وصفة سحرية لبناء عملك: أسِّس شبكة علاقات قوية
أساس الأعمال هو العلاقات، لذلك إليك كيف تُكوِّن علاقات ناجحة تفيدك في عملك
بقلم جينيفر واينز Jennifer Wines، مؤلفة، ومؤسِّسة شركة Invisible Wealth
بناء رأسمال العلاقات هو أصلٌ معنويٌّ غير ملموسٍ ومهمّ، يشكّلُ الأساسَ لكلّ تقدّمٍ. يتمّ بناؤه مع مرورِ الوقتِ بين شخصين من خلالِ التّواصلِ الحقيقيّ؛ التّواصلُ الحقيقيّ هو الوسيلةُ التي تساعد في بناءِ عملةِ العلاقاتِ، والتي يمكن "ادّخارها" و"إنفاقها" في وقتٍ لاحقٍ. كما هو الحال مع أيّ أصلٍ، فإنّ الحصولَ عليه والحفاظُ عليه وتحسينه هو جوهرُ اللّعبةِ. لذلك، دعونا نتحدّثُ عن التّواصلِ الحقيقيّ كوسيلةٍ لنيلِ هذا الأصل. [1]
إنّ التقدُّمَ التّكنولوجي وتغيراتِ المجتمعِ تتّجه نحو مشهدٍ ديناميكيّ لقطاعِ الأعمالِ. فالمنافسةُ والتّعاونُ يلعبان بالطّاقةِ القصوى دوراً كبيراً في تشكيلِ طريقِ النّجاحِ. ولكن هناك شيء واحد يظلّ ثابتاً، وهو أنّ الطّريقَ إلى النّجاحِ يشملُ الآخرين: الزّبائن، العملاء، الشّركاء، والموظّفون. أصالةُ منتجكَ أو خدمتك شيءٌ، وأصالةُ تواصلك هي شيءٌ آخر. إذ يساعدُ التّواصلُ الحقيقيّ في الحصولِ على رأسمال من العلاقات والحفاظ عليه وتحسينه، وهو أمرٌ في نهايةِ المطافِ مثمرٌ ونافعٌ للأعمالِ؛ دعونا نحلّل هذا الأمر.
شاهد أيضاً: القواعد الخمس الجديدة للشركات النّاشئة
أسِّس رأسمال من العلاقات بالمصداقية
وفقاً لقاموسِ ميريام ويبسترMerriam-Webster، يُعرَّف التّواصلُ بأنّه "عمليّةٌ يتمّ فيها تبادلُ المعلوماتِ بين الأفرادِ من خلالِ نظامٍ مشتركٍ من الرّموزِ أو الإشاراتِ أو السّلوكِ." وعلاوةً على ذلك، يعدّ التّواصلُ الحقيقيّ هو التّبادلُ الصّادقُ والحقيقيّ والمفتوحُ للمعلوماتِ بين الأفراد. جزءُ المصداقيّةِ مهمٌّ هنا، نعرفُ هذا بشكلٍ بديهيّ. وكصاحبِ عملٍ، يتعيّنُ أن يكونَ أيّ تواصلٍ لك مع الآخرين دون تظاهرٍ، بدايةً وقبل كلّ شيءٍ، لغرضِ بناءِ رأسمال من العلاقات. وفي الغالبِ يجب أن يسبقَ رأسمال العلاقاتيّ رأسمال النّقديّ.
في عالمٍ رقميّ مليءٍ بالمرشّحاتِ والزّخرفةِ، تجدُ النّاسَ القريبين منك معتادين بشدّةٍ على التّعرّفِ على الصّدقِ وتقديره عندما يرونه. إذ يعزّز التّواصل الحقيقيّ الثّقةَ، والعلاقات تتحرّكُ بسرعةِ الثّقةِ. كما تُعزّز المصداقيةُ الثّقةَ عن طريقِ خلقِ الفرصةِ للآخرين لتصديقِ كلماتكَ وأفعالكَ. لذلك، عندما يكون أصحابُ الأعمالِ صادقين في تواصلهم، فيؤدي ذلك غالباً إلى تفاعلاتٍ أكثرَ إيجابيةً وإنتاجيّةً مع الآخرين، ويؤسّسون بذلك رأسمالٍ من العلاقاتِ.
يخطرُ ببالك سؤالٌ: ولكن كيف يساعدُ تأسيسُ رأسمال من العلاقات في بناءِ الأعمالِ؟ إليك الإجابةُ على سؤالك.
استخدم رأسمال العلاقات الذي كسبته للفوز والاحتفاظ بالعملاء
عندما يكون رأسمالُ العلاقاتِ موجوداً وفي ازديادٍ، يكون الزّبائنُ والعملاءُ والشّركاءُ والموظّفون أكثر استعداداً لاستثمارِ وقتهم وطاقتهم وأموالهم في الخدمةِ التي تقدّمها أو المنتجِ الذي تبيعه. الحصول على رأس مال من العلاقات والحفاظُ عليه وتحسينه يعادلُ ادّخارَ هذا الأصلِ وإنفاقه في وقتٍ مثاليّ في المستقبلِ. يصبحُ السّؤالُ بعد ذلك: ماذا يعني ادّخارُ رأس مالِ العلاقاتِ وإنفاقه عندما نتحدّث عن سياق بناءِ الأعمالِ؟
كصاحبِ عملٍ، أجدُ أن تبَنِّي نهجاً حقيقياً صادقاً للتواصلِ، يؤسّسُ رأسمال من العلاقات. ومن خلالِ التّواصلِ مع الآخرين، يُمكنكَ الحصولُ على هذا الأصلِ المتعلّقِ بالعلاقاتِ من خلال قولِ ما تعنيه باستمرارٍ، وأن تقصدَ ما تقوله. علاوةً على ذلك، يجب أن تتسقَ الأفعالُ مع ما تقوله، ممّا يخلقُ علاقةً متناغمةً بين كلماتكَ وأفعالكَ. بشكلٍ طبيعيّ، يكون النّاسُ أكثرَ استعداداً لشراءِ ما تقومُ ببيعه عندما يعرفون ما يُمكن توقّعه، ومن ثمّ تتمّ تلبيةُ تلك التوقّعات. وعندما تقدّمُ فعلاً ما تنقله للآخرين من خلالِ تواصلك معهم، فإنّ ذلك يمكنُ أن يترجمَ إلى مزيدٍ من الأعمالِ.
قد يأتي وقتٌ ما يتعيّن عليكَ فيه إنفاقُ رأسمالِ العلاقاتِ، عندما لا يتناسب ما تنقله من خلال تواصلكَ مع أفعالكَ، على سبيل المثال. دعونا نواجهُ الأمرَ، بناءُ عملٍ هو أمرٌ صعبٌ، والأمورُ لا تسيرُ دوماً كما هو مخطّطٌ لها. ولكن يكون النّاسُ أكثرَ تفهّماً عندما تخفقُ في أمرٍ ما إن كنتَ قد أسّست علاقةً متينةً. وهنا يأتي دورُ رأسمال العلاقات، حيث يوفّر الدّعمَ والانتعاشَ لهذا الوضعِ.
شاهد أيضاً: فنّ التواصل غير اللفظي: الطريقة الصامتة لإيصال رسالتك
العلاقاتُ تتحرّكُ بسرعةِ الثّقةِ، ورأسمال العلاقات يعملُ كوقودٍ أثناءَ رحلتك نحو النّجاحِ؛ فشغِّل المحرّكَ وانطلقْ.