هل يمكن لنصيحة من Elon Musk أن تحسّن مستقبل إنتاجية شركتك؟
استراتيجية عبقرية ينتهجها إيلون ماسك لتحويل المؤسسات إلى محركات إنتاجية مبتكرة، فهذه القاعدة البسيطة قد تكون مفتاح النجاح لشركتك
تختلفُ وجهات النَّظر بشأن إيلون ماسك، بوصفه قائداً وشخصيَّةً عامةً بارزةً، ويوجِّه بعضهم انتقاداتٍ لأساليبه العمليَّة المكثَّفة، التي قد يراها بعضهم مجهدةً، وكذلك لأسلوبه في التَّواصل، وطريقته الجريئة في التَّغريد وإصدار التَّصريحات العامَّة، سواءً عبر التَّغريدات أو الرَّسائل الإلكترونيَّة المسرَّبة، قد أثارت قلق المستثمرين والموظَّفين والجمهور على السَّواء.
واجه ماسك تحدِّياتٍ كبيرة في إدارة مجموعة شركاتهِ، خاصَّةً خلال الأوقات التي تشتدُّ فيها الضُّغوط، ومع ذلك، يُظهر أحياناً قدرةً على طرح أفكارٍ غير تقليديَّةٍ ومبتكرةٍ، تبعث على الإلهام.
ومع تنامي شركات إيلون ماسك وتوسُّعها، تُطبِّق سياساتٍ وقوانين لضمان استمراريَّة النِّظام والتَّنظيم، ومع أنَّ هذا النَّهج يُعدُّ ضروريَّاً ومفهوماً، إلا أنَّ المشكلةَ تظهر عندما تصبح هذه القواعد عائقاً أمام الكفاءة، ولا تعود تخدم مصلحة العمل، وقبل سنواتٍ، بعث ماسك برسالةٍ إلكترونيَّةٍ مطوَّلةٍ إلى موظَّفي "Tesla"، ضمنها سلسلة من "التَّوصيات لزيادة الإنتاجيَّة"، إذ تضمّنت إرشاداتٍ حول إدارة الاجتماعات وتحقيق التَّواصل الفعّال لتسريع عمليَّة اتِّخاذ القرار، ونصح ماسك بالاستناد إلى الحسِّ السَّليم في اتِّخاذ القرارات، حتَّى وإن تطلَّب الأمر تجاوز القواعد الرَّسميَّة:
If following a 'company rule' is obviously ridiculous in a particular situation, such that it would make for a great Dilbert cartoon, then the rule should change.
إذا بدا التَّقيُّد بـ"قاعدة الشَّركة" غير منطقيٍّ بشكلٍ يكفي لإلهام كاريكاتير لـ Dilbert، فمن الضَّروريّ إعادة النَّظر في تلك القاعدة وتغييرها.
وهذا ما نصح به ماسك موظَّفي "Tesla"، وكان محقَّاً في ذلك، وغالباً ما نجد أنفسنا محاولين الابتكار ونحن مكبلّون بقواعد وتعليماتٍ بيروقراطيَّةٍ معقّدةٍ تعيق إبداعنا وإنتاجيّتنا، وإذا كانت القواعد تمثِّل عائقاً، فمن المهمِّ إلغاؤها والتَّخلِّي عن النِّظام الصَّارم الذي يفرضها.
لقد تغيّرت الأمور، فالموظَّفون في وقتنا الحاليّ يتمتَّعون بمزيدٍ من المرونةِ ويسعون إلى لعب دورٍ أكبر في عمليَّة اتِّخاذ القرارات، والهيكليَّة التَّنظيميَّة البيروقراطيَّة أصبحت من الماضي؛ اليوم، الحرية والتَّعاون والشَّفافيّضة هي الأسس الجديدة.
إذا كنت تواجه مشكلاتٍ، مثل ارتفاع نسبة تغيير الموظَّفين وقلَّة انخراطهم، فإنَّ أفضل استراتيجيَّةٍ هي تعزيز "روح ريادة الأعمال" ضمن ثقافة المؤسَّسة، بعبارةٍ أخرى، ينبغي معاملة الموظَّفين البارزين كأصحاب أعمالٍ ومنحهم الحريَّة لاستخدام إبداعاتهم.
شاهد أيضاً: قاعدة وارن بافيت الأولى في التوظيف: هذه الصّفة أهم من الذكاء
ومن خلال تجربتي في تدريب مئات المديرين الَّذين كانوا متمسِّكين بالقواعد على القيادة الخادمة، شهّدت تحوّلاً سريعاً في سلوك الموظَّفين من اللامبالاة والبحث عن فرص عملٍ أخرى إلى الإسهام الفعّال والحماس، وهذا التَّحوُّل يأتي مع تأسيس ثقافةٍ رياديَّةٍ تعزِّز ملكيَّة العمل ضمن المؤسَّسة، وهناك ثلاث استراتيجيَّاتٍ رئيسيَّةٍ للانتقال من ثقافةٍ تعتمد على القواعد إلى ثقافةٍ رياديَّةٍ:
-
تمكين الأفراد ليفكِّروا ويتصرَّفوا كأصحاب أعمالٍ: يجب على المديرين تشجيع الموظَّفين على اتِّخاذ القرارات، وقد يتطلَّب هذا التَّغيير في الإدارة تسهيل عمليَّة اتِّخاذ القرار والموافقات وتقديم التَّدريب اللازم للتَّفويض.
-
التَّخفيف من القواعد: لخلق بيئةٍ تُشجّع الموظَّفين على التَّفكير كأصحاب أعمالٍ، من الضَّروريّ تقليل القوانين والسِّياسات غير الضَّروريَّة، ويمكن للإجراءات المعقَّدة ومستويات الموافقة البيروقراطيَّة أن تقيّدَ الرُّوح الرِّياديَّة.
-
التَّواصل عبر أقصر طريقٍ: يجب تجنُّب السَّير عبر طبقاتٍ إداريَّةٍ متعدّدةٍ وقنوات تواصلٍ مختلفةٍ لتسريع العمليَّات وتعزيز الابتكار، ويرى ماسك أنَّ المعلومات ينبغي أن تتدفَّقَ بحريَّةٍ بين جميع المستويات، لضمان أكفأ طريقٍ للتَّواصل وزيادة الإنتاجيَّة.
بهذه الطَّريقة، يمكن للمديرين تحسين كفاءتهم وتعزيز بيئة عملٍ تشجِّع على الابتكار والإبداع.
لمزيدٍ من النصائح في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.