هل يجب على المدراء القلق من استبدالهم بالذكاء الاصطناعي؟
شركة Asana تطلق زملاء العمل بالذكاء الاصطناعي لأتمتة مهام المديرين، مما يثير مخاوف جديدة بشأن مستقبل وظائف الإدارة في عصر الذكاء الاصطناعي
في العديدِ من الصّناعات مثل النّقل بالشّاحنات، وكتابة السّيناريو، وتطوير البرمجيّات، يشعرُ العمّالُ بالقلق المُتزايد من أنّ الذكاء الاصطناعي سيحلّ محلّهم في وظائفهم في المستقبل.
لكن هل ينبغي أن يكونَ القلقُ مقتصراً على العمّال فقط؟ إعلانٌ جديدٌ من شركة Asana، المُتخصّصة في برامج إدارة العمل، يشيرُ إلى أنّ المُدراء أيضاً قد يواجهون خطر أتمتة بعض مسؤوليّاتهم. الشّركة التي تتّخذُ من سان فرانسيسكو مقرّاً لها تطلقُ ما تسمّيه "زملاء العمل بالذكاء الاصطناعي"، وهي روبوتات محادثةٍ تستطيعُ تقديم المشورة حول الأولويّات، وتعزيز سير العمل، وحتّى اتّخاذ إجراءاتٍ بشأن العمل. وبفضل نموذج البيانات الخاصّ بـ Asana المعروف بـ "رسم العمل البيانيّ"، الذي يربطُ العمل وسير العمل بأهداف الشّركة العُليا، يُفترض أن تكونَ الروبوتات قادرةً على تعيين المشاريع، وفرز المهامّ، وتحديد المُشكلات التي تُعيقُ نجاح الفريق.
بمعنى آخر، ستتولّى الرّوبوتات الكثيرَ من المهامّ التي يقوم بها المُديرون حاليّاً. (أظهرت دراسةٌ العام الماضي أنّ 49% من الرّؤساء التّنفيذيّين يعتقدون أنّ معظمَ أو كلَّ دورهم يجب أن يكونَ مؤتمتاً بالكامل).
تقول Asana إنّ إحدى الشّركات التي تبنّت هذا الحلّ مبكراً، وهي شركة إعلاناتٍ خارجيّةٌ، تستخدم بالفعل زملاء العمل بالذكاء الاصطناعي لأتمتة جوانب من عمليّة الطّلبات، بما في ذلك تفويض المهام للموظّفين المُحدّدين والمساعدة في بحث العملاء. عميلٌ آخر لـ Asana، وهي شركة أمن سيبراني، أفادت بأنّها استخدمت البرنامج لفرض قواعد التّسميّة الدّاخليّة وترجمة المحتوى لضمان الاتّساق في العلامة التّجاريّة.
وفي نفس الإعلان، أشارت Asana إلى أداة محادثةٍ بالذكاء الاصطناعي ستُطلق في وقتٍ لاحقٍ من هذا الشّهر، ستكون قادرةً على الإجابة على أسئلة مكان العمل مثل: "من في شركتي يعرف عن هذا الموضوع؟"
وفقاً لموقع The Verge، أطلقت كلٌّ من Google وAmazon وMicrosoft مؤخّراً أدوات ذكاء اصطناعي مشابهةً.
بالتّأكيد، لا يزال الذكاء الاصطناعي بعيداً عن استبدال العمل البشريّ بشكلٍ كاملٍ، ويُعتقد مؤيّدوه الأكثر تفاؤلاً أنّه سيخدم بشكلٍ أساسيٍّ في تعزيز -بدلاً من استبدال- هذا العمل، وأداة Asana الجديدةُ، على سبيل المثال، لا تزالُ بحاجةٍ إلى البشر في كلّ خطوةٍ.
وقال المؤسّسُ المُشاركُ والرّئيس التّنفيذيّ لشركة Asana، داستن موسكوفيتز، في بيانٍ حول منتج الزّملاء: "مستقبلُ العمل يتعلّق بدمج البشر والذكاء الاصطناعي للعمل معاً بسلاسةٍ، وهذه هي الطّريقةُ لتعزيز الإنتاجيّة والابتكار الذي يجلبُ القيمة النّهائيّة".
لكنّ العمّال العاديّين، القلقين بشأن مستقبل وظائفهم، لم يكونوا دائماً مُقتنعين بذلك. ومع ازدياد اهتمام صناعة الذكاء الاصطناعي بأتمتة الأدوار العُليا -"إذا كان الذكاء الاصطناعي يستطيعُ القيام بوظيفتكَ، ربّما يُمكنه أيضاً استبدال رئيسكَ التّنفيذيّ"، كما اقترحت واحدةٌ من عناوين صحيفة نيويورك تايمز مؤخّراً- قد يبدأ المُديرون قريباً في مشاركة نفس المخاوف.