هل حان وقت إعادة التفكير في أهدافك؟ إليك 3 علامات مساعدة
وفقًا لخبير في علم النفس والدماغ، التخلّي عن هدفك الأكبر قد يفتح الباب لفرصٍ جديدةٍ
ماذا تفعلُ عندما تواجهُ عقباتٍ في طريقكَ إلى هدفٍ كبيرٍ وطموحٍ؟ كيف تتأقلّمُ عندما تعملُ على تحقيقِ هدفٍ كبيرٍ وطموحٍ، لكنّكَ تستمرُّ في مواجهةِ عقباتٍ لا يُمكن التّغلّب عليها؟ النّصيحة التّقليدية لأصحاب المشاريع هي عدم الاستسلامِ أبداً، وعدم التّوقف عن المحاولةِ وعدم قبول الرّفض كردّ فعلٍ. بعد كلّ شيءٍ، فإنّ العديدَ من الشّركات الشّهيرة الآن، بما في ذلك Netflix، كانت قريبةً جداً من الفشل قبل أن تُحقّقَ النّجاحَ.
ولكن، هل هذا دائماً الجواب الصّحيح؟ نحن لا نتحدّثُ كثيراً عن ذلكَ، ولكن في سجلّات ريادة الأعمال هناك الكثير من المؤسّسين الذين حاولوا القيام بشيءٍ واحدٍ، واكتشفوا أنّه لا يعملُ، فتركوهُ وجربوا شيئاً آخر. على سبيل المثال، فشلت شركة Traf-O-Data، التي أطلقها بيل غيتس وبول ألين، فشلاً ذريعاً، لذلك تخلّوا عنها، وحاولوا مرّةً أُخرى مع مايكروسوفت Microsoft.
إنّها معضلةٌ كُنتُ أفكّر فيها كثيراً. كيف يُمكنكَ أن تعرفَ إذا كان هدفكَ الطّموح الكبير هو Netflix أم Traf-O-Data؟ هل هناك طريقةٌ لمعرفة متى تحتاجُ إلى شحذ همّتكَ ومضاعفة جهدكَ، كذلك متى ينبغي عليكَ الحدُّ من الخسائر والانتقال إلى الفرصةِ القادمةِ؟
هذا السّؤال هو محورُ مقالٍ ثاقبٍ بقلم ميلاني مكنالي على موقع Psychology Today. إذ في هذا المقال، تُجادلُ بأنّ المُثابرةَ (المثابرة للاستمرار في مواجهةِ التّحديّات الضّخمة) هي صفةٌ عظيمةٌ، ولكن "الكثير من المُثابرة يُمكن أن يكونَ ضارّاً، ويُمكن أن يجعلكَ غير قادرٍ على التّوقّف عندما تحتاجُ إليه".
يجدرُ بكَ قراءة مقالِها بالكاملِ، إذ تناقشُ مكنالي أنّه من المهمِّ معرفةَ متى تستمرُّ ومتى تستسلمُ، وأنّهُ من الصّواب أن تكونَ هذه معرفةٌ مهمّةٌ لروّاد وقادة الأعمال. وفي هذا السّياق، تطرحُ ثلاثة أسئلةٍ ستُساعدكَ على تحديدِ ما إذا كان من الأفضلِ الاستمرار في المحاولة أو الانتقال إلى هدفٍ آخر.
هل ما زلت مُحبطاً حتى عندما تُحرز تقدّماً نحو أهدافكَ؟
بعدَ بضعة أشهرٍ من المُحاولةِ، تمكّنتَ أخيراً من الحصولِ على هذا العميلِ الكبيرِ، لكن ستسيطرُ عليكَ اللّامبالاة مع فكرةِ العملِ مع هذا العميلِ الجديدِ، بدلاً من الشّعورِ بالاحتفالِ. من الطّبيعيّ أن تكونَ متوتّراً أو خائفاً من أنّ الصّفقةَ قد لا تنجح. ولكن إذا كُنتَ لا تشعرُ بالحماسِ للعمل نفسهُ، أو الأسوأ من ذلكَ، أن تشعرَ بالمللِ، فقد يكونُ هذا علامةً حمراء، وربّما تحتاجُ إلى السّعي لتحقيقِ أهدافٍ مُختلفةٍ.
هل تشعر بالخمول؟
توضّحُ مكنالي: "أنتَ لست مُكتئباً، إنّما تشعرُ فقط باللّامبالاة. هدفكَ لا يُثيركَ أبداً". يتطلّبُ العملُ نحو أهدافٍ كبيرةٍ وطموحةٍ، والذي غالباً ما يكون عمليّةً شاقّةً، قدراً كبيراً من الصّبرِ والتّحمّلِ. تملأُ النّاسَ فكرةُ الوصولِ إلى هدفٍ كبيرٍ أو الاقتراب منهُ، وهي تساعدهمُ في الاستمرارِ أيضاً. إذا لم يُكن الأمرُ كذلك، وإذا كانت فكرةُ الوصولِ إلى هدفٍ كبيرٍ تجعلُكَ تشعرُ بعدم المبالاة، بدلاً من الرّغبةِ في التّعبيرِ عن الفرحِ، فهذا هو الوقتُ المُناسبِ للتّفكير في هدفٍ آخر.
هل تشعر بالإرهاق؟
من الشّائعِ هذه الأيّام أن يشعُرَ النّاس بالإرهاقِ والحِملِ الزّائدِ، ولكن متلازمة الإرهاق لها تعريفٌ واضحٌ، إذ كتبت مكنالي نقلاً عن بحثٍ حول تجربةِ الإرهاقِ: "الإرهاقُ العاطفيُّ له ثلاثة أعراضٍ أساسيّةٍ: الإرهاق، والتّشاؤم، وانخفاض الإحساس الشّخصيّ بالإنجاز". إذا واجهت أكثر من عارضٍ واحدٍ من هذه الأعراضِ عندما تسعى جاهداً لتحقيقِ حلمكَ، فقد يعني ذلك أنّ الهدفَ الذي تسعى إليه لم يَعد يعملُ من أجلكَ.
بالنّسبة للكثيرين منّا، فإنّ مجرّدَ فكرةِ التّخلّي عن هدفٍ، خاصّةً الهدف الذي كُنّا نعملُ عليه لفترةٍ طويلةٍ، يُمكن أن يكونَ مُربكاً. إذا كان هذا هو شعوركَ، فحاول التّفكيرَ فيما ستشعرُ به إذا تركتَ هذا الهدف بالذّات، واسأل نفسكَ كيف ستكونُ حياتكَ اليوميّة مختلفةً بدونهِ. غالباً ما تقودُ مكنالي عملاءَها من خلال المُمارسةِ الموجّهةِ، إذ يتخيّلون يومهم بأكملهِ من دون وجودِ هذا الهدف في حياتهم على الإطلاقِ. وتتابعُ مكنالي: "هذا التّمرينُ السّهلُ عادةً ما يكون نقطةَ تحوّلٍ بالنّسبة لهم؛ لأنّ الكثير من النّاس يُلاحظون كم تغلب عليهم مشاعر الراحّة بدونهِ".
إذا كان وصفكَ يرسمُ حياتكَ -دون هدفكَ الكبيرِ- بشكلٍ أكثر راحةً وحماساً، فقد حان الوقتُ للتّخلّي عن هذا الهدف. وإذا كان الأمرُ كذلكَ، ربّما تكون قد مهّدت الطّريق لشيءٍ أفضل.