هل تعلم ما الذي يُمكن أن تفعله 10 دقائق من الدردشة الودية؟
كيف يُمكن للمحادثات البسيطة أن تُعزّزَ أداءك العقليّ، وتًخفّفَ من توترك قبل المهام الصّعبة؟
إذا كُنتَ على وشكَ مواجهة تحدٍّ عقليٍّ كبيرٍ، سواءً كان امتحاناً أو مشكلةً تقنيَّةً تحتاجُ إلى حلٍّ، أو وضع استراتيجيَّةٍ مُعقَّدةٍ لعملكَ، فما الَّذي يجبُ عليكَ فعلهُ خلال العشر دقائق الَّتي تسبقُ بدء العمل الجادِّ؟ قد تظنُّ أنَّ أفضلَ ما يُمكن القيام به هو التَّأمُّل الهادئ، أو القيام ببعض الحركاتِ أو التَّمدُّد، أو حتَّى مشاهدة مقطع فيديو مضحكٍ على يوتيوب، ولكن في الواقع ربَّما تكون في حالة قلقٍ، أو تفكُّر بالتَّهرُّب من اجتماعكَ الأخير، لكنَّ علم الأعصاب يُقدِّم اقتراحاً غير متوقَّعٍ. [1]
إذا كُنتَ تُريد أن تكونَ أكثر استعداداً للتَّحدّي العقليّ المُقبل، تُشيرُ الأبحاثُ إلى قضاء 10 دقائق قبل ذلكَ في الدردشة الودية مع الأصدقاء أو الزُّملاء.
شاهد أيضاً: أسرار بدء الحوارات: طرق ذكية للتواصل الناجح
لماذا تعدُّ الدردشة البسيطة أفضل وسيلة للإحماء الذّهنيّ؟
في دراسةٍ نفسيَّةٍ كلاسيكيَّةٍ، طُلِب من حوالي 200 متطوّعٍ القيام بأنشطةٍ مختلفةٍ قبل إجراء اختباراتٍ معرفيَّةٍ، فماذا كانت النَّتيجة؟ النَّشاط الَّذي عزَّز أداءهم أكثر كان ببساطةٍ الدردشة الودية القصيرة. فلماذا كانت هذه الدَّردشةُ فعَّالةً جدّاً لتحسين وظائفهم العقليَّة؟ يوضِّح عالم النِّفس Oscar Ybarra من جامعة Michigan، الَّذي أجرى الدِّراسة، أنَّ المحادثة الودية تُعدُّ الإحماء المثاليَّ للتَّحدّيات العقليَّة لعدَّة أسبابٍ.
أولاً، المحادثة الودية ليست دائماً سهلةً كما تبدو، ويجبُ عليكَ قراءة مستوى اهتمام الشَّخص الآخر وراحتهُ مع الموضوع، واستخدام تعاطفكَ لتوجيه المحادثة بطرقٍ تكون ممتعةً وغير محرجةٍ، حتَّى التَّفاعل الاجتماعيُّ البسيط يتطلَّبُ تشغيل وظائفنا التَّنفيذيَّة، وهي الجزء من الدِّماغ المسؤول عن الذَّاكرةِ العاملةِ، والتَّركيزِ، وتبديلِ الانتباهِ.
عندما تتضمَّنُ المحادثات محاولة فهم وجهة نظر الشَّخص الآخر أو وضع نفسكَ في مكانهِ، فإنَّ هذا يُعزِّزُ وظائفنا التَّنفيذيَّة، كما يوضِّح Ybarra. ولكن، لن تُعلّمكَ الدردشة الودية معلوماتٍ جديدةً أو تمنحكَ أفكاراً مبتكرةً بشكلٍ سحريٍّ، لكنَّها ستعِدُّ دماغكَ؛ ليكون أكثر قدرةً على الانتباه، وتذكُّر التَّفاصيل، والتَّبديل بين الأفكار بسلاسةٍ، وهذا ينبغي أن يُحسِّنَ أداءكَ في مجموعةٍ واسعةٍ من المهامّ العقليَّة.
شاهد أيضاً: أتشعر بالتوتر في الفريق أثناء الاجتماعات؟ إليك طقس يساعد في بناء الثقة
دماغك يستمتع بالتواصل مع الآخرين
يشبهُ التَّحدُّث مع الأصدقاء أو الزُّملاء الإحماء الخفيف قبل تمرينٍ رياضيٍّ مكثَّفٍ، فهو يعملُ على إحماء العضلات المعنيَّة ويجعلها تعمل بكفاءةٍ، وهناك أسبابٌ أُخرى تُشير إلى أنَّ التواصل الاجتماعيَّ قد يجعلك فعليّاً أكثر ذكاءً، كما أظهرت الدِّراسات أنَّ التَّحدُّثَ مع الأصدقاء هو واحدٌ من أكثر الوسائل الفعَّالة لتخفيف التَّوتُّر، ونعلم جميعاً أنَّ التَّوتُّرَ يعوق قدرة الدِّماغ على العمل بأقصى كفاءةٍ.
وفي التَّجارب يُقلِّل النَّاس عادةً من مقدار السَّعادة الَّتي تجلبها التَّفاعلات الاجتماعيَّة البسيطة، نحن غالباً نقلق بشأن ضغوط التَّفاعل مع الآخرين، وننسى الفرح الَّذي يُمكن أن يجلبهُ. كلُ هذا يقودُ إلى استنتاجٍ بسيطٍ وسارٍّ ومدعومٍ بالعلم لكلِّ من يبحث عن تعزيزٍ عقليٍّ قبل مواجهة تحدٍّ صعبٍ: توقَّف عن القلق، وضع هاتفكَ جانباً، وتحدَّث مع شخصٍ آخر عشر دقائق من الدردشة الودية، ممّا سيجعلكَ ليس فقط أكثر سعادةً، بل أيضاً أكثر استعداداً للتَّعامل مع المهمَّةِ المُقبلةِ.