هل يجب إخبار المرشحين أن الشركة لا تعطي زيادة على الرواتب؟
أسئلة تجيب عنها أليسون جرين، وهي كاتبة في موقع Inc.com، حول قضايا العمل وإدارة الأعمال
تجيبُ أليسون جرين، وهي كاتبةٌ في موقعِ Inc.com، على أسئلةٍ حول قضايا العملِ وإدارةِ الأعمالِ، يتضمّنُ ذلك كلّ شيءٍ من كيفيّةِ التّعاملِ مع رئيسِ عملٍ يفرضُ سيطرته بشكلٍ مبالغٍ به إلى طريقةٍ تستطيعُ بها إخبارَ شخصٍ في فريقِ عملكَ عن رائحةِ جسدهِ الكريهةَ. [1]
وفيما يلي ملّخصٌ لإجاباتٍ ردّت فيها على أربعةِ أسئلةٍ من القرّاءِ:
- هل يجب أن أخبر مرشّحي الوظائفِ بأنّ الشّركةَ لا تعطي زيادةً على الرّاتبِ؟
استعاضت مؤسّستي مؤخّراً عن الزّياداتِ في الأجورِ الاستحقاقيّةِ بمنحِ الموظّفين مكافآتٍ محدّدةٍ. وصحيحٌ أنّني أعارضُ شخصيّاً هذا النّوعَ من الممارساتِ وأعتبرها سيئةً، وأشعرُ في الوقتِ نفسهِ بالقلقِ بشأن مسؤوليتي تجاهَ الموظّفين الجددِ، لكنّني لم أكن لأفكرَ في السّؤالِ عن أمرٍ كهذا عندما كنتُ مرشّحاً. والآن أنا في صددِ توظيفِ شخصٍ مبتدئٍ، ومن المحتملِ أن تكونَ امرأةً شابةً بالنظرِ إلى مجالِ عملنا. أرغبُ في أن أكون صريحاً بشأنِ فرصِ النّموّ وأن أخبرهم بسياسةِ الشّركةِ. ومع ذلك، أنا أيضاً قلقٌ جدّاً من أنّنا قد نفقد مرشّحين مميّزين، وأنا بحاجةٍ ماسةٍ إلى شغلِ هذه الوظيفةِ. كيف يمكنني تحقيقُ توازنٍ بين العدالةِ والشفافيةِ وبين توظيفِ أفضلِ الكفاءاتِ؟ هل يمكنني فعلُ ذلك بناءً على هذه السّياسةِ؟
تجيب جرين:
إنّها سياسةٌ سيئةٌ للغايةِ، وستثيرُ استياءَ المرشّحينَ الجيدين الذين سيكونُ لديهم خياراتٌ أخرى (مثل قبولِ وظيفةٍ لا تجمّدُ راتبهم على المستوى الذي دخلوا به). ولكن أعتقدُ أنه يجبُ على المرءِ أن يكون صريحاً بهذا الخصوصِ، بما أنه عاملٌ هامٌّ لنجاحِ طريقةِ التّعاطي مع الأمورِ المتعلّقةِ بتعويضِ الموظّفِ الجديدِ، ومن المرجّحِ أنّ الأشخاصَ يشعرون بحالٍ أفضلَ إذا كانوا على معرفةٍ بهذه الأمورِ من البدايةِ بدلاً من أن يفاجؤوا بها بعدَ حينٍ.
لكن هل من شأن ذلك أن يفشلَ قدرتك على ملءِ الشّاغرِ؟ على الأرجحِ لا، ستفقدُ بعضَ المرشّحين الأقوياءِ، لكن يبقى الاحتمالُ موجوداً في أن تجدَ من يناسبُ الوظيفةَ الشاغرةَ، وهو مستعدٌّ أيضاً لشغلها. لكن ستكونُ لديهم خطّةٌ للبقاءِ فقط لبضعِ سنواتٍ كحدٍّ أقصى، حتى لا يطالهم أثرُ السّياسةِ المجحفةِ المتّبعةِ بالقدرِ نفسهِ كما لو بقوا في هذه الوظيفةِ لمدّةٍ طويلةٍ.
شاهد أيضاً: إعلان الرواتب في الوظائف: الإفصاح من البداية أم يُحدد أثناء المقابلة؟
- تُعلّق زميلتي في العمل على مظهري كثيراً، ماذا أفعل؟
لديّ زميلةٌ اسمها بريندا، وهي أكبرُ سنّاً مني بكثيرٍ، وتميلُ إلى التعليقِ على مظهري كثيراً. وعادةً ما تكون تعليقاتُها حول اعتقادها بأنّني لا أرتدي ملابسي بشكلٍ يتناسبُ مع تغييراتِ الطقسِ. ولكن ذات يومٍ علقت على "فتحةِ فستاني الكبيرة ِمن فوق" (لم تكن كما وصفتها) وكم بدوتُ أنيقةً بها، وأن عليّ في أكثرِ الأحيانِ ألا أتردّد بإظهارِ قوامي على هذا النّحوِ.
أنا أعلمُ أنّ كلامها ذلك نابعٌ من شعورٍ كذلك الذي تكنّه الأمُ تجاهَ ابنتها، وربّما تعتقدُ أنّها تجاملني، ولكنّني لا أجدُ ذلك مزعجاً وحسب، وإنّما غير مريح أيضاً. كيف يمكنني أن أجعلها تكفّ عن هذا دون إغضابها؟ إنّها شخصٌ يعاني من التّقلباتِ المزاجيّةِ بشكلٍ عامٍ. هل يجبُ عليّ أن أتحملها؟ لا أستطيعُ أن أتخيّلَ نفسي أفعلُ مثلها، وأعلّقُ على مظهرِ شخصٍ ما إلّا بأشياءٍ من قبيل "يُعجبني هذا الزّيّ!"
تجيب جرين:
غالباً ما يتحمّلُ النّاسُ هذا النّوعَ من السّلوكِ، لأنّهم يشعرون بالإحراجِ عند معارضتهِ. ولكن بريندا قد تجاوزت الحدَّ في الإزعاجِ وغدا تصرّفها غير لائق نهائيّاً. إذ لا يجدر بها إطلاقاً التّعليقُ على "فتحةِ الفستانِ الكبيرةِ من فوق" أو أن تطلبَ منك إظهارَ قوامكِ!
حتى قبل تعليقها الأخيرِ، كان من المناسبِ تماماً أن تقولي لها "أنتِ تعطين ملاحظاتٍ كثيرةٍ على ملابسي، وأفضلُ ألّا تفعلي ذلك." وبالتأكيدِ يُمكنك الإدلاءُ بذلك الآن. وإذا صدرَ منها أيّ تعليقاتٍ أخرى تتجاوزُ الحدودَ، يجب أن تظهري صدمتكِ بوضوحٍ وتقولي "يا إلهي! تعليقاتك هذه لا تريحني أبداً. رجاءً لا أرغب في أن يتحدّثَ أحدٌ عن جسدي أو ملابسي." في الواقعِ، لديك الحقُّ في أن تكوني أكثرَ صراحةً من ذلك، إذا شئتِ كأن تقولي لها : "هذا غيرُ لائقٍ، من فضلكِ كفي عن ذلك". ولكن إذا كنتِ ترتاحين أكثرَ في التّحدّثِ بلهجةٍ أقلّ صرامةٍ بعض الشّيء، فلا يزالُ من الممكنِ أن تصلها الرّسالةُ.
شاهد أيضاً: صياغة أسئلة مقابلة فعّالة لتوظيفٍ جديدٍ
- هل آخذ إجازة بلا راتب لـ "توفير" إجازة مدفوعة الأجر لاحقاً؟
أنا أتولّى مسؤوليّاتِ إدارةِ الموارد البشرية في شركةٍ صغيرةٍ، ومؤخّراً سألني موظّفان شابان لم يسبقْ لهما العملُ بعملٍ فيه إجازاتٌ مدفوعةُ الأجرِ، إذا كان بإمكانهما أخذُ بضعةِ أيامٍ كإجازةٍ غير مدفوعةٍ لـ "توفيرِ" أيامِ الإجازة المدفوعةِ الخاصّةِ بهم لاحقاً. فالسّياسةُ المتّبعة لدينا بخصوصِ الإجازاتِ هي "خُذها أو ستخسرها"، لذلك ليس هناك إمكانيّةٌ لتوفيرِ أيامٍ لأخذِ إجازاتٍ فيها في المستقبلِ.
هل من المقبولِ أن نشيرَ في سياساتنا إلى أنّه إذا كان متاحاً أمامَ الموظّفين أيامُ إجازةٍ مدفوعةِ الأجرِ ، فإنّهم ملزمون بأخذها أولاً قبل أن يَطلبوا إجازةً غير مدفوعةِ الأجرِ؟ بشكلٍ عامٍ، أريدُ الدّفعَ للنّاسِ مقابلَ ما يكسبونه، ويبدو من الغريبِ جدّاً أن يُطلبَ مني أحدهم أخذُ إجازةٍ غير مدفوعةِ الأجرِ عندما تكونُ متاحةً لديه إجازةٌ مدفوعةُ الأجرِ!
تجيب جرين:
من الطّبيعيّ جدّاً أن يتمّ استخدامُ أيّامِ الإجازةِ المدفوعةِ الأجرِ أولاً قبلَ النّظرِ في توفيرِ إجازةٍ غير مدفوعةِ الأجرِ.
في الواقعِ، في العديدِ من المؤسّساتِ، لا يعتبر وجودُ إجازةٍ غير مدفوعةِ الأجرِ خياراً بحقٍّ إلّا في حالاتٍ استثنائيةٍ. والفكرةُ هنا هي أنّك قد قمتَ بتخطيطِ مستوياتِ العمالةِ على افتراضِ أنّ الناسَ سيكونون في العملِ طوال الوقتِ، باستثناءِ الإجازاتِ المدفوعةِ الأجرِ (بالطّبعِ، يقومُ أربابُ العملِ العقلاءُ بعملِ استثناءاتٍ عند الحاجةِ).
لذا نعم، يمكنك أن تطلبَ من النّاسِ استخدامَ أيامِ الإجازةِ المدفوعةِ الأجرِ المتراكمةِ أوّلاً. وقد يكون من المفيدِ أيضاً شرحُ مفهومِ مستوياتِ العمالةِ لهم، حتى يفهموا السّببَ وراء هذه السّياسةِ.
شاهد أيضاً: فن قضاء وقت ممتع في العطل
- عميلي ألمحَ إلى أنّ عملي سهلٌ وممتعٌ لدرجةٍ أنه لا ينبغي أن أكون بحاجةٍ إلى الابتعادِ عن التّواصلِ، فهل يجب عليّ تصحيحُ تصورهِ عن عملي بلطفٍ؟
أنا استشاريّ تسويقٍ أعملُ بشكلٍ مستقلٍّ في صناعةٍ يعتبرها الكثيرون "ممتعةً". إذ يتضمّنُ عملي: تصوير النّبيذِ والطّعامِ والمساعدة في التّرويجِ لعروضِ عملائي المتضمّنة الأطباقَ اللّذيذةَ. أدركُ أنه بالنّسبةِ لمن ينظرُ من بعيدٍ، يمكنُ أن يظهرَ ما أفعله أكثرَ متعةً مما يبدو العملُ عادةً. وهو في الواقعِ ممتعٌ! ومع ذلكَ، أنا أعملُ بجدٍّ، وأقومُ بتتبّعِ تحليلاتٍ شاملةٍ، وأحقّقُ توازناً بين احتياجاتِ ومطالبِ عملاءَ متعددين. بينما أحبُّ ما أقومُ به، إلّا أنّه لا يزال عملاً، ولا يعدُّ القيامُ به بالأمرِ السّهلِ على الدّوامِ، على الرّغمِ من الطّابعِ "الممتعِ" للأشياءِ التي أسوّقُ لها.
هل من الممكنِ أن تساعدني في العثورِ على صياغةٍ مناسبةٍ للرّدّ على رسالةِ العميلِ التي أزعجتني؟ إذ إنه أرسلَ لي رسالةً بالبريدِ الإلكترونيّ في نهايةِ الأسبوعِ لتأكيدِ الموافقةِ على التّسليمِ، وأنّ المادّةَ يمكن نشرها. ردّي كان أوّلَ الأمرِ في صباحِ الاثنين، شكرته فيه على صبرهِ، وشرحتُ له أنّني أحرصُ على الابتعادِ عن التّواصلِ خلال عطلةِ نهايةِ الأسبوعِ، وأنّ التّسليمَ الآن مجدولٌ. ردّ عليّ بشكلٍ "ممزوجٍ بالمزاحِ" بقوله: "نعم، لا بدَّ أن يكون شرب النبيذِ وتناولُ الطّعامِ مرهقاً... أنا أمزحُ فقط." كأنّ كلّ ما أقوم ُبه هو متعةٌ فقط، ولا يوجدُ سببٌ للابتعادِ! هذا "المزاحُ" لم يكن مضحكاً بالنسبةِ لي، ويبدو أنه يستخفُّ بعملي برمّته. فهل يجبُ عليّ تصحيحُ تصورّه عن عملي بلطفٍ؟ أم أنّني هنا في موقفٍ هو غايةٌ في التّبريرِ، ويجب عليّ ألّا أقفَ على هذا الأمرِ؟
تجيب جرين:
نعم، أنتَ في مجالِ عملٍ يفترضُ بعضُ الأشخاصِ على أنّه كلّه متعةٌ وملّذاتٌ، أو على الأقلّ سيطلقونَ نكاتٍ مزعجة على ذلك. ولكن إذا حاولتَ تصحيحَ مفاهيمهم أو تثقيفهم حول هذا العملِ في كلّ مرّةٍ، فستجازفُ في الظّهورِ كشخصٍ لا يفهم الفكاهةَ. ومعظمُ هذه التّعليقاتِ هي نكاتٌ ولّدها خيالُ البعضِ حول كيف يكون العملُ الذي يشملُ تناولَ الطّعامِ وشربَ النبيذِ، ولا تعكس وجهاتُ نظرٍ جادةٍ حول ما تقوم به حقّاً. إنّها مزعجةٌ، ولكنّها سترافقك في مجالِ العملِ.
إذاً فلا تلقِ لها بالاً! أمّا إذا بدا الأمرُ وكأنّه يعترضُ حقّاً على عدمِ عملك خلالَ عطلاتِ نهايةِ الأسبوعِ، فحينها يمكنك التّحدّثُ معه حول هذه النّقطةِ. ولكن في الوقتِ الحالي، افترض أنّه كان مجرّد تعليقٍ غبيّ، لا يتطلّبْ منكَ أن تأخذه على محملِ الجدِّ وتردُّ عليه.