علم الأعصاب ينصح بتجربة هذه العادات البسيطة لتجنب النسيان
تزداد احتمالية قيامك بالأمور إذا كانت بسيطة
بقلم بيل ميرفي الابن Bill Murphy JR، مؤسس موقع أندرستاندبلي Understandably ومحرر مساهم في Inc
إن كنتَ تدير عملاً، فلديكَ الكثير من الأمورِ التي تشغل بالك، ومن السّهل أن تنسى بعض الأمورِ من دقيقةٍ لأخرى: [1]
- ينبهونك أن تستخدم كلمة مرور فريدة لخدمة مهمة على الإنترنت، فتفعل ذلك؛ لكنّك بعد ذلك لا تستطيع تذكرها.
- تلتقي بمجموعةٍ من الأشخاصِ الرّائعين في حدثٍ على الإنترنت. يقول لك أحدهم "رجاءً اتصل بمساعدتي، واحصل على جدول أعمالي، فنحن نرغب بأن نتابع معاً" لكن بعد عدة ساعاتٍ تسأل نفسك "مهلاً، أيٌّ منهنَّ كانت مساعدته؟"
- تُدرك كم هو مهمٌّ أن يفهم عضوٌ في فريقك مهمّةً معيّنةً، فتتدرّب على ما ستقوله له. بعد ذلك يهملها ولا يقوم بها، وأنت لا تستطيع التّذكر إن أخبرته حقاً أم خطّطت لذلك فقط.
ويمكننا جميعاً أن نأتي بملايين الأمثلةِ، فهذا الموضوع من الأسباب لسماع القصص عن أمورٍ ينصح بها علمُ الأعصابِ، لتحسين ذاكرتك، أو على الأقل لتخفيفِ فرصِ تراجعها عندما تكبرُ في العمرِ.
شاهد أيضاً: هل تريد تذكر الأسماء؟ حيلة بسيطة وفكرة عبقرية من خبير في تدريب الدماغ
عليّ أن أقرّ أيضاً أنّني على الأرجحِ أفعلُ الأمور التي أجدها بسيطة. لحسن الحظ، خلال السّنة الماضيةِ صادفتُ العديد من الأمثلة، وبعضها يتضمّن مجرّد الاستلقاء. وفيما يلي استطلاع سريع:
- تجنّب تراكمَ نقصِ النّومِ:
نشر باحثون في جامعة بنسلفانيا مقالاً في مجلة (توجهات في علم الأعصاب) حاولوا فيها تجميع نتائج أبحاث دامت لعقودٍ عن الحرمان من النومِ ونقص النومِ. وقد توصلوا إلى 3 نتائج:
- أدى تراكم نقص النوم إلى "قصور في اليقظة وفي الذاكرة العرضية (ذاكرة الأحداث)"، وقد استمرّ هذا القصور حتّى بعد أن حاول الأشخاص المستخدَمين في التّجربة أن يعوّضوا نوم اللّيل القليل بالنّوم لفترةٍ أطول في الأيامِ التّالية.
- لا يُعتبر الناس شهوداً موثوقين عندما تسألهم، إن نالوا قسطاً كافياً من النّومِ. فأحد أول الأمور التي تتأثر عندما تُراكم نقص النوم هو منظورك الموضوعي عن تأثرك بنقص النوم.
- أخيراً، المشكلةُ الأخطرُ على المدى البعيد هي أنّ نقصَ النّوم المتواصلِ، حتّى عندما حاول الأشخاصُ في عينة البحث أن يعوّضوه، ترافقَ مع تزايد تعرّضهم لاضطراباتٓ التّنكس العصبيّ، بما فيها مرض ألزهايمر وداء باركنسون".
- ارتدِ قناعاً للعينِ عند النّومِ:
شكّل باحثون في إيطاليا وويلز والولايات المتحدة فريقاً لإجراء تجربتين تتضمنان 122 شخصاً مشاركاً، ثم كتبوا عما توصلوا إليه من نتائج في مجلة (سليب Sleep).
- في التّجربة الأولى، قارنوا تجربة الأشخاص الذين ارتدوا قناع العين في الليل مع الأشخاصٍ الذين لم يرتدوه، فوجدوا أن أولئك الذين ارتدوه أظهروا وجود ذاكرة عرضية أفضل، وكذلك يقظة أفضل، كما أنهم أبدوا انتباهاً متواصلاً أكثر ممن لم يرتدِ القناع.
- في التجربة الثانية، جعلوا المشاركين يرتدون قناع العين لمدة ليلتين، ثم أَتْبعوا ذلك بارتداء قناع العين مع ثقوب تسمح بدخول الضوء. (كان القصد من ذلك إظهار أي انزعاج يمكن أن يكون قناع العين قد سبّبه في بادئ الأمر).
باختصارٍ، كان أداءَ الأشخاصِ الذين ارتدوا القناع الحقيقيّ (بدون ثقوب) أفضل في الاختبارات المعرفية، رغم قولهم إنّهم لم يشعروا أنّهم ناموا بشكل أفضل.
- نم على جنبك:
هذه النّصيحة أقل ارتباطاً بالذّاكرةِ المباشرةِ قصيرةِ المدى بشكلٍ خفيفٍ، لكن ما زال عليَّ أن أذكرها لأيّ شخصٍ لم يُبلّغ عن اعتزامه تجربتها.
باشر باحثون أستراليون بدراسةِ أمراضِ العصبون الحركي المدمّرة، مثل: التّصلب الجانبيّ الضموري ALS أو ما يعرف بداء لو غيريغ، ونشروا بحثهم في مجلة (التنكس العصبي الانتقالي) التي تراجعها مجلةً طبيةً مختصةً أخرى.
استخدمتْ تجاربُهم الفئران، وتضمّنت محاولةَ تحديدَ ما إذا كانت مشاكلُ الجهاز الجليمفاوي (نظير الوعائي)، وهو المسؤولُ عن تصريفِ الفضلات من الدّماغ، قد تترافق مع بداية ظهور هذا النّوع من الأمراضِ.
لهذا قاموا بدراسةِ ذلك عن طريق إطعامِ الفئرانِ طعاماً معدّلاً وراثياً، ليحتوي على بروتينٍ بشريٍّ يوجد غالباً عند مرضى ALS، ومن ثم إعطاء الفئران مضاداتٍ حيويّةٍ تبُطل عمل البروتين.
أظهرت الفئران التي لم يكن جهازها الجليمفاوي قادراً على إزالة البروتين على الأرجح أعراضاً شائعةً لمرض ALS، بما فيها ضعفُ العضلات التّدريجيّ وضمور الدّماغ. وقد أوردَ الباحثون سلوكياتٍ أخرى يرجح أنّها تزيدُ عملية التنظيف الجليمفاوي من البحث السابق، من بين هذه السلوكيات النوم على جنبك. وكتب مؤلّف الدّراسة ديفيد رايت في مقالةٍ شهيرةٍ رافقت البحث "إن أسباب ذلك لم تُفهم تماماً بعدْ، لكن ربما تتعلّق بتأثيراتٍ الجاذبيّةِ، وضغطِ وتمدّد الأنسجةِ".
البسيط لا يعني أنه سهل
أعترف أنّني منذ قراءةِ هذه الدّراسات، وأنا أرتدي قناع النّوم، وأنام على جنبي. ومن باب الإنصافِ، من المحتملِ أنّني كنت ميّالاً لفعل ذلك على أية حالٍ، لكنّني أقوم بذلك بوعي أكبر الآن، أما بالنّسبة لتجنّب تراكمِ نقصِ النّومِ، فلْنقُل أنّه يجري العمل على إنجازه.
مع ذلك، أنا أكتب في كتابي الإلكترونيّ المجانيّ (علم الأعصاب): 13 طريقة لفهم دماغك وتدريبه للحياة، إذ لا يوجد ما هو أكثر روعة من الدّماغ البشريّ، والطّرق غير المتوقعةِ التي يعملُ بها.
وتأتي صحّة النّومِ والذّاكرة في رأس القائمةِ دائماً، ويكون ذلك على نحوٍ مضاعفٍ، إذا كانت السّلوكياتِ المطلوبةِ بسيطةٍ بقدرٍ كافٍ لتبنّيها دون كثيرٍ من الجهدِ.