هل يثير عنوان بريدك الإلكتروني الشكوك؟ إليك نصائح لكسب الثقة

دعنا نتحدّثُ عن عنوان بريدكَ الإلكترونيّ اليوم. ما يجعلُني أُفكّر في هذا الموضوع هو أنّني تلقيّتُ مكالمةً الأسبوع الماضي من شركةِ وساطةٍ فتحت حساباً جديداً. لقد كانت كلاسيكيّةً من نمطِ "كيف حالك؟ / هل يُمكنني مُساعدتكَ في الاستثمار؟". رفضتُ عرض دعم الاستثمار، لكنّني أعربتُ عن اهتمامي بإمكانيّة تحويلِ حسابِ التّقاعد الشّخصيّ الخاصّ بي (IRA) من شركة وساطةٍ أُخرى إليهم. فأجابَ المندوبُ بحماسٍ: "رائع، سنرسلُ لكَ رابطاً عبر البريد الإلكتروني لتنزيلِ كشفِ الحساب للحصولِ على مزيدِ من التّفاصيلِ".

كان الأمرُ على ما يرامُ حتّى حصلتُ على البريد الإلكتروني. كان عنوان المُرسِل غريباً في صياغتهِ، وليس العنوان المّتوقّع "Rep@brokerage-firm-name dot com"، بل كانَ كما يلي: name.anothername.team@unknown-url dot com.

- عُذراً، لن أنقرَ على الرّابط في هذا البريدِ الإلكترونيّ.

ومع ذلكَ، قمتُ ببعض الاستفساراتِ وتوصّلتُ إلى استنتاجٍ مفادهُ أنّ البريدَ الإلكترونيّ كان شرعيّاً بالفعلِ. إذ توضّحَ أنّ العنوانَ URL غير المعروفِ هو في الواقعِ عنوانٌ مخفيٌّ تستخدمهُ الشّركة. لكنّني ما زلتُ مُندهشاً من أن تُرسلَ شركةُ وساطة ضخمةٌ، سمعتُ عنها من قبل، بريداً إلكترونيّاً بهذا الشّكل السّيئ؛ لذلكَ طلبتُ من مديرِ الفرعِ الاتّصال بي.

البريد الإلكتروني والثقة

لكي نكونَ مُنصفين معهُ، اتّصلَ بي وشرحَ ما حدثَ: لديهم نظامان وقد استخدموا النّظامَ الخطأ. تقبّلتُ ذلك، لكنّني أخبرتهُ أنّ مثلَ هذا الخطأ يجبُ ألّا يحدثَ أبداً، وأنّ عنوانَ البريد الإلكتروني المُرسَل منه يلعبُ دوراً مُهمّاً في بناء الثّقةِ، خاصّةً عند مناقشة القضايا الماليّة. وافقني الرّأي وقال إنّهم سيعملون على تحسينِ ذلكَ.

لكن الموضوع لا يخصُّ شؤون المواردِ الماليّةِ فقط: بريدُ عملكَ الإلكترونيّ مهمٌّ في جميع الأمور، بغضّ النّظرِ عن حجم شركتكَ، فيجبُ ألّا يُثيرَ عنوان البريد الإلكتروني المُرسَل منه أيّ استفساراتٍ أو شُبهاتٍ.

أمّا بالنّسبة لطرحِ الأسئلةِ، فإليكم قصّةٌ شخصيّةٌ أُخرى عن البريدِ الإلكترونيّ: بدأتُ الكتابةَ لعميلتي "كريست كابيتال" 17 سنواتٍ مضت. في البداية، كان كلّ عملي داخليّاً، مثل: كتابة محتوى الويب والمواد التّسويقيّة.

بمرورِ الوقتِ، عندما تعلّمتُ المزيَد عن الأعمالِ، وتخصّصتُ في تمويل المُعدّاتِ والإقراضِ، توسّعت مهمّتي لتشملَ كتابةَ مقالاتٍ عن تمويلِ المُعدّاتِ والنّشر في مجلاتِ التّجارةِ الخارجيّةِ. وفي هذا السّياق، أتواصلُ مع أطرافٍ ثالثةٍ، وأُمثّلُ "كريست كابيتال"؛ لذلك أستخدمُ حساب البريد الإلكترونيّ @crestcapital الذي قاموا بتعيينه لي. وهذا يُبعدُ عنّي الأسئلةِ الّتي قد تنشأُ إذا كُنتَ سأستخدمُ عنوانَ بريدي الإلكترونيّ الشّخصيّ "clear-writing".

حاليّاً وبعد أن شرحتُ وجهةَ نظري في البريد الإلكتروني والمصداقيّةِ، فإليكَ بعض النّصائح والاختباراتِ الّتي يجبُ أن تأخذها في الاعتبارِ:

• إذا كان لديكَ عنوان URL خاصٌ بالشّركةِ، فيجبُ أن يكونَ بريدكَ الإلكترونيّ <whatever>@your-url dot com. على سبيل المثال، إذا احتاجَ نظامكَ إلى إضافة شيءٍ آخر أو إدراج قسمٍ أمامهُ أو ما شابه ذلكَ، فسيؤدّي ذلكَ إلى إتلافِ موثوقيّتكَ. لا يهتمّ العميلُ إذا كان هذا هو نظامكَ، ببساطةٍ هذه ليست مشكلتهُ؛ لذا حاول إصلاحَ ذلكَ.
• اترك خدمةَ البريد الإلكترونيّ المجانيّةَ العامّةَ مثل @gmail للاستخدامِ الشّخصيّ. إذا كُنتَ ترى Gmail أو أيّ خدمةٍ مجانيّةٍ أُخرى في البريد الإلكتروني للأعمالِ، فهذا سيُعطي انطباعاً سلبيّاً مباشرةً. الحصول على عنوان بريدٍ إلكترونيٍّ رسميٍّ من عنوان URL الخاصّ بشركتكَ أمرٌ سهلٌ وغير مُكلفٍ، ويُمكنكَ القيام بذلك من خلال Gmail مقابلَ بضعة دولاراتٍ في الشّهر. وللعلمِ تحاولُ العديدُ من الشّركاتِ النّاشئةِ، استخدام العنوان المجانيّ العامّ، لكن ببساطةٍ يُشيرُ هذا الأمرُ إلى عدم استثماركَ الذّاتيّ الكافي للحصول على عنوان URL وبريد إلكتروني مناسبٍ. وإذا كُنتَ لا تُصدّق نفسكَ إلى هذا الحدّ، فلماذا أُصدّقك في رأيي، هذا سؤالٌ منطقيٌّ إلى حدٍّ ما.
• تحقّق من كيفيّة ظهورِ عنوانِ بريدكَ الإلكترونيّ "من" لدى المُستَلِمين. ولكن ليس فقط التّحقّق من ذلك من جانبكَ فقط -أرسل بريداً إلكترونيّاً إلى شخصٍ آخر، أو تحقّق من جهازِ الحاسوبِ أو الهاتفِ الخاصّ به- لكي ترى كيف يتمّ عرضُ "من". لقد رأيتُ العديدَ من الأشخاصِ غير مُدركين أنّ عنوانهم المعروض غريبٌ.

إنّ عملياتِ الاحتيالِ أكثر انتشاراً بشكلٍ يوميٍّ، فإذا أثارَ عنوان بريدك الإلكتروني المُرسل منهُ أي تساؤلاتٍ على الإطلاقِ، فسوف يؤذّيك ذلكَ؛ لذا تأكّد من أن عنوانَكَ نظيفٌ وواضحٌ.