رائد الأعمال ليس رجلاً آلياً.. استثمر العطل لتزيد من صحتك النفسية
نصائح مهمة لتنطلق نحو العام الجديد بطاقةٍ جديدةٍ قادرةٍ على زيادة إنتاجيتك
بقلم ماندي جيلبرت Mandy Gilbert، مؤسِّسة Creative Niche والرئيسة التنفيذية فيها
كروّادِ أعمالٍ، نحن معروفون بأخلاقِ العملِ والموقفِ الذي يجعلنا نسعى لتحقيقِ النّجاحِ في أعمالنا. نميلُ إلى العملِ على مدارِ السّاعةِ، ونعمل في جميعِ أوقاتِ النّهارِ واللّيلِ، ولا نستطيع أن نمنعَ أنفسنا عندما تقفز شرارةُ فكرةٍ رائعةٍ إلى أذهاننا! من السّهلِ أن نفقدَ أنفسنا في موجةِ فكرةٍ جديدةٍ. المشكلةُ التي نواجهها هي أنّ هذه الأفكارَ تستمرُ في التّدفقِ. إذاً، كيف ومتى يُفترض أن نستريحَ؟ قد لا يكون ذلك هو رغبتنا الطّبيعيّةُ. في الواقعِ، يعاني العديدُ منّا من إفراطٍ في العملِ، وفي التّعبِ، ويواجهون حالةَ انهيارٍ. دعونا نستغلّ الفرصةَ المتاحةَ أمامنا -موسم العطلِ- ونرْكَن إلى إعادةِ الضّبطِ بشكلٍ فعليّ. [1]
لقد جمعت بعض الأفكارِ لمساعدتكَ في الاسترخاءِ وإعادةِ الضّبطِ خلال موسمِ العطلِ. إذا كنّا جميعاً قادرين على إدخالِ هذه العاداتِ في روتيننا اليوميّ، فسيكون هذا أمراً رائعاً. ولكن دعونا نبدأ بالتّركيزِ على كيفيّةِ إعادةِ الشّحنِ الآن. أعلمُ أنّ كلّ هذا سهلٌ في الحديثِ وصعبٌ في التّطبيقِ، لذلك اعتبرها تذكيراً لك بأنّ فوائدَ الرّاحةِ تتفوّقُ بشكلٍ كبيرٍ على فوائدِ عاداتِ العملِ الدّائمِ، ويجب أن تجعلَ هذا أوّلويةً.
شاهد أيضاً: 5 طرق بسيطة وفعّالة لتخفيف ضغوط الحياة اليومية ورفع الإنتاجية
إعادة الضبط
طريقةٌ رئيسيّةٌ لتحقيقِ ذلك الشّعورِ بتجديدِ الحيويةِ هي التّخلصُ من الفوضى. صحيحٌ أنّ هذا يبدو وكأنّني أسندُ إليك واجباً منزليّاً، إلّا أنّه قد يكون أساسيّاً بالنّسبةِ لك أن تجدَ بنداً في قائمةِ أعمالكَ يُمكن تنفيذه قد تمّ تأكيدُ إنجازه قبل أن تسترخي تماماً، وتشعرَ بالاستعدادِ لعامٍ جديدٍ. كي تُدخلَ نفسك في العقليّةِ الصّحيحةِ لتعيدَ التّناغمَ مع أهدافكَ، دعونا نبدأ بإنشاءِ لوحةٍ فارغةٍ، ثمّ أعد ترتيبَ مساحتكَ عن طريقِ التّخلصِ من الفوضى في منزلكَ، وبيئةِ عملكَ، وحياتكَ الرّقميّةِ.
كم كانت رسائلُ البريِدِ الإلكترونيّ الّتي تلقيتها يوم الجمعةِ السّوداء؟ وكم من هذه المتاجرِ والشّركاتِ أنت تحتاج فعلاً أن تتلقى رسائلَ منها؟ ألغِ الاشتراكَ. قد يكون نظامُ التّصنيفِ الخاصّ بك هو ثقبٌ أسودٌ زمنيّ ضخمٌ، لذلك خصّص ساعةً أو ساعتين لمراجعةِ Google Drive الخاصّ بك، أو سطحِ المكتبِ، أو رسائلِ البريدِ الإلكترونيّ ونظّمها بطريقةٍ ذات كفاءةٍ وفعاليّةٍ.
سواء كنت تعملُ في المنزلِ أو في مكتبٍ، يجبُ أن تكونَ المساحةُ الّتي تعملُ فيها ملائمةً لسيرِ العملِ الصّحيّ، لذلك أفرغ مكتبكَ من الأشياءِ الّتي تملؤه، وأزل الفوضى من رؤيتكَ المحيطيةِ، وتأكّد من أنّ لديكَ مساحةٌ كافيةٌ للوقوفِ والتّحرّكِ بحريّةٍ.
جدّد نفسك وأنعشها
الآن بعدما قمتَ بإعادةِ تهيئةِ محيطكَ رقميّاً وفي مكانِ عملكَ، تعتبرُ أكثر طريقةٍ مثبَتةٍ للرّاحةِ العقليّةِ والجسديّةِ والرّوحيةِ هي الخروجُ إلى الطّبيعةِ. الجميعُ يعلمُ أن وجودَ الإنسانِ في الطّبيعةِ مفيدٌ لصحتهِ العامةِ، إذ سيساعدُ ذلك جهازَ المناعةِ لديكَ، ويقوّي صحّةَ قلبكَ الوعائيّةَ، ويحسّنُ مزاجك، سواء كنت تمارسُ التّمارين الرّياضيّةِ أم تجلس ببساطةٍ في الهواءِ الطّلقِ، سيجعلك وجودكَ بالخارجِ تشعرُ بالانتعاشِ. لن يكونَ لدى عقلٍ متوترٍ ومتعبٍ القدرةُ على إنتاجِ أفكارٍ جيّدةٍ، بينما يُمكن أن يزيدَ قضاءُ وقتٍ في الهواءِ الطّلقِ من تركيزك وتعزيزُ طاقتكَ وإبداعك.
لا تنسَ أن تحملَ تقديرك الجديدَ للهواءِ الطّلقِ إلى روتينك اليوميّ، مثلاً عليك بالمشي للحصولِ على وجباتِ الطّعامِ أو اجعل فتراتِ القهوةِ على الشّرفةِ فترات استراحةٍ، إذ كلّ هذه اللّحظاتِ الصّغيرةِ تخلق لحظاتٍ كبيرةٍ من الاتصالِ بالعالمِ الكبيرِ من حولك؛ حتّى خمس دقائقٍ من الهواءِ النّقيّ، يُمكن أن تكونَ كافيةً لتحسينِ صحتكَ العامّةِ.
شاهد أيضاً: في يوم الصحة النفسية العالمي: التوازن بين العمل والحياة ضروري للأعمال
أعد الشحن
الآن يأتي الجزءُ الأصعبُ، افصل الطّاقة وإيقاف التّشغيلِ، وقدّم فرصةً لذاتكَ بأكملها كي تدركَ ما فاتها. يُمكن أن يكونَ ذلك صعباً للغايةِ بالنّسبةِ لمعظمنا الذين تتوّهج أدمغتهم بالأفكارِ في جميع أوقاتِ اليوم، والذين تتوقُ أدمغتهم لتنشيطِ شاشةٍ مثلاً، فقد تحتاجُ أن تكون صارماً مع نفسكَ. اترك هاتفك في غرفةٍ أخرى، أو اتركه على وضعِ الصّامتِ، أو ربّما حتى أطفئه؛ حتّى عائلتكَ وأصدقاؤكَ سيقدّرون ذلك!
يُمكن أن تزيدَ الاستراحاتُ المنتظمةُ عن العملِ من التّحفيزِ والإنتاجيّةِ والإبداعِ والذّاكرةِ. فكّر في الأمرِ هكذا: الرّاحةُ هي الإصلاحُ الذي قد يحتاجهُ عقلكّ، ويُمكن أن تكونَ فترةُ ما بعد الظّهرِ، أو يومٌ، أو حتى أسبوعٌ من الابتعادِ عن هاتفك أو عن عملك ذات فوائدٍ لكَ ولعملكَ على المدى الطّويلِ. إذ من المهمِّ جدّاً أن تعتني بنفسك، وبالنّتيجةِ، هناك سببٌ وراء كونك رائدَ أعمالٍ، ولم يكن هذا السّببُ لأنّك تريدُ حياةً شخصيّةً أقلّ.
أن تكون رائدَ أعمالٍ يُمكن أن يكون مثيراً في الأوقاتِ الجيّدةِ، خاصّةً في الأيامِ الأولى، ويُمكن أن يبدو كلّ شيءٍ فرصةً. تشعرُ وكأنّك ملزمٌ بدفعِ الأمورِ لتحدثَ، إجراءُ تلك المكالمةِ الهاتفيّةِ، التّواصلُ في تلك الفعاليةِ، إلخ. ولكن خلال الأسابيعِ التّاليةِ، خذ وقتاً للتّفكيرِ والتّركيزِ. ودع نفسكَ تنغمرُ في السّكونِ والإيقاعِ البطيء، وآمل أن تجدَ نفسك بحسٍّ متجدّدٍ بالهدفِ عندما يأتي شهرُ يناير.