هل تعاني من الوحدة؟ قد يكون الحل في هذا الأسلوب التعليمي
كيف يمكن لتنفيذ هذه الأمور الثلاثة Cs كجزء من مجتمع المتعلمين أن يساعد فِرَقك في الشعور بالتحسّن
بقلم د. جينا أندرسون Dr. Jena Anderson، الرئيسةُ التَّنفيذيَّةُ لـ Luma Brighter Learning
في مجتمعٍ يتَّسمُ بالوحدةِ، تعيشُ فِرقُنا أيضاً شعوراً بالعُزلةِ، وهو شعورٌ يتردّدُ صداهُ على الأرجحِ عندَ كثيرٍ من قرّاءِ هذا المقالِ، تؤثّرُ هذه الانفصاليّةُ على بيئاتِ العملِ لدينا؛ حيثُ يكافحُ أفرادُ الفريقِ مع أعراضٍ تتراوحُ بين فقدانِ الدَّافعِ ونوباتِ الاكتئابِ إلى الإبداعِ الذي لم يُستغلَّ بعدُ؛ لهذا السَّببِ، في ربيعِ العامِ الماضِي، أطلقَ وزيرُ الصِّحةِ في الولاياتِ المتّحدةِ نداءً إلى الشّركاتِ لجعلِ بناءِ الرّوابطِ الاجتماعيّةِ أولويّةً كوسيلةٍ للتّعاملِ مع هذا الوباءِ، ومع ذلك، قد تجدونَ أنفسَكُم كقادةٍ في حالةٍ من عدمِ اليقينِ حولَ الخُطواتِ التي يجبُ اتّخاذَها لتوحيدِ فرقِكم. [1]
إنَّ العلاجَ في تبنّي مفهومِ التّعلمِ لدى قادةِ الأعمالِ فرصةٌ فريدةٌ لتحويلِ فِرقِهم إلى مجتمعاتِ تَعلُّمٍ، وهو نهجٌ قائمٌ بشكلٍ أو بآخرٍ منذُ أكثرَ من قرنٍ، يُعرَّفُ مجتمعُ المتعلمينَ عادةً بأنَّهُ الحسُّ المشتركُ بالهدفِ الذي يعزّزُ الهويّةَ والثّقةَ والتّماسُِك بين أعضائِهِ، لقد أثبتَ هذا الأسلوبُ نجاحَهُ في زيادةِ التّفاعلِ فِي صناعاتٍ، مثل: نقل البضائعِ عبرَ الطرقِ، حيث يقضِي السّائقونَ فتراتٍ طويلة بمفردِهم. ويحملُ نهجَ مجتمعِ المتعلّمينَ الإمكانّيةَ لتعميقِ وتعزيزِ المعرفةِ بالمضمونِ وفي الوقتِ نفسِهِ تقويةُ الرّوابطِ البينيّةِ (ما بين الأفرادِ) داخلَ الفريقِ؛ فتجاربُ التّعلّمِ لديها القدرةُ على أنْ توحّدَنا.
شاهد أيضاً: 5 متطلبات أساسية لثقافةِ فريقٍ دائمِ التعلّم في عملك
استخدمُوا هذهِ الخطواتِ الثَّلاثَ التي تبدأُ كلَّها بحرفِ "C" في تجربةِ التّعلّمِ القادمةِ لتحويلِ مجموعةٍ من الموظّفينَ إلى مجتمعٍ من المتعلّمينَ.
الهدف المشترك Common Purpose
أنشئُوا هدفاً مشتركاً للتّعلّمِ، يركّزُ مجتمعُ التّعلّمِ النّاجِحِ على هدفٍ محدّدٍ يتجسّدُ من خلالِ النّقاشِ أو المشاركةِ في النَّشاطِ؛ إنَّهم يشكِّلونَ معاً المعرفةَ من خلالِ بناءٍ مشتركٍ للفَهمِ، وقد سجَّلَ الباحثونَ فوائدَ صحيّة الإيجابيّة للعملِ المُشتركِ على مشروعٍ أو حدثٍ أو نتيجةٍ مهمّةٍ، من خلالِ الاجتماعِ في سياقِ مساعٍ هادفةٍ، تتوسَّعُ الآراءُ وتتعمَّقُ العلاقاتُ، وببساطةٍ نشعرُ بتحسّنٍ.
التّعاطف Compassion
درّبْ روحَ التّعاطفِ، قدِّمِ الرِّسالةَ التي تُشيرُ إلى أنَّكم جميعاً في هذا معاً، اسألِ الفَريقَ عمَّا يريدونَ تحقيقَهَ من المجتمعِ، وتأكَّدْ منَ الاستماعِ، ادعُ أعضاءَ الفريقِ للتّحدثِ عن نيّتِهم في المشاركةِ ونقلِ رؤيتِهم في كيف يمكنُ لأعضاءِ الفريقِ الآخرينَ مساعدتَهم في تحقيقِ أهدافِهم، حثَّهم على مشاركةِ المواردِ والآراءِ وتجنَّبْ تجاهُلَ التّحدّياتِ.
توقّع مستوىً واقعيّاً منَ المُشاركةِ: لنْ ينجحَ المجتمعُ إذا كانَ القائدُ هو الوحيدُ الذي يشارِكُ، ولكن طلب الكثيرِ من المشاركةِ قد يُخمِدُ رغبةَ أعضاءِ الفريقِ في المشاركةِ، عبّرْ عن تقديرِكَ للأعضاءِ الذين يخصّصون وقتاً لقراءةِ وجهاتِ نظرِ الآخرينَ (عبرَ الإنترنتِ) أو الاستماعِ إليها (شخصيّاً).
شاهد أيضاً: لماذا يمكن للتعاطف مع الذات أن يدفعك للنجاح، مدعوماً بالعلم
الارتباط Connection
اصقلْ ثقافةَ الارتباطِ، يحدثُ مجتمعُ المتعلمينَ كجزءٍ من اجتماعاتٍ متزامنةٍ (في نفسِ الوقتِ) أو مناقشاتٍ غيرِ متزامنةٍ (ليستْ في الوقتِ نفسِهِ). سواء كانَ ذلكَ عبرَ الإنترنتِ أو وجهاً لوجهٍ، يتمُّ إنشاءُ مجتمعاتِ المُتعلّمينَ في بيئةٍ آمنةٍ وخاصّةٍ، ويقومُ القَائدُ القويُّ ببناءِ الرّوابطِ وجذبِ المُتعلّمينَ من خلالِ تعميقِ فهمِ تعليقٍ مَا، وطرحِ أسئلةٍ متباينةٍ، أو نشرِ محتوى جديدٍ أو وجهاتِ نظرٍ مختلفةٍ ليفكّرَ الجميعُ فيها.
كما يُمكنُ لوضعِ مثالٍ أن يشجّعَ أعضاءُ الفريقِ الآخرينَ على المساهمةِ، إذا لم يفعلُوا ذلكَ، ابحثْ عن العقباتِ الّتي تمنعُهم من المشاركةِ، كلُّ محادثةٍ تُضيفُ شيئاً إلى عمقِ المجتمعِ وتبْني الثَّقةَ، إذا أظهرَ القائدُ اهتماماً وشغفاً واستثماراً في المجتمعِ، سيستفيدُ الفريقُ من هذه الطّاقةِ، مما يُشعلُ المشاركةَ بشكلٍ أكبرَ.
هذه البيئاتُ التّعليميةُ تُعدُّ محفّزاً للاتّصالِ والتَّوحيدِ، يُمكنُ لممارسةِ مجتمعِ المتعلّمينَ بشكلٍ غيرِ رسميٍّ تعميقُ العلاقاتِ داخلِ فريقِكم أثناءَ تفاعلِهم واندماجِهم فِي تجاربِ تعليمٍ مشتركةٍ، لقد أنشأتُ 52 نصيحةً عمليّةً لتطبيقِ مجتمعِ المتعلمينَ 52 practical tips to implement COLs في بيئةِ أيّةِ مؤسّسةِ، جرّبوا بعضَها وانظروا كيفَ تسيرُ الأمورُ بالنّسبةِ إليكم.