وارن بافيت "Warren Buffett" يكشف السر الوحيد الذي يعيق نجاحك
استراتيجيات وارن بافيت لتحطيم القيود التي تمنعك من تحقيق أهدافك
أحياناً، لا أستطيعُ إلّا أن أومِئ برأسي بدهشةٍ أمام لآلئ الحكمةِ التي يُقدمها وارن بافيت، ولكن هل هي أمورٌ مبتكرةٌ؟ ليس تماماً.
يستمرّ وارن بافيت -وهو في عمر 93 عاماً- في تسريبِ هذه الحقائقِ البسيطة التي حوّلته إلى عبقريٍّ ناجحٍ. وأجل، أنا أتفهّم أنّ سماعَ النّصائح من خامسِ أغنى رجلٍ في العالم قد يبدو أمراً لا يثير الدّهشة. لكن فلنكن واقعيّين: قد نجح الأمر معه، ومن يدري يُمكن أن ينجحَ معك أيضاً، فإذا كنت متحمّساً لذلك، إليك أحد اقتباسات بافيت النّموذجية لتوقد عزيمتكَ. [1]
تخلّص من عاداتك المدمرة
لدى معظمنا إحساسٌ بأنّ شيئاً ما يعيقنا عن تحقيقِ أقصى ما يُمكننا القيام به. ولا يستخدم بافيت كلماتٍ ملتبسةٍ عندما يتعلّق الأمرُ بالتّغلبِ على الجانبِ الأسوأ منّا نحن البشر. إذ يقول: "أرى أشخاصاً لديهم هذه الأنماط السّلوكية المدمّرة، وتجدهم حقّاً حبيسين داخل قوقعتها." لكن الحلّ بسيطٌ جداً، إذ ينصحُ بافيت طلّاب التّخرج في جامعة فلوريدا بتعلّم وممارسةِ العاداتِ الجيدةِ قبل بلوغهم سنّاً متأخرةً، ويقول: "يُمكنكم -وأنتم في هذا السّن- التّخلص من العاداتِ السّيئة بسهولةٍ أكبر مقارنةً بمن هو بمثل سنّي، لأنّ معظم السّلوكيات هي اعتياديّةٌ. فالقيودُ التي تفرضها العادةُ تكون في البدايةِ خفيفةٌ، لدرجة أنّك لا تشعر بها حتّى تصبحَ ثقيلةً لا يُمكنك كسرها بعد ذلكَ".
والآن، ما هي عاداتك المُدمُرة؟ أنصحكَ بألَا تتوانى عن مواجهتها، وإليك ثلاثة منها أقترحُ عليك أن تتولُى أمرها قريباً، والأولى قد لا تكون حتّى على درايةٍ بها:
- تخلّص من أكثر أمرٍ تجهل وجوده لديك:
إنّ أشجعَ ما تقوم به لتبدأ في رفعِ مستوى ذكائك العاطفي هو الاعترافُ بأمورٍ تجهلُ وجودها لديكَ. وقد لا يخطرُ لك ذلكَ من نفسك، لذا كُن شجاعاً بما يكفي للنّظر فيما يقوله الآخرون عنك، وكما يقول المثل: من شأن الحقيقة أن تمنحكَ الحريّة، وانظر إلى هذا الأمر كأنّه فرصةٌ للتّعامل مع ما يمنع تقدّمكَ، إذ يُمكنك من الآن فعلُ شيءٍ حيال مشكلةٍ معيّنةٍ يُخبرك الآخرون أنّك تعاني منها. واطمئن إلى حقيقةِ أنّ هذا كلّه من أجلِ مصلحتكَ، وسيجعلكَ شخصاً أفضل حقّاً في خدمةِ الآخرين.
- تخلّص من رغبتك المُلّحة في أن تكونَ على حقٍّ طوال الوقت:
هل تعملُ مع شخصٍ أو تحتَ إشرافِ شخصٍ غير قادرٍ على تغيير رأيه أو رؤيةِ الأمورِ بشكلٍ مختلفٍ؟ هل يتفرّد بقرارهِ دون السّعي إلى الحصولِ على إفادةٍ في الرّأي أو الرّجوع إلى وجهاتِ النّظر المُختلفة، لأنّه يعتقدُ أنّ فكرته هي الأفضل؟
قد يطلبُ زميلٌ لك أو مديرك أن تكونَ الأمورُ على النّحو المطلوبِ (حسب ما يراه هو)، أو كما يُقال بعبارةٍ أخرى "نفّذ ولا تعترض". وأمثالُ هؤلاء من الأشخاصِ يشقى عليهم الصّبر وتحمّل الاختلافات التي لا تتناسبُ مع احتياجاتهم وتطلُعاتهم المثاليُة، لذا عليكَ الانتباهُ من أنّ مثل هذا الشّخص المهووس يُمكنهُ أن يُحدِثَ فوضى في مكانِ العمل، مؤدياً إلى تراجعِ الفريقِ وإضعافهِ.
- تخلّص من إطلاق الأحكام على الآخرين:
نظراً لأنّ الأشخاصَ الذين يطلقون الأحكام ينتقدونّ أي شيءٍ وكلّ شيءٍ، كما لو أنّ الأمر هوايةٌ لديهم، فلا ينبغي عليهم أن يتوقّعوا أن يأتي إليهم أيّ شخصٍ للحصولِ على مشورةٍ أو حلِّ مشكلةٍ (يعلم الآخرون أنّ القيامَ بذلك مضيعةٌ للوقتِ)، لذلك إنّ إطلاق الأحكام ما هو إلّا تنفير لزملاء في العمل.
وإذا كنتّ أنت هذا الشّخص، فإنّ أفضل خطّة تضعها لنفسكَ -تتمثّل في التّوقف عن القفزِ إلى الاستنتاجات- قبل سماعِ كلّ الحقائق والبدء في الاستماع باهتمامٍ لتحسينِ مهارات الّتواصل لديك. وعندما تضع هذا الأمر أولويةً لديكَ، ستشاهدُ أقرانكَ ينجذبون إليكَ تدريجيّاً بما أنّك ستفسحُ المجالَ أمامهم للقيامِ بذلك دون وجلٍ، وتذكّر أنّك عندما تدين، فإنّك تدعو إلى الحكمِ على نفسكِ.