سيمفونية الإنتاجية: استمع لهذه الموسيقا لتحسّن إنتاجيتك
كيف تؤُثّر الموسيقى إيجابياً على سرعة إنجاز المهام وتعزز الإبداع في بيئة العمل مع نصائح لاختيار الأنواع الموسيقية التي تناسبك
الموسيقى والأغاني تزيدان الإنتاجية، كلّا الخبر ليس مجرَّد عبارةٍ تسويقيَّةٍ، بل حقيقةٌ مثبتةٌ بالعديد من الدِّراسات والأبحاث؛ لذا ومن اليوم وصاعداً، اجعل الموسيقا صديقاً دائماً لك في العمل، وليس مجرَّد روتينٍ يوميٍّ مع قهوتكَ الصَّباحيَّة، هل تشكُّ؟ حسناً، أدَر الموسيقا التي تفضلها، وتعالَ أخبرك بالمزيد من التَّفاصيل.
في دراسةٍ، أجرتها الأستاذة في جامعة ميامي الأميركيَّة، تيريزا ليسبوك، حول تأثير الموسيقى على العمل، أظهرت النَّتائج أنَّ الَّذين استمعوا إلى الموسيقا كانوا أسرع بإتمام مهامهم، كذلك كانوا أكثر إبداعاً.
الدِّراسة التي تمَّ إجراؤها على 56 مبرمجاً، 41 منهم ذكوراً، و15 امرأةً من 4 شركاتٍ كنديَّةٍ مختلفةٍ، وامتدَّت على مدى 5 أسابيعٍ، وخلصت إلى نتيجةٍ مفادها: أنَّ جودة العمل والتَّأثير الإيجابيّ كانا في أدنى مستوياتهما بدون الموسيقا، ومع وجودها ازدادت الإيجابيَّة والتَّركيز والإبداع. [1]
وفي استطلاع أجرته Totaljobs عام 2016، شمل 4553 مشاركاً، قال 79% منهم، إنَّهم يصبحون أكثر إنتاجيَّةً حين يستمعون إلى الموسيقى خلال العمل، و48% أكَّدوا أنَّ الموسيقى ساعدتهم على التَّركيز، بينما ذكر 24%، أنَّ الاستماع إلى موسيقاهم المفضّلة، ساعدهم على عدم الاستجابة للإلهاء الخارجيّ مثل الضَّوضاء، بالمقابل قال 7% إنَّها ساعدتهم على تجنُّب الإلهاء الدَّاخلي مثل الأفكار والتَّخيُّلات. [2]
شاهد أيضاً: 6 استراتيجيات تمكنك من تركيز تفكيرك على القضايا الهامة
هل هناك موسيقا مفيدةٌ وأخرى مشتتةٌ للانتباه؟
يرى كثيرٌ من الأشخاص وأنا إحداهنّ بالمناسبة، أنَّ الموسيقا تُشتّت الانتباه، وتجعل التَّركيز في أدنى مستوياته، وبحسب الدِّراسات والأبحاث، فإنَّ السَّبب ربَّما يعود لاختياراتٍ خاطئةٍ، أو ربَّما نمط الموسيقا التي يفضِّلونها ليست من الأنواع التي تزيد الإنتاجية، على العكس قد تكون من الأنواع التي تزيد من التَّشتُّت وقلَّة التَّركيز.
وفقاً لوسائط Cloudcover وهي خدمة بثِّ الموسيقى الرَّقميَّة التي تستخدمها عشرات آلاف الشَّركات يوميَّاً، لإسعاد العملاء وراحة الموظَّفين، فإنَّ موسيقا الرُّوك الكلاسيكيَّة والبوب، والموسيقا البديلة، هي الأكثر فائدةً للإنتاجيَّة، بينما الموسيقا الأكثر تشتيتاً للانتباه هي الهيب هوب، وهيفي ميتال، وموسيقى الرَّقص الإلكترونيَّة.
أنواع موسيقا تزيد الإنتاجية
وبينما لم تتّفق الأبحاث والدّراسات على نتيجةٍ واحدةٍ حول مدى تأثير الموسيقا على الإنتاجية، فإنَّ هناك بعض الأنواع التي ربَّما تكون مساعدةً؛ لذا فإنَّ خوض التَّجربة والاستماع إليها قد يحسمان الأمر بالنِّسبة لديك.
الموسيقى الكلاسيكيَّة
تُعدُّ واحدةً من الأنواع الفعَّالة التي يُنصح الاستماع لها خلال العمل، خصوصاً أنَّها لا تحوي أيَّ كلماتٍ، والآلات المستخدمة فيها، مثل: البيانو والآلات الوتريَّة تعدُّ لطيفةً، ما قد يساعد على التَّركيز وتحفيز العقل.
إعداد قائمة تشغيلٍ خاصَّة بهذا النَّوع ليس صعباً، جرّب مثلاً أن تضمنَّها مقطوعاتٌ للملحِّن الألمانيّ الشَّهير لودفيغ فان بيتهوفن، والنِّمساوي فولفغانغ أماديوس موزارت، والألمانيّ يوهان سيباستيان باخ، إضافةً إلى الفرنسيّ فريديريك شوبان.
أصوات الطَّبيعة
بخلاف الأغاني، فإنَّ أصوات الطَّبيعة يمكن أن تكونَ محفِّزاً رائعاً للعمل، إنَّ الأمر يشبه حين تقول إنَّك تُفضِّل العمل في بيئةٍ ريفيَّةٍ لطيفةٍ، عوضاً عن العمل داخل المكاتب وسط المدينة؛ لذا سيكون من المفيد استبدال ضوضاء السَّيارات في الخارج، بأصوات الطَّبيعة التي قد تكون ممزوجةً أحياناً بالموسيقا أو لوحدها.
الخيارات متنوِّعةٌ، فإمَّا خرير النَّهر، أو صوت الأمواج، أو حتَّى الأمطار، كذلك زقزقة العصافير، وصوت النَّار، كما تستطيع وضع المزيد من اللَّوحات الطَّبيعيَّة، ما يجعل من ثنائيَّة الأصوات واللَّوحات الطَّبيعيَّة مفيدةً جداً لك.
المعزوفات
الآلات الموسيقيَّة تُعدُّ خياراً جيداً للتَّركيز، فهي لا تحوي كلماتٍ مشتَّتة للانتباه، كما أنَّك تستطيع التَّحكُّم بصوت الآلة الموسيقيَّة التي تستهويك، شخصيَّاً أفضّل جداً الاستماع إلى البيانو، هادئٌ ولطيفٌ يُحسِّن المزاج، ولن يكون ضارَّاً في العمل، أعتقد أنِّي سأجرُّب الفكرة.
الموسيقى الملحميَّة
كم مرّةً استمعت إلى هذا النَّوع من الموسيقا، وشعرّت بأنَّك يجب أن تركضَ، تماماً هذا هو السِّر، فالموسيقا الملحميَّة تمنحنا طاقةً كبيرةً، وفي حال جرّبت أن تسمعها في مكان العمل، ربَّما تُعزِّز طاقتَك وعوضاً عن الرَّكض بشكله التَّقليديّ، يمكن أن تركضَ مجازيَّاً في إتمام أعمالكَ.
وهناك العديد من الخيارات، مثل: موسيقا فيلم ملك الخواتم، وحرب النُّجوم، كذلك هاري بورتر، لعبة العروش وغيرها الكثير، فقط استخدم ما خطر في بالك لحظة قراءتك لعبارة الموسيقا الملحميَّة، غالباً سيكون هذا الخيار هو الأفضل.
موسيقا لو فاي
يُعدُّ هذا النَّوع من الموسيقا مثاليَّاً جداً، للدِّراسة والعمل والاسترخاء، بأسلوبها الهادئ ذي الدِّقة المنخفضة، لن تُشتت الانتباه على العكس تماماً ربَّما تكون سببَّاً لزيادة التَّركيز، وهناك العديد من المقطوعات التَّابعة لهذا النَّوع، التي يمكن إضافتها إلى قائمة التَّشغيل الخاصَّة بك.
الضَّوضاء البيضاء
تشبه أصوات الطَّبيعة بالمضمون، لكن هنا نستخدم أصواتاً طبيعيَّةً مألوفةً كتلك المتواجدة في منزلنا، مثل: صوت المروحة والتِّلفزيون، كذلك ضجيج مكيف الهواء، وربَّما يبدو الأمر جنونيَّاً بعض الشَّيء، لكن بعض علماء النَّفس يعتقدون أنَّ تلك الأصوات تزيد الإنتاجية، شخصيَّاً لا أستطيع أن أقتنع أن صوت السَّاعة مفيدٌ؛ فماذا عنكم؟ بحسب التَّحليلات، إنَّ صوت الضَّوضاء الطَّبيعيَّة، صوتٌ مطوَّرٌ بترددٍ مستمرٍّ لحجب الأصوات الخارجيَّة، كما أنَّه لا يزعج العقل بحكم العادة. [3]
شاهد أيضاً: أتريد إنتاجيةً مضاعفةً؟ تخلّص من تأثير بيئة العمل السلبية بهذه النصائح
ليس هناك قاعدة ثابتة
لا يمكن القول إنَّ هناك نمطاً موسيقيَّاً واحداً قادراً على زيادة الإنتاجية وتحسين التَّركيز يفيد الجميع، ولكن هناك عدَّة عوامل يمكن أن تساعدكَ باختيار أحد الأنواع الموسيقيَّة، التي يمكن أن تكونَ مفيدةً لك. [2]
- ماهي أنواع الموسيقا التي تفضّلها؟
- هل تستمع إلى الموسيقا التي تستمتع بها؟
- ما هي طبيعة العمل الذي تمارسه؟
- هل تركِّز مع كلمات الأغنية كثيراً؟
تستطيع الإجابة على تلك الأسئلة، ثمَّ البدء بإعداد قائمة تشغيلٍ جديدةٍ، لاستخدامها وتجربتها لمدَّة أسبوعٍ مثلاً، ثمَّ لاحظ الفرق وقِس أداءك، واكتشف إن كانت الموسيقا قد ساعدتك فعلاً، الأمر سهلٌ جداً أعتقد أنَّي سأجرِّبه كذلك.
لمزيدٍ من النصائح في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.