هل يمكنك استخدام الألفاظ النابية في العمل؟ إليك إجابة علمية مدروسة
بصرف النّظر عن لغة إيلون ماسك "Elon Musk" الفظّة، ثمة طريقة صحيحة لاستخدام الشتائم.
بقلم نيك هوكينز Nick Hawkins، مساعد منتج ويب.
هناك طريقةٌ صحيحةٌ وطريقةٌ خاطئةٌ لاستخدام الشّتائم، فتعليقُ إيلون ماسك الخادش حول الشّركاتِ التي سحبت إعلاناتها من X بعدِ تأييدهِ الظّاهر لتصريحاتٍ معاديةٍ للسّاميةِ هو مثالٌ على الطّريقة الخاطئة. إذ خلال مقابلةٍ في DealBook Summit في نيويورك تايمز مع أندرو روس سوركين Andrew Ross Sorkin، قال ماسك: "إذا كان شخصٌ ما سيحاول ابتزازي بالإعلاناتِ، يعني محاولة ابتزازي بالمالِ، فليذهب إلى الجحيمِ"، قال ماسك وأضاف: "بما في ذلك بوب"، مشيراً إلى الرّئيس التّنفيذي لشركة ديزني، بوب آيجر Bob Iger، الذي كان على المسرحِ في وقتٍ سابقٍ من الحدثِ، وعندما حاولَ سوركين الرّد، أصرّ ماسك على تكرارِ: "اذهب إلى الجحيم". [1]
ولكن ليس كل استخدامٍ للشّتائم سيئ، إذ تشيرُ الدّراسات إلى الفوائدِ العصبيّة لإلقاء الألفاظِ النّابية بشكلٍ انتقائيٍّ، ولكنّها تكشفُ أيضاً أنّ استخدامَ الشّتائمِ أصبح أكثر انتشاراً بين المسؤولين التّنفيذيين في بيئاتِ العمل في السّنوات الأخيرة، كما كشفت الدّراسات الأخرى أيضاً أن الأشخاص الذين يستخدمون الشّتائم يُعتبرون أكثر صدقاً من الذين لا يستخدمونها. ولكن إذا كنتَ تفكّر في دخولِ العملِ غداً ورشّ الشّتائم على فريقكَ؟ إيّاك أن تفعلَ ذلكَ. وتذكّر، التّعنيفات اللّئيمة الشّبيهة بلغة ماسك ليست حكيمةً. ومع ذلك، قد تكون حالات الاستخدام الأخرى مفيدةً في مكانها. بناءً على ذلك، إليك كيف يُمكن لرجال الأعمال استخدام الشّتائم بنجاحٍ كأداةٍ إيجابيّةٍ.
اعرف جمهورك
ربما يكون هذا هو أهمّ جزءٍ في استخدام الشّتائم في العمل: من سيسمعكَ وكيف سيتلقّها؟ مؤخّراً، خلال تسجيل حلقةٍ من بودكاست" Inc. Uncensored"، وهو بودكاست من وسائلِ الإعلام التّجاريّة الخاصّة بـ Inc. يتناول قضايا الرّيادة بعمقٍ، ذكرت كاثرين مينشو، Kathryn Minshew، المؤسِّسة والرّئيسة التّنفيذية لـ Muse ، بشكلٍ عفويٍّ أنّه في بداية مسيرتها المهنيّة، اقترح بعض زملائها التّنفيذيين عليها أن تلقي "لفظة نابية" في أوّل اجتماعٍ لها مع فريقٍ جديدٍ. كما أخبرها زملاؤها أنّها إن لم تفعل ذلك، سيظنّ أفراد الفريق أنّهم لا يمكنهم استخدام الشّتائم أمامها، بمعنى آخر، قالوا لها إنّ القيام بذلك سيجعلهم في راحةٍ، ويجعلها تبدو أكثر قرباً لهم. وتقول مينشو: "لذلك استجبت لهم وقلت، حسناً، هذا مضحكٌ؛ لنفعلَ ذلك! ولم أتوقّف بعدها عن ذلك".
تقولُ الكاتبة البريطانيّة وخبيرة الشّتائم، إيما بيرن Emma Byrne، مؤلّفة كتاب "الشتائم جيدة لك: العلوم المدهشة لاستخدام اللّغة السّيئة"، إنّ هناك عدّة عوامل تلعبُ دوراً هنا: العامل الأوّل هو أنّ الشّتائم أكثر انتشاراً بكثيرٍ بين الرّجال، ويرجع ذلك إلى أنّ الرّجال عادةً ما يكون لديهم مفرداتٌ عاطفيّةٌ أقلّ بكثيرٍ مقارنةً بالنّساء، ويعتمدون على اللّفظ النّابي للتّعويض وتكثيف ما يقولون. لذلك، يمكن أن تشيرَ كلمةٌ نابيةٌ تأتي في مكانٍ مناسبٍ إلى أنّها تتحدّث لغتهم. كما تشير بيرن أيضاً إلى أنّ النّساء عادةً ما يُهيّأن للتّحدث بطريقةٍ ملتويةٍ وغير مباشرةٍ أكثر من الرّجال، لذلك يُمكن أن تكونَ الكلمةُ النّابية وسيلةً للقولِ "من المقبولِ التّحدث إليّ بطريقةٍ مباشرةٍ".
وتقول بيرن إنّها وجدت نفسها في هذا الموقفِ مراراً وتكراراً. كامرأةٍ في مجالٍ يهيمن عليه الرّجال، وجدت أنّ هذه استراتيجيةٌ فعّالةٌ لتحطيمِ الحواجزِ وتهدئةِ "الخوفِ من الحاجةِ إلى التّبجيل والاحترام"، كما تقول بيرن: "عدم القدرة على أن يكونوا صريحين جدّاً معي، كما يمكن أن يكونوا مع زملاء العمل الذّكور."
شاهد أيضاً: 6 خطوات لزرع ثقافة التوقعات الصريحة والمسؤولية القوية في فريق عمل
اعرف السياق
سواء كنت ستلتقي بفريقكَ للمرّة الأولى مثل مينشو، أو تتحدّث أمام جمهورٍ خارجيٍّ مثل ماسك، أو تتحدّث في اجتماعٍ لجميع الموظّفين في الشّركة، من المهمّ معرفة السّياق عندما تُخطّط لإلقاء شتيمةٍ. فهل تريد أن تصدمَ الآخرين؟ أم ترغبُ في التّأقلم مع الجماعةِ؟ اعتماداً على النّتيجة المرجوة، سترغب في تكييف لغتكَ. يقول مؤسّس شركة Denny Cherry & Associates Consulting، ديني تشيري، إنّه عندما يكون غير متأكد من كيفيّة تلقي الآخرين للشّتائم، يترك لشريك الحوار أن يأخذَ الخطوة الأولى. "عند لقاء عميلٍ جديدٍ، يُكون نهجي هو السّماح لهم دائماً بإلقاءِ أوّل لفظٍ نابٍ خلال الحديث، وعندما يفعلون ذلكَ، أعلم أنّهم مستعدّون لتلقيهِ".
تُسمّي بيرن هذه المرحلة بمرحلةِ التّحايل (مثل مرحلة التّودّد والمغازلة في أوّل عمليّة المواعدةِ)، وتقولُ إنّها أداةٌ مفيدةٌ عند استخدام الألفاظ النّابية في العملِ. "تبدأ بشيء أكثر اعتدالاً، انظر إذا كان الشّخص الآخر يتقبّله، إذا تقبّله، عادةً ما يكون من بابِ اللّباقة بالّنسبة لهم أن يبنوا على هذا التّصرف، ويردّوا بلفظٍ نابٍ آخر بعد بضع جملٍ، لذلك هو بناءٌ من الألفاظِ النّابية المتدرّجة في قوّتها من لفظ 'اللّعنة' إلى 'اذهب إلى الجحيم'"، كما تقول بيرن.
تحلَّ بالمصداقية
المصداقيّة هي مكوّن رئيسيٌّ في استخدام لفظ نابٍ في العملِ، إذ تقول بيرن إنّه إذا لم يكن استخدام الشّتائم جزءاً من طبيعتكَ، فلا تفرضه فرضاً. تُستخدم معظم الشّتائم كوسيلةٍ لتسوية التّسلسل الاجتماعيّ، والقول بأنّنا في نفس المستوى؛ أنت وأنا، نحن في نفس المجموعةِ، نثق ببعضنا البعض، كما تقول بيرن. في حين أنّ جينيفر شيلك Jennifer Schielke، الرّئيسة التّنفيذية لشركة تكنولوجيا المعلومات Summit Group Solutions ، لا تستخدم الألفاظ النّابية لهذا السّبب بالضّبط، إذ تقول: "المرّات التي أجد فيها أنّني أقوم ببناء اتّصالٍ أفضل مع الآخرين هي عندما أكون حقاً مهتمّةً بهم، وأنفتح معهم لأكون عفويّةً وتلقائيّةً، وأنا أتواصل مع النّاس عن طريق العثور على نقاطٍ مشتركةٍ، وحتّى الآن، لم أجد نفسي محصورةً بالخيار الوحيد الذي يستلزم [استخدام] لفظ نابٍ مستظرَفٍ."
يُمكن أن يؤدّي استخدام الشّتائم بشكلٍ استراتيجيٍّ كوسيلةٍ للاتّصالِ إلى نتائج عكسيّة، إذا لم يكن تمثيلاً حقيقيّاً لشخصيتكَ. على سبيل المثال، عندما بدأ كلّ قائد أعمالٍ وسياسيٍّ في استخدامِ نفس الإيماءات بعد أن أظهرت أبحاث لغة الجسدِ أنّ هذا يُعبّر عن السّلطة، لا تزال الإيماءات تُستخدم، ولكن يُمكن أن تبدو مزيفةً لبعض الأشخاص. فتقول بيرن: "إنّ خطورة الظّهور بمظهرِ شخصٍ ليس لديه مصداقيّة، أو مجرّد عدم فهم عقليّة جمهوركَ تفوق في أهمّيتها أيّ نوعٍ من العفويّة والتّلقائية في الشّتائم".
لمزيدٍ من النّصائح الرّيادية في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.