هل تأسيس شركة تعتمد على الذكاء الاصطناعي أمر يستحق المجازفة؟
مع المشهد غير المؤكد لتمويل المشاريع والقيود القانونية المحتملة في المستقبل، قد تكون هذه مراهنة ذات مخاطر
كتبَ المُلحّنُ والخبيرُ التّقني إد نيوتن-ريكس في بدايةِ هذا الأسبوع على منصّة إكس (تويتر سابقاً): أنّه سيتركُ منصبهُ كنائبِ رئيسِ وحدةِ الصّوت في شركة ستابيليتي إي.آي (Stability AI)، وهي شركة ناشئة تعتمدُ في أعمالها على منصّة بالو ألتو (Palo Alto) للأمنِ السّيبراني، والتي اشتهرت ببرمجياتِ توليدِ الصّور (Stable Diffusion). [1]
يقول نيوتن-ريكس: "أنا فخورٌ بأنّنا تمكّنا من إطلاقِ أحدثِ منتجٍ لتوليدِ الموسيقى بواسطةِ الذكاء الاصطناعي، والذي جرى تدريبهُ على بياناتِ تدريبٍ مُرخّصةٍ، وتمت مشاركةُ الإيراداتِ من النّموذج مع أصحابِ حقوق الملكيّة الفكريّة". ومع ذلك، صرّح ريكس: أنّه أصبح قلقاً بشكلٍ متزايدٍ من "الرّأي السّائد حول الاستخدامِ العادلِ في الشّركة." إذ اتّخذت ستابيليتي إي.آي موقفاً يُفهم بأن استخدام أعمال الفنّانين والكتّاب والموسيقيين، لتدريبِ نماذجها الذّكيّة التوليديّة، يجبُ أن يُعتبرَ "استخداماً عادلاً " بموجبِ قانون حقوقِ الملكيّة الفكريّة، وأن هؤلاء الأشخاص الذين أنشؤوا هذه الأعمال ليس لهم الحقّ في التّعويض.
شاهد أيضاً: كيف تطلق العنان لإمكانيات عملك بالذكاء الاصطناعي
وحتى الآن، استخدمت العديدُ من الشّركات معلوماتِ حقوقِ الملكيّة المأخوذةِ من الإنترنت أو مجموعاتِ صورٍ مِتخصّصةٍ لتدريبِ نماذجها، أو قامت بإنشاءِ أدواتٍ استناداً إلى تلك النّماذج. وكانت الإضرابات الأخيرة التي قام بها كتّاب وممثلو هوليوود مدفوعةً إلى حدٍّ ما من مخاوفِ بأن تُستبدلَ أعمالهم بنظمِ الذكاء الاصطناعي.
وفي أيلول سبتمبر، رفعت مجموعةٌ من الكتّاب دعوى قضائيّةً بشأن حقوقِ الملكيّة ضد شركة OpenAI، وهي الشّركة المُبتكرة لأداة ChatGPT الشّهيرة، بتهمةِ استخدام أعمالهم في تدريب نظم OpenAI. وإذا نجحت الدّعوى القضائيّة، يُمكن أن تؤثّر "تأثيراً جوهرياً على هذا المجال"، كما أوضحَ جيمس جريملمان، أستاذ القانون الرّقميّ والمعلوماتِ في كليّة القانونِ بجامعةِ كورنيل، لشبكة ABC News.
شاهد أيضاً: كيف تتعامل مع فجوات ChatGPT في المنطق وتوليد اللغة؟
بدأ المشرّعون، خاصّةً في الولايات المتحدة والاتّحاد الأوروبي، في النّظر في كيفيّة تحديثِ قوانينِ حقوق الملكيّة لعصر الذكاء الاصطناعي التوليدي، وكذلك ما إذا كانت الأدواتُ توفّر حمايةً كافيةً للمستهلكينِ والفئات الضّعيفة من الضّررِ.
وكان الرّأسمالي المغامر لينوس ليانج قد صرّح لمجلة Inc. في وقتٍ سابقٍ هذا العام، أنّ الذكاء الاصطناعي التوليدي جعل من إطلاقِ شركة تكنولوجيا أمراً أقلّ تكلفةً وأسرع من أي وقتٍ مضى. ولكن مدى قوّة بقاء تلكَ الشّركات هي مسألةٌ غير محسومة، خاصّةً إذا ارتفعَ ثمنُ تكاليف الأدواتِ التي يستخدمونها أو أُخضعت لقوانينٍ أشدّ صرامةً.
شاهد أيضاً: هذا هو الهدف من الذكاء الاصطناعي التوليدي: هو المستقبل بعد نهاية SaaS
وحتّى الآن، كان التمويل لشركاتِ الذكاء الاصطناعي يُمثّلُ نقطةً إيجابيّةً ضمن مشهدٍ صعبٍ على النّقيضِ من ذلك. إذ انخفضت التّمويلات الإجماليّة من رأس المال الاستثماري بنسبةِ 50% في النّصف الأوّل من هذا العامِ، ولكن ربع المبلغِ الذي تم استثماره هذا العام ذهبَ إلى شركاتِ الذكاء الاصطناعي، وهو ضعفُ معدّل العام الماضيّ، وفقاً لبياناتِ Crunchbase. ومع ذلكَ، يرى الكثيرون أن الذكاء الاصطناعي أحدثَ ضجةً مبالغاً بها، قد يجري تداركها قريباً، خاصةً مع عملِ الشّركات على تطويرِ منتجاتٍ مُتشابهةٍ.
وكان ديس تراينور، مؤسّس ومدير استراتيجيّة شركة Intercom، التي تعتمدُ على الذكاء الاصطناعي في منصّة خدمة العملاء، قد صرّح لمجلة Inc. في يوليو أنّ: "ضمان تقليصِ عدد الشّركات الموجودةِ هي مسألةٌ حتميّةٌ".