساسيّاً لتحديد مدى ذكاء الذكاء الاصطناعي، وعلى الرَّغم من اقتراح مصطفى سليمان، المؤسِّس المشارك لقسم الذكاء الاصطناعي DeepMind في Google، لمعيارٍ حديثٍ يقيسُ ما إذا كان الذَّكاء الاصطناعيِّ يُمكن أن يعملَ كمديرٍ تنفيذيٍّ، يظلُّ اختبار Turing ذا قيمةٍ؛ ونظراً لأنَّ العديد من التَّفاعلات مع أنظمة الذَّكاء الاصطناعيّ الحاليَّة تتمُّ عبر الدَّردشة النَّصيَّة، فإنَّ فشلَ العديد من المشاركين في تجربة سان دييغو في التَّمييز بين روبوت الدَّردشة والإنسان هو أمرٌ ذو دلالةٍ.
الدُّروس المُستفادةُ من التَّجربة واضحةٌ: الذكاء الاصطناعي ليس مجرَّد "ضجَّةٍ إعلاميَّةٍ"، فمع استمرارِ إصدارِ نماذج ذكاءٍ اصطناعيٍّ أكثر تقدُّماً، مثل النَّموذج الجديد GPT-5 من ChatGPT الَّذي سيصدرُ قريباً، ستصبحُ هذه الأنظمة أكثر إقناعاً بكونها بشريَّةً؛ لذا، إذا كانت شركتُكَ تتأخَّرُ في اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي، فمن الأفضل الإسراع في تلك العمليَّة لتجنُّب التَّخلُّف عن المنافسين.
أو يُمكنك اختيار تجنُّب تقنية الذكاء الاصطناعي تماماً وتوظيف موظَّفين بشريّين فقط والتَّمييز بينك وبين الشَّركات المنافسة من خلال التَّرويج للمنتجات الَّتي يتمُّ إنتاجها بواسطة البشر فقط، ولكن إذا اخترت هذا الطَّريق، يجب أن تتعلَّمَ من أخطاء Samsung وLG القديمة. فقبل حوالي 10 سنواتٍ، حاولت كلتا الشَّركتين استخدام شعاراتٍ غير موفَّقةٍ لهواتفها الذَّكيَّة، مثل شعار "مصمِّمٌ للبشر"، الذي يجعلكَ تتساءل إذا كانت الهواتفُ الأُخرى مخصَّصةً للكائنات الفضائيَّة، وشعار "الهاتف الأكثر إنسانيّةً على الإطلاق"، الَّذي لم يكن شعاراً ناجحاً في حملاتها التّسويقيَّة، ما يدفعنا إلى القول إنَّه ربُّما كان من الأفضل اختبار تلك الشِّعارات مع روبوت دردشة ذكاءٍ اصطناعيٍّ.