يخبرك ستيف جوبز أن نجاحك الكلي قد يتعلق بهذه العادة القوية

بقلم مارسيل شوانتيز Marcel Schwantes، محرر مساهم في Inc ومؤسس شركة القيادة من الصميم Leadership From the Core

لقد فَهِمَ الرّاحلُ ستيف جوبز بوضوحٍ مصيدةَ الوقوعِ في حبائلِ التّعقيدِ عند وضعِ الأهدافِ وتحقيقها، فلديك الكثيرُ من الخطواتِ التي يجب اتّخاذها، الكثيرُ من الاجتماعاتِ التي يجب حضورها، والكثير من البيروقراطية لتدفعَ الأمورَ للأمامِ. ^[1]  

وقد استكشفَ المؤسّسُ المشاركُ لشركةِ أبّل كيف أنّ البساطةَ تتفوّق على التّعقيد لكنّه أكّد أنّ ذلك لا يجعل "البسيطَ" سهلاً. يقول قطبُ التّكنولوجيا في مقولةٍ شهيرة: 

يمكن أن يكون البسيطُ أصعبَ من المعقّد، إذ عليكَ أن تعملَ جاهداً لتصفيةِ تفكيركِ من أجلِ أنْ تجعلَ الأمور بسيطة. الأمر جديرٌ بالمحاولةِ في النّهايةِ، فما إن تصل إلى هذه المرحلةِ، يُمكنك تحريكُ الجبال.

تسلّطُ كلماتُه الضّوءَ على مدى أهميّة إبقاءِ الأمورِ واضحةً ومباشرةً عند التّعاملِ مع المشاكلِ، واتّخاذِ القراراتِ، ومجرّدِ التّفكيرِ بشكلٍ عامٍّ. وهذا يشبه القول إنّه رغم أنّ البساطةَ تبدو سهلةً، إلّا أنّها في الواقعِ تتطلبُ الكثيرَ من التّركيزِ والتّفكيرِ مليّاً لتصلَ إليها. تشير المقولة إلى أنّ البساطةَ لا تعني أنّ الأمورَ سهلةٌ، بل تعني تجريدها من الأمورِ المعقّدةِ لتصلَ إلى أبسطِ شكلٍ أساسيٍّ لها.

4 طرائق لتجعل بساطة جوبز تنجح معك

عندما تُفكّر بجعلِ المُعقّدِ يبدو بسيطاً ومباشراً، تحتاجُ إلى فهمٍ عميقٍ للتّحديّات المقبلةِ ولمهارات التّواصل، كي تدفعَ فريقك نحو التّغييرات التي تُريدها.

1. تدرّب على التفكير الصافي

إنّه من الأهميّةِ بمكان أن تستبعدَ التّعقيدات غير الضّروريةِ قبل الشّروعِ في مشروع جديد أو استراتيجيةٍ جديدةٍ، كما صرّح جوبز "اجعل تفكيركَ صافياً". اسأل نفسكَ: ماهي الغايةُ الجوهريّةُ؟ ما هي الخطواتُ الأساسيّةُ لتحقيقها؟ قد تتطلّبُ هذه العمليّة عملاً شاقّاً، لكنّها تُشكّل الأساسَ بالنّسبة للبساطةِ وللتّفكيرِ الصّافي.

على سبيلِ المثالِ، تخيّل أنّك تقودُ فريقاً عبرَ عمليّةِ إعادةِ هيكلةٍ رئيسيّةٍ. بدلاً من إغراقهم بفيضٍ من التّفاصيل، استخلص جوهر الرؤية، أعلن بوضوحٍ عن الهدفِ النّهائيّ، والخطواتِ الأساسيّةِ للوصولِ إليه. هذا المنهجُ المركّز يُمَكِّن فريقَك من العملِ بعزمٍ ووضوحٍ.

2. اجعل التركيز على الأولويات العليا

 من المهمِّ أن تُرتّب أولوياتكَ بتركيزٍ مقصودٍ وحازمٍ كي تُحقّق البساطةَ. ولا يعني هذا أن تُبالغ في تبسيطِ الأمورِ، بل أن تركِّز على ما يهمُّ حقّاً. فمن السّهل أن تنغمرَ بأطنانٍ من المهامِ والمسؤولياتِ، ممّا يتسبّبِ في فقدانِ رؤيةِ المهامِ والمسؤوليّاتِ المهمّةِ. إنّها مسؤوليّتك كقائدٍ أن تُحدّد المهامَّ الحيويّةَ وتُخصّصَ المواردَ وفقاً لذلكَ.

كمثالٍ على ذلكِ، تخيل أنّ شركتكَ على وشكِ إطلاقِ منتجٍ جديدٍ. وبدلاً من توزيعِ مواردكَ بشكلٍ ضئيلٍ جداً عبر العديدِ من قنواتِ التّسويقِ، من المهمّ أن تُحدّدَ السُّبُل الأكثرَ تأثيراً. ركّز على الحملاتِ المستهدَفة التي يتردّد صداها عند جمهوركَ بدلاً من تشتيتِ جهودك.

شاهد أيضاً: 5 عناصر يجب تضمينها دائماً في رسائل التسويق الإلكتروني

3. وفّر الوضوح

إن إحدى مسؤولياتك الأساسيّةَ كقائدٍ هي توفيرُ توجُّهٍ واضحٍ للفريقِ، فعندما يفهم فريقُك الهدفَ الرئيسي والخطواتِ المطلوبةَ لتحقيقه، يمكنهم العملُ بكفاءةٍ وفاعليّة أكبر، ولتحقيق ذلك، تجنّب الإدارةَ التفصيليّة، وثِقْ بفريقك لينفّذ مهامّه باستقلاليةٍ.

مثلاً، لنقُلْ إنّك تقودُ فريقاً متداخلَ المهامِ في مشروعٍ بالغِ الأهميّةِ. إذاً ينبغي أن تُخطّط  لكلّ شيءٍ بوضوحٍ، من أهداف المشروع إلى الأدوارِ الفرديّةِ والنّتائج المتوَقَّعة. شجّع على التّواصلِ المُنفتحِ، وكُنْ متواجداً لتوجيههم، لكن ثِقْ أيضاً بأعضاءِ فريقكَ ليستخدموا خبرتهم لتحقيقِ النّتائج.

4. التزم بتحسين مستمر

تذكّر أنّ تحقيقَ البساطةِ لا يكونُ جهد مرة واحدة، فهو عملية مستمرّة. وبينما يتطوّرُ عملُك، تتطوّر أيضاً التحديّاتُ والفرصُ التي يُقدّمها. أَعِد النّظرَ في استراتيجياتك وعملياتك بانتظامٍ، وكن مستعداً للتّنقيحِ والتّبسيطِ حسبَ الحاجةِ.

على سبيلِ المثالِ، تخيّل أنّك طبّقت سيْرَ عملٍ جديدٍ في مؤسستك، إذاً عليك تقييمُ فعاليّته دَورِيَّاً. هل ثمّةَ عقبات أو خطوات غير ضروريّة؟ إنّك بسعيكَ الحثيثِ للتّبسيطِ ستضمنُ أنّ فريقَكَ يعملُ بكفاءةٍ قصوى.

تفيدُ رؤيةُ ستيف جوبز كمرشدٍ للقادةِ الذين يتعاملون مع تعقيداتِ بيئةِ العملِ الحاليٌةِ. اقبل التّحديَ المتمثِّلَ في التّفكيرِ بصفاءٍ، رتّب أولوياتك بلا هوادةٍ، زوِّد فريقكَ بالوضوحِ، والتزم بتحسينٍ مستمرٍّ. إن فعلتَ ذلك، لن تحققَ أعمالاً فذّةً عظيمةً وحسب، بل ستقودُ فريقكَ أيضاً لنيلِ مراتب غير مسبوقة من النّجاحِ.