الرئيسية الريادة هل تؤثر وظيفتك على جودة نومك؟ إليك الحلول المثالية

هل تؤثر وظيفتك على جودة نومك؟ إليك الحلول المثالية

تزيد الوظائف المكتبيّة من مشاكل النّوم بنسبة 37%، لكن يمكنك اتّخاذ خطواتٍ بسيطةٍ لاستعادة نومٍ صحيٍّ وتحسين إنتاجيتك اليوميّة

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

يواجه الأشخاص الّذين يعملون جالسين على مكاتبهم احتمالاً أكبر بنسبة 37% للإصابة بمشاكل النوم مقارنةً بمن يعملون في وظائف أكثر نشاطاً؛ هذا ما كشفته دراسةٌ جديدةٌ تابعت أنماط النّوم لدى 1297 موظّفاً على مدار عشر سنواتٍ.

ولكن إن كنت، مثل العديد من النّاس، تعمل في وظيفةٍ تتطلّب الجلوس أمام المكتب لفتراتٍ طويلةٍ، فلا يعني ذلك بالضّرورة أنّ مصيرك هو المعاناة من قلّة النّوم، إذ هناك بعض التّغييرات البسيطة الّتي يُمكن أن تحدث فرقاً ملحوظاً في تحسين جودة نومك وتقليل الآثار السّلبيّة للجلوس المستمرّ.

وللكشف عن العلاقة بين طبيعة العمل وجودة النّوم، حلّل فريقٌ من الباحثين بقيادة كلير سميث، الأستاذة المساعدة في علم النّفس "بجامعة جنوب فلوريدا" (University of South Florida) بيانات دراسة "منتصف العمر في الولايات المتّحدة". جمعت هذه الدّراسة معلوماتٍ مفصّلةً من عيّنةٍ شملت 1297 شخصاً عاملاً، ثمّ أعادت متابعتهم بعد عشر سنواتٍ، حيث صنّف الباحثون المشاركون إلى ثلاث فئاتٍ: نائمون جيّدون، ونائمون يعانون من الأرق، ونائمون تعويضيّون، وهم الّذين لا يحصلون على قسطٍ كافٍ من النّوم ليلاً، ولكنّهم يعوّضون ذلك بالقيلولات أو بالنّوم لساعاتٍ أطول خلال عطلة نهاية الأسبوع.

كشفت النّتائج واقعاً غير مبشّرٍ. كما هو متوقّعٌ، عانى العاملون في الورديّات غير المنتظمة -مثل العمل اللّيليّ- من اضطرابات النّوم، ممّا جعلهم أكثر عرضةً لأن يكونوا ضمن فئة النّائمين التّعويضيّين. كما أظهرت الدّراسة أنّ الموظّفين الّذين يعملون في وظائف مكتبيّةٍ كانوا أكثر عرضةً للإصابة بالأرق بنسبة 37% مقارنةً بالعيّنة الكلّيّة. والأسوأ من ذلك، أنّ 90% ممّن واجهوا صعوباتٍ في النّوم عند بداية الدّراسة استمرّت معاناتهم بعد عشر سنواتٍ. وبمجرّد أن يترسّخ اضطراب النّوم، يصبح من الصّعب جدّاً استعادة نمط نومٍ صحّيٍّ.

إذاً كيف تنام بسهولةٍ؟

لا يعتمد النّوم الصّحيّ فقط على عدد السّاعات الّتي ينامها الشّخص، بل يشمل أيضاً مدى سهولة الاستغراق في النّوم، والقدرة على النّوم المتواصل، والانتظام في مواعيد النّوم، وفقاً لما أوضحته سميث لمجلّة "مينز هيلث" (Men’s Health) وأضافت: "تصميم بيئة العمل الحاليّة يشكّل تهديداً خطيراً وطويل الأمد لصحّة النّوم".

لا يمكنك، للأسف، تغيير وظيفتك فقط لتحسين جدول نومك. وإذا كُنت تحبّ عملك، فقد لا ترغب في تغييره أصلاً. ولكن، هل يمكنك فعل شيءٍ لتقليل التّأثير السّلبيّ للوظائف المكتبيّة على النّوم؟

وفقاً لسميث، الإجابة هي نعم، إذ تنصح أوّلاً باتّباع جميع الإرشادات المعروفة باسم "نظافة النّوم"، والّتي تشمل جعل غرفة نومك مظلمةً وباردةً، والتّوقّف عن استخدام الشّاشات قبل النّوم بساعتين، والحفاظ على وقتٍ ثابتٍ للنّوم والاستيقاظ يوميّاً.

كيف تساعدك التّغييرات البسيطة على النّوم بشكلٍ أفضل؟

يمكنك، إلى جانب ذلك، إدخال بعض التّعديلات على يوم عملك لتحسين نومك. وإذا كنت تقضي ساعاتٍ طويلةً جالساً أمام مكتبك، فاحرص على أخذ استراحاتٍ متكرّرةٍ للحركة، وامش قليلاً في الخارج أو حتّى داخل المكتب. وإذا أمكن، ضع سماعات الأذن وارقص لبضع دقائق على أنغام موسيقاك المفضّلة، إذ يمكن لهذه الأنشطة أن تساعدك على الشّعور بالنّعاس عندما يحين وقت النّوم. كما يساعدك أيضاً النّشاط البدنيّ في تحسين الدّورة الدّمويّة والحفاظ على مرونة جسمك، ممّا قد يقلّل من الآلام الّتي قد تمنعك من النّوم ليلاً.

لكن السّؤال الأهم هنا، لماذا يعدّ النّوم الجيّد ضروريّاً للإنتاجيّة؟ يدرك روّاد الأعمال وقادة المؤسّسات، وهم غالبيّة المشتركين، أهمّيّة النّوم الجيّد في الحفاظ على الإنتاجيّة والفعّاليّة في القيادة. لذلك، يعدّ اتّخاذ خطواتٍ لمواجهة آثار الجلوس الطّويل على جودة النّوم بدايةً ممتازةً، فالعمل في وظيفةٍ مكتبيّةٍ لا يعني أن تكون مضطرّاً للتّضحية بنومك وصحّتك. كما أنّ إدخال تغييراتٍ بسيطةٍ في نمط حياتك ويوم عملك يمكنه أن يحسّن نومك بشكلٍ كبيرٍ، ويزيد من طاقتك وإنتاجيّتك، ممّا يساعدك في التّوازن بين الصّحّة والنّجاح المهنيّ.

ابدأ الآن بتطبيق بعض الحلول البسيطة، مثل أخذ استراحاتٍ منتظمةٍ للحركة، وتخفيض التّعرّض للشّاشات قبل النّوم، والالتزام بجدول نومٍ منتظمٍ. كلّ خطوةٍ صغيرةٍ تتّخذها ستقرّبك من نومٍ أفضل، وحياةٍ أكثر توازناً وإنتاجيّةً.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: