هل حان الوقت لتحديث قواعد اللباس الخاصة بشركتك؟
لباس "العمل غير الرسمي" اليوم جدال يستحق النقاش في فضاء بيئات العمل التي تنوعت في مكوناتها ومحيطها، مما فرض أسلوباً جديداً للتفكير.
بفضل الوضع الطّبيعي الجديد للعمل المُختلط، تعمل بعض الشّركات على تغيير مفهوم الملابس المُناسبة للعمل المكتبيّ، وانطلاقاً من هذا، نُبيّن في المقال التّالي كيفيّة وضع إرشاداتٍ لقواعد اللّباس الأنيق، ولماذا قد ترغب في تجربتها.
يُشجِّع قادةِ الأعمالِ موظّفيهم بشكلٍ كبيرٍ على العودة إلى العمل في مكاتبهم، لكنّهم قد يرغبون في إخبارهم بترك بدلاتهم الرّسمية في المنزل.
يقول ترافيس لينديموين، مؤسّس شركةِ Enjoy Mondays للمواردِ البشريّة والتّوظيف، والتي مقرُّها كانساس سيتي بولاية ميسوري: "إن تغيير قواعد اللباس هو أفضل ميزةٍ ذات تكلفةٍ صفريّة". ويضيف: "ليس هناك أي جوانبٍ سلبيةٍ لتخفيف قواعد اللباس"، مشيراً إلى أنّ الرّاحة والسّعادة يسيران جنباً إلى جنب، عندما يتعلّق الأمر بالموظّفين الذين يشكّلون عقليتهم حول العمل. ويشير إلى دراساتٍ حول مرحلة ما بعد وباء كوفيد 19، التي تُظهر أنّ الموظّفين يصبحون في الواقع أكثر إنتاجيّةً عندما يشعرون بإيجابيّةٍ تجاه الملابس التي يرتدونها. ويضيف أنّ أولئك الذين يشعرون بالسّعادة في العمل من المرجّح أن يبقوا في عملهم، ممّا يعني أنّ قواعد اللباس غير الرّسمية قد تساعد في معدّلات الاحتفاظ بالموظفين".
ومع أخذ ذلك في الاعتبار، تسعى العديد من الشّركات للحصول على المشورة بشأن مدى مرونة قواعد اللباس هذه. لم تعد الصّنادل والأحذية مفتوحةِ الأصابعِ التي تكشف "أحد أصابع القدمين" من المحظوراتِ، وأصبحت تنانير وفساتين التّنس تُرى في المكتب أكثر من الملعب، وأصبحت القمصان أمراً مفروغاً منه. ولكن أين ينبغي لقادة الأعمال أن يرسموا الخطّ الفاصل بين ما هو مناسب وما هو غير مناسب؟
تقول ليزاندرا فيجا، مستشارة البحث التّنفيذيّ في شركة New Cannan بولاية كونيكتيكت، إنّ ملابس الموظفين يجب أن تتوافق مع قطاع العمل الذي يشتغلون فيه، ولكن مع ذلك تسمح لهم بالتّعبير عن شخصياتهم. وتقول: "يجب أن تعكس الملابس ثقافة الشّركة وقطّاعها". وتضيف: "هناك خط رفيع بين الحفاظ على الاحترافيّة ومنح الموظّفين حريّة التّعبير عن أساليبهم الشّخصيّة".
بالنّسبة للشّركات التي حرّرت قواعد اللّباس، تقول فيجا إنّ الإرشادات المكتوبة مفيدة دائماً، لتذكير النّاس بما يتوقع منهم. بغضّ النّظر عن مدى ثقتك في حكم موظفيك، فإنّ الاعتماد على السّياسات السّابقة لن يفي بالغرضِ.
يجب على قادة الأعمال أن يأخذوا في الاعتبار وجهات النّظر المتنوّعة عند إنشاء قواعد اللّباس. تقول فيجا: في قواعد اللباس المكتوبة، "عليك الإشارة إلى العاملين على أنّهم "موظفون"، بدلاً من استخدام الضّمائر"، منوهةً إلى ضرورة تجنّب الشّركات تحديد توقّعاتٓ مختلفةٍ لقواعد اللباس بناءً على الهوية الجنسية، على سبيل المثال، يجب على الموظفين الذين يرون أنّهن نساء ارتداء الفساتين أو الأحذية مرتفعة الكعب.
وتقول فيجا إنّه يجب على القادة أيضاً أن يدركوا أن أولويّات العمال قد تغيّرت. بعد كوفيد 19، يقدّر المستهلكون الرّاحة والحريّة في التّعبير عن قدراتهم الإبداعيّة. وتقول إنّه مع مزيج العمل المُختلط والتّضخم، لا ينفق المستهلكون أموالهم على البدلات الرّسمية، والتّنانير الضّيقة التي يمكن ارتداؤها فقط في المكتب. لذلك، من الحكمةِ أن يعتمد قسم الموارد البشريّة على توصياتٍ متُعددة الاستخدامات، خاصّة وأنّ الأشخاص يستعدون عقليّاً لجداول الخريف المزدحمة للانتقال من العمل إلى دور الرّعاية النّهارية ثم تمارين كرة القدم وما شابه.
اقرأ أيضاً: فن قضاء وقت ممتع في العطل
كما اختارت بعض الشّركات إلغاء قواعد اللّباس بشكلٍ كاملٍ، باستثناء المُناسبات الخاصّة. إذ قبل وباء كوفيد، كانت لدى وكالة الاتصالات M Booth -مقرّها مدينة نيويورك- سياسة خاصة بالملابس غير الرّسمية للعمل على مدار العام. فكّر في هذا: ارتداء السّراويل الرّسمية خلال الأسبوع والجينز يوم الجمعة. الآن، في ظلّ سير العمل المُختلط، تخلّص الموظّفون تماماً من ملابس العمل، وأصبحوا يرتدون المزيد من الجينز، والسّترات، والإكسسوارات أكثر من أي وقتٓ مضى، كما تقول الرّئيسة التٌنفيذية ديل بورنستاين.
تقول بورنستاين: "تقع على عاتقنا مسؤوليّة جلب طاقةْ جريئةٍ وملهمةٓ"، مشيرةً إلى ضرورة أن يعكُس موظّفو شركتها الإبداعيٌة أكبر قدرٰ ممكنٍ من الإبداع. وتُضيف أنٌ المَلابس المُقيٌدة متأصّلةٌ في التّفكير المقيد، وهو ما يؤدّي إلى نتائج عكسيةٍ على الخطّ الإبداعيّ للعمل الذي يعمل فيه موظّفوها.
ومع ذلك، تتوقٌع M Booth أن يعدّل الموظفون ملابسهم بناءً على مسؤولياتهم كل يوم. إذا كانوا يجتمعون مع عميلٍ، يُفضّلُ ارتداء ملابس أجمل، مثل قميصٍ بأزرارٍ بدلاً من القميص العادي. ولكن في أيّام اجتماع الفريق، نرّحب بارتدائهم الملابس الرّياضيّة التي تمكّنهم من الذّهاب إلى حصّة التّمارين الرّياضيّة أثناء فرصة الغداء. وينصّب تركيز بورنستاين الأساسيّ على التّأكد من ثقة موظّفيها عندما يعملون ويتحدّثون مع العملاء. طالما أنّهم يُمثّلون M Booth بشكلٍ مناسبٍ وبثقةٍ، فلا يهمُّّ ما يرتدونه. تقول بورنستاين: "عندما تشعر بالارتياح، فإنّك تقوم بعملٍ أفضل". "طالما أنّ ذلك يظهر أنّك تهتمّ بما فيه الكفاية بمنصبك ومسؤولياتك."